قال الله سبحانه وتعالى (والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون) الآية. لقد تكرر نص هذه الآية في القرآن الكريم مرتين، الأولى في سورة المؤمنون الآية رقم 8. والثانية في سورة المعارج الآية رقم 32 مما يدل على عظم شأنها، أي الأمانة لذلك جاءت سابقة للعهد. لأن من يحافظ على الأمانة ويرعاها قمين بالمحافظة على العهود والعقود والمواثيق سواء كانت سندات بنكية أو سندات (شيكات) أو مبايعات أو قروضاً حسنة أو اتفاقيات شراكة أو مواريث فتلك العهود واجبة المراعاة.. واجبة الوفاء، والأمانة تشمل العبادات. وشأن الأمانة شأن عظيم ذكره الله سبحانه وتعالى في قوله (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا) الآية.. وتفسير هذه الآية لدى الامام أبي جعفر محمد بن جرير الطبري: فيما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: القتل في سبيل الله يكفر الذنوب كلها أو قال: يكفر كل شيء إلا الأمانة أو كما قال والإنسان مسؤول عن أمانته في أداء ما فرض الله عليه وما أودع لديه من حقوق العباد. فانظر إلى عظم هذه المسؤولية التي أبت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها لعظم شأنها وخشين من عواقبها العظيمة فحملها الإنسان الظالم لنفسه ولعدم تقديره لعواقب أمره مع الأمانة التي ستصاحبه طوال حياته. فالأمانة وثاق واثق الله به عباده المؤمنين حتى يقوموا بحقها ويؤدوها الأداء الشرعي الذي حددته الشريعة في الآيات الربانية والأحاديث النبوية. والأمانة فعل شامل عام لكل ما يكون في يد الإنسان من مال أو عمل أو مسؤولية أو رعاية الأيتام والإحسان إليهم وأداء حق الله، مما لديه من الأموال وحفظ حقوق الله وحقوق عباده لدى كل من اؤتمن على شيء أمام الله فالموظف وظيفته أمانة لأنه مسؤول عن حفظ الأموال العامة والخاصة. وقد قال المفسرون ان الأمانة هي المحافظة على اداء ما فرضه الله على الإنسان من عبادات، إلا أن الله سبحانه وتعالى نص على أن الأمانة هي حقوق البشر في قوله تعالى: «إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها) الآية رقم 58 سورة النساء. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان» متفق عليه. وبذلك تكون خيانة الأمانة علامة من علامات النفاق.