تظل المملكة دولة محورية في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه نهائيا لإستراتيجيتها المحكمة في مكافحة خطره ودحره. وتأتي مشاركة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في اجتماع دول التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي بمقر حلف «الناتو» في العاصمة البلجيكية بروكسل تأكيدا للدور السعودي الفعال في القضاء على التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «داعش». أثبتت المملكة نجاحا متميزا في مكافحة الإرهاب من خلال منهاج متميز محكم اتبعته منذ عام 2004، عملت من خلاله على تطبيق خطط استباقية لكشف أي تفجيرات محتملة قبل وقوعها، حماية للمجتمع السعودي من الهجمات قبل حدوثها. وفي محاولة منها لاجتثاث الإرهاب من جذوره واجهت بقوة أي فكر متطرف، وركزت في ذات الوقت على نشر الفكر المعتدل، وسعت عبر برامج المناصحة إلى إعادة تأهيل ذوي الفكر المتشدد والمتطرف إلى التيار المعتدل والوسطي، وتجربتها في هذا الجانب تظل مثار إعجاب دول العالم كافة، فقد قالت المتخصصة في الشؤون الدولية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي ماريسا بورجيس في دراسة نشرتها في موقع المجلس عبر شبكة الإنترنت «تبنت السعودية منذ 2004 نهجا جديدا للتعامل مع التهديدات الإرهابية، اعتمد على التوفيق بين الأساليب الأمنية المعتادة وأساليب اجتثاث جذور الفكر المتطرف من خلال مواجهته ونشر الفكر المعتدل». وتعد اجتماعات بروكسل صفعة قوية في وجه إيران لوقف تدخلاتها السافرة في المنطقة واعتداءاتها البغيضة ورسالة قوية لكل التنظيمات الإرهابية بأنه لن يكون لها أي وجود على الأرض في ظل التصميم الدولي على مواجهتها ودحرها في مهدها ومواجهة تنظيم داعش في سورية وبقية الجماعات الإرهابية، خصوصا بعد إعلان السعودية إرسال قوات إلى سورية للقضاء على التنظيم الإرهابي، ووضع حد لصلف وعجرفة إيران. في هذه الاجتماعات قرع التحالف الدولي الأجراس لمواجهة الإرهاب لأنه لم يعد يقتصر خطره على منطقة دون غيرها بل عم كل دول العالم، ما أكد أهمية تعزيز تعاون دول العالم مع الدول العربية لمواجهته ودحره واقتلاع جذوره وتجفيف منابع تمويله، في وقت يحرص أعضاء التحالف الدولي على التعاون مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، الذي أطلقته السعودية أخيرا. وفي إطار قيادة المملكة للتحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب تستضيف الشهر المقبل اجتماع التحالف الإسلامي العسكري الذي يضم 35 دولة، لبحث آلية محاربة أي منظمة إرهابية من خلال استنفار جهود دول التحالف أمنيا، ويأتي إطلاق المملكة تمرين «رعد الشمال» بمشاركة 21 دولة في إطار التحالف الإسلامي العسكري رسالة قوية لملالي طهران بأن العالم العربي لن يقف مكتوف الأيدي تجاه تمدد خطره في المنطقة ومحاولة زعزعة أمنها، وهي رسالة قوية تؤكد على وحدة الدول العربية والإسلامية وتماسكها لدحر أية تحديات والتصدي لأي أعمال تخريبية تسعى إيران لتنفيذها، كما أنه تعزيز للتكامل العسكري لمواجهة تدخلات طهران السافرة في سورية ولبنان والعراق واليمن والصومال.