سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قمة سعودية مصرية في جدة برئاسة خادم الحرمين والسيسي غداً دبلوماسيون وخبراء: زيارة الرئيس المصري للمملكة بالغة الأهمية في ظل الأوضاع الخطيرة بالمنطقة العربية
أكد دبلوماسيون وخبراء مصريون أهمية زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى المملكة غدا الأحد والتي سيلتقي خلالها مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في القصر الملكي بجدة بحضور الأمراء وكبار المسؤولين وذلك في أول زيارة له للمملكة بعد توليه رئاسة مصر في الثامن من شهر يونيو الماضي. وشدد هؤلاء الدبلوماسيون والخبراء على أن زيارة السيسي للمملكة ولقائه بأخيه خادم الحرمين الشريفين تأتي في توقيت بالغ الأهمية خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر بها المنطقة العربية سواء الأوضاع في غزة واستئناف القصف المتبادل بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بعد انتهاء هدنة الأيام الثلاثة الجمعة إلى جانب الأوضاع الخطيرة في العراق وسورية ولبنان وليبيا ومخاطر الإرهاب التي تحدق بالمنطقة بأسرها. سفير مصر بالمملكة: الزعيمان سيبحثان قضايا المنطقة والعلاقات الثنائية.. والقاهرة والرياض هما قطبا الأمة العربية وبدوره، قال السفير المصري بالرياض عفيفي عبدالوهاب إن زيارة السيسي للمملكة سوف تستغرق ساعات، حيث يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين وعددا من كبار المسؤولين في المملكة، ويغادر صباح الاثنين. وأشار السفير "عبدالوهاب" إلى أن السيسي سيبحث مع أخيه الملك عبدالله بن عبدالعزيز مختلف القضايا المهمة في المنطقة خصوصا ما يحدث في ليبيا والعراق والقضايا ذات الاهتمام المشترك والعلاقات الثنائية. وأكد أهمية الزيارة التي تعد الأولى للرئيس السيسي إلى المملكة بعد توليه مهام منصبه بانتخابه رئيسا للجمهورية، مشيرا إلى أن هذه الزيارة تأتي في وقت بالغ الأهمية نظرا لما تشهده الساحة الاقليمية من تحديات كبيرة تستدعى من الجانبين المزيد من التعاون والعمل المشترك لمواجهة هذه التحديات. وقال عفيفي إن هذه الزيارة تأتي هذه الزيارة في اطار تقديم الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود على مواقفه المشرفة والشجاعة والموقف التاريخي والمشرف للمملكة بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو والذي كان موقفا فاصلا وفارقا لما قبله ولما بعده وما تبعه من تغير مواقف العديد من الاطراف سواء على المستوى الاقليمي أو الدولي وحاجة مصر آنذاك لهذا الدعم والمساندة. وتوقع السفير عفيفي أن يكون على رأس المحادثات بين الزعيمين ما تمر به الامة العربية حاليا من تطورات وتحديات تمس الأمن القومي العربي إجمالا وضرورة أن يكون هناك نوع من التشاور والتعاون والتنسيق المستمر بين البلدين باعتبارهما جناحي الأمة العربية وبتعاضدهما وتكاتفهما وتعاونهما يستطيعان أن يعبرا بالأمة العربية إلى بر الأمان. وأكد السفير عفيفىي أن المملكة ومصر هما القطبان الأساسيان اللذان يقوم عليهما دائما العمل العربي المشترك خاصة أمام ما تواجهه الأمة العربية حاليا والتي تستدعي من البلدين المزيد من التضافر والتعاون والتشاور والتنسيق لمواجهة هذه التحديات والمخاطر. ومن جانبه، توقع الدكتور محمد السعدني، المحلل السياسي ونائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن تركز زيارة السيسي للمملكة على ثلاثة محاور هامة سياسية واقتصادية واستراتيجية ويأتي في مقدمتها التنسيق مع المملكة بشأن المخاطر الإرهابية التي يتعرض لها العالم العربي، بعد زيارة السيسي للجزائر لحل مشكلة انتشار الفصائل الإرهابية على الحدود مع ليبيا. وأكد السعدني ضرورة وجود تنسيق مع المملكة بشأن التطورات الخطيرة لتنظيم "داعش" سواء في العراق أو سورية ولبنان. وتوقع السعدني أن تتطرق مباحثات الزعيمين الكبيرين إلى التنسيق بين البلدين الشقيقين تجاه سورية، وليبيا لتأثيرهما على الأوضاع في مصر ولا سيما الوضع الليبى على الحدود المصرية. وألمح السعدني إلى أن المحور الثالث في الزيارة سيتطرق إلى البعد الاقتصادي خاصة في ظل بدء مصر لمشروع قومي كبير يمكن أن يستوعب تغيرات اقتصادية كبيرة ليس فقط في مصر، لكن في المنطقة العربية، لأن ماتطرحه مصر من محور قناة السويس الجديدة، والفرص الاستثمارية في هذا المحور ضخمة تصل إلى عشرات المليارات التي ممكن أن يكون للمملكة دور مباشر فيها. ومن ناحيته، أكد الخبير الاقتصادي الدكتور رشاد عبده أن زيارة السيسي للمملكة ستعمل على تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين خاصة وأن المملكة من أكثر الدول التي وقفت بجانب مصر عقب ثورة 30 يونيو، متوقعا أن تسهم هذه الزيارة في جذب مزيد من الاستثمارات السعودية إلى مصر، وزيادة التبادل التجاري بين البلدين. وبدوره، قال محمد المرشدي رئيس جمعية مستثمري العبور، إن للمملكة دورا كبيرا في مساندة الاقتصاد المصري ودعمه خلال الفترة الماضية، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس السيسي ستكون خطوة هامة لتتويج هذه العلاقة الطيبة واستغلالها بالشكل الأمثل، كما تفتح الباب لمساعدات واستثمارات جديدة لمصر خلال الفترة القادمة. وأكد المرشدي أن مساندة السعودية لمصر لم تتوقف خلال الفترة الماضية كما يحاول البعض الترويج، مشيرا إلى أن السعودية تساند الاقتصاد المصري لأنها تعلم جيدا أن قوة مصر هي قوة للأمة العربية بأكملها وبالتالي فإن التواصل الدائم بين الجانبين أمر متوقع ونتائجه إيجابية. من ناحية أخرى، قال مصدر مصري مطلع إنه من المتوقع أن يتطرق اللقاء بين الزعيمين الكبيرين الى آخر استعدادات مؤتمر المانحين الذي سيعقد برعاية المملكة بهدف دعم الاقتصاد المصري. وكان خادم الحرمين الشريفين قام بزيارة سريعة لمصر في 20 يونيو الماضي حيث عقد مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لقاء على متن الطائرة الملكية بمطار القاهرة الدولي في طريق عودته من المغرب. ويذكر أن خادم الحرمين الشريفين أول من هنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي بعد انتخابه رئيسا لمصر. وزيارة السيسي للمملكة هي الثانية له إلى الخارج منذ توليه منصب رئاسة مصر حيث كان قد قام بجولة أفريقية بدأها في الجزائر ثم ترأس وفد بلاده إلى القمة الأفريقية في غينيا الاستوائية واختتمها في السودان.