لها شأن عظيم.فقد أبت السموات والأرض أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان وقد أكد القران الكريم على وجوب القيام بحق الأمانة قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ (النساء58) وتقع المسؤولية بالدرجة الأولى على الوالدين تجاه أبنائهم فهما مسئولان أمام الله سبحانه و تعالى في بذل الجهد و العمل على ترسيخ هذ ه الصفة في سلوكهم لإنها سبب لإستقرار الحياة و استقامة السلوك وثبات القيم الأخرى وعندما نتحدث عن الأمانة يتبادر إلى الأذهان والمفهوم الضيق للأمانة وهي حفظ الودائع حيث يظنون أنها تتعلق بالجانب المالي فقط إنما الأمانة أوسع أفقاً وأعمق أثرًا فالأمانة أمانات وليست أمانة واحدة فتعرف الأمانة : بإنهاأداء الحقوق، والمحافظة عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛ يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويرد الودائع... إلخ. وعلى ذلك للأمانة معنيان : الأول الصفة الخلقية :هي أن يحافظ الإنسان على ما يؤتمن عليه من دوافع على الوجه المشروع المرضي فلا يتصرف فيها تصرفاً ينقص قيمتها أو يلحق بها الضرر الثاني : الوديعة التي يودعها الإنسان غيره : وهذا المعنى الثاني :هو المراد بقوله تعالى: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها ) ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم (* أد الأمانة إلى من أتمنك و لا تخن من خانك) رواه الترمذي هو أن يؤدي هذه الودائع كاملةً إلى أهلها عند طلبها ويدخل في الودائع المؤتمن عليها الأموال والأنفس و الأعراض والأسرار والعلم والقانون والتكاليف الشرعية والواجبات . ومن الأمانة أن يؤدي الإنسان ما عليه على خير وجه، فالعامل يتقن عمله ويؤديه بإجادة وأمانة، والطالب يؤدي ما عليه من واجبات، ويجتهد في تحصيل علومه ودراسته، ويخفف عن والديه الأعباء، وهكذا يؤدي كل امرئٍ واجبه بجد واجتهاد. وبناء على هذا فكل إنسان أنيط به شيء يعتبر أمانة في عنقه، سواء أكان حاكمًا أم والدًا أم ابنًا، وسواء أكان رجلا أم امرأة فهو راعٍ ومسئول عن رعيته. ومن الأمانة أن يلتزم المسلم بالكلمة الجادة، فيعرف قدر الكلمة وأهميتها؛ فالكلمة قد تُدخل صاحبها الجنة وتجعله من أهل التقوى.وقد ينطق الإنسان بكلمة الكفر فيصير من أهل النار. وختاماً فعندما يلتزم الناس بالأمانة يتحقق لهم الخير، ويعمهم الحب، وقد أثنى الله على عباده المؤمنين بحفظهم للأمانة، فقال تعالى: {والذين هم لأمانتهم وعهدهم راعون} [المعارج:32]. وفي الآخرة يفوز الأمناء برضا ربهم، وبجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين. خاص بصحيفة نجران نيوز الالكترونية