دعا خبراء وأكاديميون إلى إنشاء قاعدة بيانات عن ذوي متلازمة داون، في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مؤكدين أهمية دمجهم من خلال تدريبهم وتطوير إمكاناتهم ومهاراتهم، ليصبحوا أعضاء فاعلين ومنتجين في المجتمع. وقال الدكتور خالد العوهلي، رئيس جامعة الخليج العربي خلال افتتاحه، أمس الأول، أعمال الاحتفال باليوم العالمي لمتلازمة داون، والذي نظمته الجامعة بالتعاون مع مركز الخبر للرعاية النهارية والجمعية الخليجية للإعاقة، إن "دمج وتمكين ذوي متلازمة داون في مجتمع دول مجلس التعاون الخليجي، يساعدهم ليعطوا أقصى ما عندهم، ويتفاعلوا بالقدر المطلوب"، مشيراً إلى أن كلية الدراسات العليا أخذت على عاتقها مهمة نشر الوعي الصحي في المجتمع الخليجي، وإعداد الكوادر الخليجية المدربة للعمل بشكل فعال مع التلاميذ ذوي الإعاقة الذهنية والاحتياجات الخاصة عبر إمدادهم بأحدث المعارف والمهارات والخبرات التي تجعلهم قادرين على فهم وتطبيق أحدث النظريات ونتائج البحوث لتحقيق أفضل أداء وظيفي خلال العمل في المؤسسات التربوية التي تحتضن أطفال متلازمة داون. وأضاف أن "الجمعية العامة للأمم المتحدة دعت لأن يكون تاريخ 21 مارس من كل عام يوماً عالمياً لمتلازمة داون، وهو الأمر الذي استجابت له جامعة الخليج العربي لتحتفل مع باقي المنظمات والجمعيات الأهلية حول العالم بهذا اليوم الذي تركز جل فعالياته على توعية المجتمع بمتلازمة داون". وأردف قائلاً: "نحن أسرة جامعة الخليج العربي الجامعة الرائدة في برامجها المعنية بذوي الاحتياجات الخاصة نحتفل في هذا اليوم، ليس من جانب الاهتمام الإنساني بالأشخاص ذوي متلازمة داون فحسب، إنما تأكيداً منا بالالتزام الأخلاقي والعلمي لمعالجة وتطوير سبل الرعاية والمساندة لأطفال متلازمة داون، وأحد هذه السبل هو تطوير مهارات وقدرات العاملين من الأخصائيين والأطباء، كذلك تطوير قدرات ومهارات أولياء الأمور في تعاطيهم ورعايتهم لأبنائهم من ذوي متلازمة داون". وثمن رئيس جامعة الخليج العربي في الوقت ذاته جهود مركز الخبر للرعاية النهارية والجمعية الخليجية للإعاقة والجمعيات والمراكز الخليجية التي تهتم بهذه بذوي متلازمة داون، مقدراً أيضا جهد الدكتور عبدالله الصبي، أخصائي طب الأطفال في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية، ورئيس اللجنة العلمية في الجمعية الخليجية للإعاقة لتقديمه ورشة عمل بعنوان (كيفية نقل الخبر لعائلات أطفال متلازمة داون) ضمن فعاليات الاحتفال باليوم العالمي، مما يسهم في تطوير مهارات العاملين والأخصائيين لمساعدة الأسر في كيفية التعامل مع طفل متلازمة داون. من جانبه، أكد الفريق الشيخ دعيج بن خليفة آل خلفية، الرئيس الفخري للجمعية الخليجية للإعاقة، رئيس المؤسسة الوطنية لخدمات المعاقين، أن إنشاء قاعدة بيانات عن ذوي متلازمة داون في دول مجلس التعاون الخليجي، من أهم التوصيات التي ينبغي العمل على تحقيقها على أرض الواقع، ليتفهم أفراد المجتمع طبيعة احتياجاتهم ويشاركوا في تطوير قدراتهم وتعاطيهم من خلال تحرير القدرات الكامنة لديهم، ليشاركوا في عملية الانتاج والتنمية، مؤكداً أهمية تطوير البرامج التربوية لتحسين نوعية حياة ذوي متلازمة داون، وحفظ حقوقهم وصون مصالحهم والارتقاء بمهاراتهم وتطويرها من خلال تنظيم الأنشطة الاجتماعية والرياضية والثقافية على نحو مستمر، واعتماد سياسة الدمج العكسي بعدما أثبتت التجارب فائدتها وفعاليتها. إلى ذلك، أكدت الدكتورة مريم الشيراوي رئيسة قسم صعوبات التعلم وبرنامج الإعاقة الذهنية والتوحد، أستاذ التربية الخاصة المشارك بجامعة الخليج العربي، أن جامعة الخليج العربي تأخذ على عاتقها تبني عدد من المبادرات التي تشمل التعليم والتدريب والتوعية بالإعاقات المختلفة والتي منها متلازمة داون التي تعد من الإعاقات الشائعة التي تسبب تأخرا في النمو الجسمي والعقلي والقدرات الكلامية، وهي من المسببات الرئيسية للتأخر الإدراكي، مؤكدة أن الأشخاص ذوي متلازمة داون قادرون على التعلم إذا وفر لهم التشجيع والتدريب المستمر على أيدي متخصصة، منوهة إلى أهمية الكشف والتدخل المبكر في التأهيل والتدريب، حيث يساعد الطفل على السير في حياته الطبيعية. وفي السياق ذاته، استعرضت سنثيا كردي مديرة مركز الخبر للرعاية النهارية الخدمات التي يوفرها المركز للأطفال ذوي متلازمة داون وطرق التدريس في المركز ونتائج الدمج العكسي الذي أثبت فعاليته، مؤكدة في الوقت ذاته أهمية تدريب الأسر على التعامل الأمثل معهم في بيئة مناسبة من خلال تنويع الأنشطة الموجه لهم سواء كانت ثقافية أو ترفيهية أو اجتماعية، مقدرة جهود جامعة الخليج العربي في الاهتمام باليوم العالمي وبتدريب وتأهيل الكفاءات التي تتعامل مع أطفال متلازمة داون.