لليوم السادس منذ إعلان المملكة قطع العلاقات مع إيران (الأحد) الماضي، تتواصل ردود الفعل الإقليمية والدولية المؤيدة للإجراءات السعودية التي اتخذتها؛ للدفاع عن أمنها القومي وحماية بعثاتها الديبلوماسية في الخارج. وجدد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة، رفضه بقوة وحسم توظيف الطائفية والمذهبية توظيفاً سياسياً لإثارة القلاقل في المجتمعات المستقرة، مؤكداً حق المملكة في الحفاظ على أمنها القومي واستقرارها، منتقداً الاستفزاز الإيراني بشأن ما حدث أخيراً لمقار البعثات الديبلوماسية السعودية في طهران ومشهد. وشدد في بيان له -بحسب وكالة الأنباء السعودية- أنه «لا يمكن لأحد أو لأية دولة أو مؤسسة أن تنكر على المملكة حقها في الحفاظ على أمنها القومي وعلى استقرارها، كما أن المملكة لا تنكر على الآخرين حقوقهم في ذلك، في ظل العهود والمواثيق والأعراف الدولية». وقال: «إذا كانت المملكة العربية السعودية قد نفذت أحكام القانون في بعض الجرائم التي ارتكبها بعض مواطنيها فهذا شأن داخلي لا يحق لأحد التدخل فيه»، مشيراً إلى أن «ما قامت به طهران يندرج في إطار محاولات جر المنطقة إلى حرب طائفية، وإلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية». وأكد جمعة، أنه «لا بديل عن اصطفاف عربي قوي في شتى المجالات وسرعة إنشاء القوة العسكرية العربية المشتركة، مع التنسيق والتعاون المستمر في سائر المجالات والملفات، وبخاصة مجالات الفكر والثقافة والإعلام لرفع درجة الوعي بحتمية المصير العربي المشترك وإدراك حجم المخاطر والتحديات التي تحيط بأمتنا العربية». إلى ذلك، دعا مجلس علماء باكستان إلى ضرورة وضع حد للتدخل الإيراني في شؤون الدول الإسلامية، محذراً من أن الأجندة الإيرانية وتدخلاتها في شؤون الدول الإسلامية تهدف إلى تفريق الأمة. وقال رئيس مجلس علماء باكستان الشيخ طاهر محمود الأشرفي خلال اجتماع عقده أمس (الخميس) مع نخبة من العلماء في مدينة لاهور إنه «يجب على قادة الدول الإسلامية والعلماء في جميع أنحاء العالم تبني استراتيجية مشتركة؛ للتصدي للمؤامرات الإيرانية وتدخلاتها في شؤون الدول الإسلامية»، موضحاً أن «إيران تعمل على أجندة معادية للإسلام والمسلمين بتفريق الأمة لتذهب ريحها وقوتها وتخسر تماسكها». كما حث الأشرفي «منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية على التحرك لمكافحة التدخل الإيراني في شؤون الدول الإسلامية ودعمها للتنظيمات والعناصر الإرهابية التي تعمل على زعزعة أمن الدول الإسلامية واستقرارها». وأشار إلى «الموقف العدواني الذي انتهجته إيران رداً على تنفيذ المملكة العربية السعودية الأحكام القضائية الشرعية بحق عدد من الإرهابيين»، موضحاً أن «الموقف كشف عن المخططات الإيرانية، ودعمها للإرهابيين في الدول الإسلامية، ومساعيها لزعزعة أمن بلاد الحرمين الشريفين واستقرارها»، مضيفاً أن «الظروف الراهنة والتحديات التي تمر بها الأمة الإسلامية تتطلب من جميع الدول الإسلامية التوحد في وجه المخططات الإيرانية الهدامة». وأوضح أن «إيران وما تمارسه من إرهاب الدولة ودعمها للتنظيمات الإرهابية يشكل الخطر الأكبر على أمن الدول الإسلامية ووحدة الأمة». من جهة ثانية عدَّ النائب اللبناني خالد الضاهر، الاعتداء الإيراني على سفارة خادم الحرمين الشريفين في طهران وقنصليتها في مشهد عدواناً سافراً. وأكد أمس أن «قرار المملكة سحب سفيرها وبعثتها الديبلوماسية من طهران ومشهد، وطرد السفير الإيراني والبعثة الديبلوماسية الإيرانية من الرياض بعد الاعتداءات السافرة التي طاولت حرم السفارة والقنصلية في إيران هو قرار حاسم ومناسب، ردا على عدم احترام إيران للأصول الديبلوماسية في حماية حرمة السفارات والقنصليات وفق اتفاق فيينا 1961». وأشار إلى أن «السياسة التي تنتهجها إيران في المنطقة هي سياسة عدوانية تسعى من خلال عقيدتها السياسية التي تعتمد على تصدير الثورة لزعزعة استقرار المجتمعات والدول العربية والإسلامية». وشدد البرلماني اللبناني في ختام تصريحه على أن «سياسة المملكة الحازمة بالتصدي والمواجهة لمخططات إيران ووقفها عند حدّها وردعها عن العدوان على الأمّة العربية والإسلامية، سياسة ناجحة وضرورية لصدّ العدوان ومواجهة التعديات الإيرانية بكل حزم وقوّة»، لافتاً النظر إلى «مساندة المملكة للحكومة في اليمن ضد الانقلاب على الشرعية ودعم الشعب السوري في مواجهة الظلم والاستبداد». وقال الرئيس العام للمجلس العلمي الفلسطيني الشيخ ياسين الأسطل: «إن المملكة العربية السعودية دولة ذات سيادة ومن حق أي بلد أن يحفظ أمنه، وليس لأحد أن يتدخل في شؤونها الداخلية». وأثنى في تصريح له في بيروت أمس على «حكمة سياسة وقرارات المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحقها المشروع في اتخاذ القرارات اللازمة لتأمين الحماية والمحافظة على سيادتها»، مستنكراً أي تدخل خارجي بشؤونها الداخلية. ووصف الشيخ الأسطل بلاد الحرمين الشريفين بأنها «واسطة العقد الإسلامي والعربي بما تمثله من المكانة الدينية والثقل السياسي وأعمالها الجليلة ولاسيما في الجانب الإنساني والجوانب الأخرى المختلفة تنتشر في أرجاء العالم كافة». وختم بقوله: «مهما تربص المتربصون بالمملكة فلن يفلحوا، وكيدهم في ضلال، ومحاولاتهم في اضمحلال». .. والاتحاد البرلماني العربي يرفض جميع الانتهاكات الموجهة ضد المملكة أكد رئيس الاتحاد البرلماني العربي رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، تأييد ومساندة الاتحاد البرلماني العربي للمملكة العربية السعودية ضد كل ما تتعرض له من انتهاكات وآخرها اقتحام مقر البعثتين الديبلوماسيتين التابعتين لها في طهران ومشهد الإيرانيتين. وشدد الغانم في تصريحات صحافية عقب لقائه الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي في القاهرة أمس على وقوف الاتحاد البرلماني العربي إلى جانب المملكة في مواجهة جميع التحديات. ورداً على سؤال حول المأمول من الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي المقرر في الرياض غداً (السبت) والوزاري العربي الطارئ المقرر بالقاهرة (الأحد) بشأن التصعيد الإيراني ضد المملكة أعرب الغانم عن أمله في الخروج بموقف موحد يحقق طموحات الشعوب.