الأمانة هي صفة من الصفات والفضائل المحمودة اذا وجدت في الإنسان، وهي ضد الخيانة، والامانة هي ان يأمن الناس من خيانة الانسان اذا اؤتمن ومن الامانة المحافظة على العبادات والطاعات وتربية الابناء والبنات التربية الحسنة ومعاملة الانسان للناس بالصدق والاخلاص وان الامانة مطلوبة فيمن يتولى عمل من الاعمال المنوطة به والموكلة اليه لغرض مصالح الناس وحفظ الاموال، والامانة قد جاء ذكرها في بعض السور من القرآن الكريم منها ما ورد في الآية 283 من سورة البقرة عن قول الله عز وجل (فان امن بعضكم بعضاً فليؤد الذي اؤتومن امانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فانه آثم قلبه والله بما تعملون عليم). ومن ذلك ما جاء في الآية 58 من سورة النساء قول الله تبارك وتعالى: (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الى اهلها) وجاء في الآية 27 من سورة الانفال قول الله جل وعلا: (يا ايها الذين امنوا لا تخونوا الله والرسول ولا تخونوا اماناتكم وانتم تعلمون)، وفي الآية 8 من سورة المؤمنون قول الله تعالى: (والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون)، وفي الآية 26 من سورة القصص ورد قول الله تبارك وتعالى عن الامانة (ان خير من استأجرت القوي الامين)، وفي الآية 72 من سورة لاحزاب قال الله عز وجل (انا عرضنا الامانة على السماوات والارض والجبال فأبين ان يحملنها واشفقن منها وحملها الانسان انه كل ظلوما جهولاً). وجاء في الآية 32 من سورة المعارج قول الله جل وعلا: (والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون). ومن الاحاديث التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الامانة فقد جاء حديث عن ابن عمر رضي الله عنه بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اربع اذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا (صدق الحديث، وحفظ الامانة وحسن الخلق، وعفة المطعم). ومن حديث عن ابن هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال آية المنافق ثلاث اذا حدث كذب واذا وعد اخلف واذا اؤتمن خان وان صام وصلى وزعم انه مسلم). ومن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم بينما كان يحدث القوم جاءه اعرابي فقال متى الساعة قال صلى الله عليه وسلم: اذا ضيعت الامانة، قال كيف اضاعتها قال اذا وسد الامر لغير اهله فانتظر الساعة، ومن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم ان من اعظم الامانة عند الله يوم القيامة الرجل يفضي الى امرأته وتفضي اليه ثم ينشر سرها، ومن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوله لا ايمان لمن لا امانة له ومن حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: لا تزال امتي بخير ما اتخذوا الامانة مغنما، وهذا والاحاديث التي ذكرت عن الامانة عديدة وقد جرى الاكتفاء منها بما ذكر سالفا من أجل أن لا تكون الإطالة في هذا الموضوع، اما ما قيل من الشعر عن الامانة قال زهير بن ابي سلمى: وحفظي للامانة واصطباري على ما كان من ريب الزمان وقال النابغة الذبياني: سأرعى كل ما استودعت جهدي وقد يرعى امانته الأمين وقال لبيد بن ربيعة واذا الامانة قسمت في معشر اوفى بأوفر حظنا قسامها وقال الاعشى ميمون بن قيس: وان امرؤ اسدى اليك امانة فاوف بها وان مت سميت وافيا وقال العرجي: وما حمل الانسان مثل امانة اشق عليه حين يحملها حملا فان انت حملت الامانة فاصطبر عليها فقد حملت من امرها ثقلا ولا تقبلن فيما رضيت نميمة وقل للذي يأتيك يحملها مهلا وقال الشاعر عبيد ابن الابرص: اذا انت حملت الخؤن امانة فانك قد اسندتها شر مسند واخيرا فان ما تم ذكره انفا حيال ما يتعلق بموضوع الامانة فاني اسأل الله العلي القدير وارجوه ان يجعل الامانة محفوظة لا تضيع بين الناس وان يتعامل بعضهم مع بعض بالصدق والامانة وذلك بهاتين الخصلتين اللتين هما من الخصال المحمودة التي تقرب الانسان من الله والله الموفق.