سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء سياسيون: متانة العلاقات السعودية - المصرية أقوى ضمان لأمن المنطقة واستقرارها الحفاوة الرسمية والشعبية الكبيرة أكدت مكانة الملك سلمان في قلوب كل المصريين
أجمع خبراء السياسة والاقتصاد على أهمية النتائج التي خرجت بها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى جمهورية مصر العربية، وفي مقدمتها اتفاق الرؤى بين الملك المفدى وأخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية نحو تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين ومعالجة الملفات التي تعيق مسيرة الوحدة العربية، ومواجهة مايعتريها من تحديات. وأكدوا في تصريحات لوكالة الأنباء السعودية أن حجم الوفد المرافق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - في زيارته إلى مصر يبيّن حجم ومكانة مصر في قلب الملك سلمان بن عبدالعزيز الذي يؤمن بأن العلاقة بين البلدين هي الضمانة الأقوى - بإذن الله - لأمن المنطقة واستقرارها، منوهين بمضامين الخطاب الضافي الذي ألقاه - رعاه الله - امس أمام أعضاء مجلس النواب المصري وأكد خلاله أهمية التعاون الثنائي بين المملكة ومصر كمنطلق نحو الوصول إلى وحدة الصف العربي. الاتفاقيات التي تمخضت عنها الزيارة تبين اهتمام البلدين ببناء رؤية جديدة ترمي لقيام وحدة قوية تقود العالم العربي وأشاروا إلى أن الاتفاقيات التي خرجت بها الزيارة تصب في صالح خدمة الشعبين الشقيقين، من منطلق تحقيق التكامل بين مختلف جوانب التنمية والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والثقافي بين البلدين بجانب سير المصالح السياسية التي تخدم مكانة المملكة ومصر والأمة العربية والإسلامية جمعاء. فقد قال عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالله العسكر: "إن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى مصر غير مسبوقة على المستوى العربي بحجم الوفد المرافق للملك المفدى، ما يؤكد أهمية مصر بالنسبة للمملكة، وأهمية ما يتطلع إليه الملك سلمان بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي من رؤى إستراتيجية لدعم علاقات البلدين الشقيقين". وأوضح أن ما تمخض عن هذه الزيارة الكبيرة من اتفاقيات اقتصادية تقدر بمليارات الريالات تبين مدى الاهتمام السعودي المصري ببناء رؤية جديدة ترمي لقيام وحدة عربية قوية تقود العالم العربي وسط التقهقر الذي طال معظمه بسبب أياد بعيدة عن العروبة، وجني الكثير من الخيرات من وراء هذه الاتفاقيات ومنها بناء الجسر البري بين المملكة ومصر الذي سينتج عنه حركة تجارية متبادلة تحقق المردود الاستثماري الكبير للبلدين، وتسهم في تعزيز الوحدة العربية بين قارتي آسيا وأفريقيا من جديد. وأشار إلى أن هذه الزيارة نتج عنها إستراتيجية جديدة للوطن العربي تقوده المملكة العربية السعودية ومصر بوصفهما قطبا الرحى في المنطقة، وسينتج عن ذلك إعادة بلورة الشخصيّة العربية ليقف العرب خلف قدوتهما المملكة ومصر أمام من يحاول التعرّض لبقائها، متوقعًا أن يلتف العرب حول هذه الإستراتيجية على الرغم من التحديات التي قد تتعرض لها بسبب قوة القرار السياسي الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس السيسي. ووصف أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور عبداللطيف آل الشيخ قرار المملكة بتعزيز علاقاتها الاقتصادية مع مصر بالقرار الحكيم، مبيناً أن مصر هي العمق العربي الكبير في قارة أفريقيا، وفكرة دعم الاقتصاد المصري يصب في مصلحة تحقيق الأمن القومي لمصر، ولشعبها والمنطقة الإقليمية، خاصة في شبه جزيرة سيناء التي وجهت إليها بوصلة الاستثمار السعودي المصري بوصفها منطقة جغرافية تتمتع بالعديد من المميزات الجغرافية والطبيعية والبشرية. وقال: "إن شبه جزيرة سيناء توصف بأنها بوابة مصر الشرقية، ومساحتها 60 ألف كيلومتر مربع مشكلّة 6% من مساحة مصر، ويبلغ عدد سكّانها مليون و400 ألف نسمة، وتقع بين ثلاثة مسطحات مائية هي البحر المتوسط في الشمال بطول 120 كيلومترا، وقناة السويس في الغرب بطول 160 كيلومتراً، ومن الجنوب الغربي بطول 240 كيلومتراً، وخليج العقبة من الشرق بطول 150 كيلومترا، وتتمتع بخصائص طبيعية وتاريخية قديمة ومنطقة جذب سياحية كبيرة تسهم في الدخل القومي المصري، ولها أهمية استرايتيجية تحدد من خلال العوامل المادية والبشرية". وأفاد أن شبه جزيرة سيناء تمتلك موارد معدنية متنوعة مثل النفط، والنحاس، والفوسفات، والحديد، والفحم وغيرها، وتشتهر بمواقع سياحية جاذبة متمثلا ذلك في سواحلها النقية، والعيون الحارة التي تعالج الأمراض الجلدية، والمياه الجوفية، والتربة الزراعية الخصبة التي تقدر ب 175 ألف فدّان تنتج 160 ألف طن سنويا من الفاكهة والخضار والحبوب، وفيها 265 ألف رأس من الأغنام، والجمال، والأبقار، مبينا أن هذه العوامل تساعد في دفع عجلة الاستثمار بين البلدين، والنهوض بشبه الجزيرة نحو الحراك التنموي الاقتصادي والاجتماعي. المنطقة الحرة ستعالج مشكلة سيناء مع التنمية وستوفر فرصاً استثمارية ووظيفية متنوعة لسكانها أما أستاذ الإعلام والكاتب السياسي الدكتور علي بن دبكل العنزي، فقد وصف زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى مصر بالزيارة التاريخية بكل ما تحمله من معان، وعدّها نقطة تحول إستراتيجية على مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين وعلى المستوى الإقليمي والدولي، حاملة العديد من المضامين العميقة نحو التأكيد على الوحدة العربية ضد الإرهاب وضد من تسوّل له نفسه المساس بالأمن العربي. وأشار إلى أن الحفاوة الكبيرة التي وجدها الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - من حكومة وشعب مصر الشقيق تؤكد مكانة الملك سلمان في قلوب كل المصريين من جهة بوصفه قائد الوحدة العربية والإسلامية، ومكانة المملكة من جهة أخرى بوصفها بلد الحرمين الشريفين، وقبلة المسلمين. ولفت النظر إلى أن هذا التلاحم الكبير الذي عبرت عنه اتفاقيات البلدين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وفخامة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أظهرت مدى توافق الرؤى بين المملكة ومصر تجاه العديد من الملفات البينية والإقليمية والدولية، ورغبتهما الشديدة في تخطي مرحلة الشراكة الإستراتيجية إلى مرحلة التكامل بين البلدين لتلبية مصالح الشعبين الشقيقين. وفيما يخص الجانب الاقتصادي الذي خرجت به اتفاقيات التعاون بين البلدين، قال المحلّل الاقتصادي الدكتور فضل بن سعد البوعينين، إن الملك سلمان بن عبدالعزيز - رعاه الله - يدرك مدى انعكاس الاقتصاد على تحقيق الأمن والاستقرار من حيث ان الأمن الاقتصادي هو جزء من منظومة أمنية متكاملة يشملها مفهوم الأمن البشري، لذا خرجت الزيارة الملكية لمصر بالعديد من الاتفاقيات المشتركة التي تعزز جانب الأمن والاقتصاد بين قطبي العالم العربي. وأشار إلى أن إقامة المنطقة الحرة شمال شبه جزيرة سيناء سيسهم في ربط الصناعات السعودية من خلال الجسر البري الذي أعلن عنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وسيحقق التبادل التجاري الكبير بين البلدين بشكل ينعكس أثره إيجاباً على شعبي البلدين الشقيقين. وأكد أن المنطقة الحرة ستعالج مشكلة شبه جزيرة سيناء مع التنمية وستوفر فرصا استثمارية ووظيفية متنوعة لسكانها تلبي لقمة العيش الكريم لهم، وتحقّق لمصر الأمن والاستقرار بجانب العوائد الاقتصادية التي ستجنى من الفرص الاستثمارية التي وقعتها المملكة معها. وشدد على أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عرف عنه الحرص على تعزيز العلاقات العربية العربية خاصة مع مصر التي وجد فيها الترحيب الحافل، كما أكد - أيده الله - أن المملكة تمد يدها دائما للدول العربية وفق رؤية قومية تحقق الأمن والاستقرار والتنمية في آن واحد. وقال البو عينين: "إنه يمكن النظر لمشروع الجسر البري الذي يربط المملكة بمصر من جوانب مختلفة الأول الجانب الاستراتيجي الذي يقوم على ربط الدول العربية بعضها ببعض، وتوثيق العلاقات الإستراتيجية، ودعم الشراكات بينها وبما يسهم في تحقيق الأهداف التنموية المختلفة، والثاني الجانب الاقتصادي الذي يضم جوانب مختلفة منها تدفق السلع ورؤوس الأموال بما يسهم في زيادة الاستثمارات المشتركة واستثمارات القطاع الخاص، فضلا عن ربط السوقين السعودية والمصرية ودفع حركة التبادل التجاري فيما بينهما". وأشار إلى أن عبور البضائع السعودية بأنواعها إلى مصر ومن ثم إلى أفريقيا عبر شبه جزيرة سيناء سينعشها ويحقق الاستقرار لها وهو ما تحتاجه مصر حالياً، مبينا أن الشركات الإستراتيجية والمشروعات المهمة تتطلب دائماً تفاهماً نوعياً ومصالح مشتركة دائمة ورؤية شاملة تعتمد وحدة الأهداف المشتركة بما يحقق الأمن القومي والمصالح المشتركة لكلا الجانبين. ومن جانبه قال الكاتب والخبير الاقتصادي الدكتور إحسان بوحليقة، إن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - إلى مصر بعيدة العمق في منظورها الاقتصادي والسياسي، مبيناً أن ما تمخض عنها من اتفاقيات ومذكرات تفاهم في عدد من المجالات يؤكد متانة العلاقات بين البلدين وسعيهما الحثيث نحو صناعة التحالف العربي والإسلامي وتعزيز مكانته في ظل ما تتعرض له المنطقة العربية من تهديدات تمس طموحات دول المنطقة. وأشار إلى أن الاتفاقيات التي وقعت تأتي في سبيل دعم الاقتصاد المصري دعماً مستداماً والخروج به من أزمته التي يتعرض لها، وتحقيق شراكة إستراتيجية طويلة المدى تخدم تطلعات رجال الأعمال السعوديين والمصريين بما يلبي حاجة جميع مواطني البلدين الشقيقين. ولفت النظر إلى أن المنطقة الحرة التي أقر تنفيذها في شبه جزيرة سيناء سوف تشجع على مضاعفة الاستثمارات بين البلدين، وتخفيف عوائق الاستثمار التي تتعرض لها بعض النشاطات التجارية في مصر، ومن جهة أخرى ستعمل على تنمية حركة التجارة البينية والإقليمية والدولية مابين الشرق والغرب، وتفتح المجال نحو تحقيق المنفعة الاقتصادية لمصر في مختلف المجالات بوصفها دولة شقيقة لها مكانتها وثقلها الإقليمي، وستسهم في تشغيل أبناء سيناء وانخراطهم في تنمية شبه الجزيرة بما يحقق الخير لأبنائها. وقال الخبير الاستراتيجي في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمال مظلوم إن زيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى مصر كانت كبيرة بحجمها بما يوازي مكانة الملك سلمان والمملكة في قلوب جميع المصريين، ووجدت الزيارة اهتماماً كبيراً من القيادة المصرية والشعب المصري الذي يكن كل الحب والتقدير لأرض الحرمين الشريفين. وأضاف أن خطاب الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الذي ألقاه امس أمام أعضاء البرلمان المصري هو أول خطاب ملكي يُلقى في تاريخ البرلمان المصري، ووجه من خلاله الملك سلمان العديد من الرسائل التي تؤكد متانة العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية الوحدة العربية، ومحاربة الإرهاب، والتأكيد على أنه لا خلافات بين المملكة ومصر مهما حاول أعداء وحدة الأمة العربية والإسلامية. وأشار الدكتور مظلوم إلى أن الزيارة الملكية خرجت بتفاهم سياسي وشعبي كبيرين، تجسدت معانيهما في اتفاقيات التعاون المثمرة بين المملكة ومصر، والإعلان عن بد بناء الجسر البري بين البلدين بما يؤكد تحقيق قفزة نوعية في مسيرة العمل العربي المشترك.