يدرك المتابع لكل من السياسة الإيرانية والسياسة العربية، الأبعاد والأهداف التي تكمن وراء فكر كلتا السياستين. إيران في لعبتها في الشرق الأوسط لا تهتم إلا بمصلحتها فقط وقدر ما تستطيع تحقيقه من مصالح مع القوى الدولية الروسية الأوروبية الصينية وتضاربهم على حساب كافة دول الشرق الأوسط، وهي تستغل بذلك كافة أوراقها سواء كانت تلك الأوراق متمثلة في اللعب على ورقة تهديد إسرائيل (طفل الغرب المدلل) أو تحريك الطوائف الشيعية الموالية لها في البلدان العربية، بحيث تكون كافة الأوراق متاحة أمامها على طاولة التفاوض مع الغرب. أما السياسة العربية الهادئة التي تعتمد على عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية، ومحاولة بناء نهضة في إطار من الشراكة ومراعاة مصالح الآخر، وعدم التعرض للإضرار بالآخرين هي سياسة يدركها العالم جيداً. ورغم أن الدول العربية تتعرض لمحاولات هيمنة من جانب القوى الكبرى المختلفة، إلا أن هذه القوى الكبرى لم تحاول إغضاب العرب لإدراكهم ما يمكن أن يحققه العرب، باتحادهم وحضارتهم وإصرارهم. وهذا ما نشهده اليوم في التحالف العربي والإسلامي ضد الإرهاب والحد الجنوبي لعودة الشرعية لليمن مع المملكة العربية السعودية. أما إيران فقد تجاهلت تلك التوازنات وراحت تعبث في الدول العربية وتحرك. فالخليج الذي واجه ولا يزال قلاقل مذهبية يثيرها بعض متطرفي الشيعة بين آونة وأخرى يدرك ما ترمي له إيران، وأنها لا تهتم لا بالشيعة ولا بمصلحة الشعوب ولكن بقدر ما تحققه من طموح عالمي أمام القوى الكبرى على حساب تدمير أي أحد رغبة في تبوؤ دور حاكم الشرق الأوسط بلا منازع ولكن هيهات هيهات. قد آن الأوان أن يقف العرب جميعا موقفا واحدا إزاء ما يمكن تسميته الخطر الإيراني، خصوصا أن طهران لا تتراجع عن نهجها، ولا تقف لحظة واحدة من أجل مراجعة كل سياساتها، وهي سياسات تدفع المنطقة باتجاه مواجهات مكلفة. والحمد الله لقد حصلت المملكة على دعم عربي قوي في مواجه الاعمال العدائية والاستفزازات الإيرانية ودعم جهود في مكافحة الإرهاب ودورها في تعزيز الامن والاستقرار في الخليج. إن الخطوات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية فتحت الباب أمام سياسة ودبلوماسية أكثر حزما في مواجهة التدخلات الإيرانية في شؤون دول المنطقة، الأمر الذي يجب أن يدفع طهران إلى مراجعة شاملة لسياساتها في المنطقة. أعلنت دول حليفة للسعودية تضامنها مع السعودية في خلافها مع إيران، فقد قطعت العديد من الدول علاقاتهما الدبلوماسية مع إيران، بينما خفضت الإمارات تمثيلها الدبلوماسي في طهران وقد استدعت بعض الدول سفراءها لدى طهران. وان المملكة تتعامل بكل جديه وتتصدى لكل من يتدخل في سياستها وتطبيق عدلها وثوابتها بكل حزم. وايضاً مسؤولية الجامعة العربية في ظل أهدافها الرامية الى حماية الامة العربية والحفاظ على الامن القومي للدول والشعوب والمقدرات العربية والحفاظ على الامن القومي للدول والشعوب والمقدرات العربية. ولقد نوه الأمين العام لمجلس الجامعة العربية بإدانة الحكومة الإيرانية لتدخلها في الشؤون الداخلية للدول الخليجية والعربية كونه انتهاكا لقواعد القانون الدولي ولمبدأ حسن الجوار ويحمل تهديداً خطيراً للأمن والسلم الإقليمي والدولي في ضوء التصعيد الإيراني الخطير واستخدام الأساليب الكاذبة والمضللة من إعلامها المعادي والمأجور في النيل من ثوابت المملكة العربية السعودية وحكومتها الرشيدة وتطبيق الشرع الإسلامي وإقامة حدود الله في العابثين والإرهابيين وأصحاب الفتن والمحافظة على الامن والاستقرار وحماية ارض الحرمين من العابثين. ورد وزير الخارجية المصري سامح شكري على التهديدات الإيرانية، التي وجهت إلى دولة المملكة العربية السعودية حيث قال سامح شكري ان أي دولة لا تقبل تدخل الأخرى في شؤونها، لذلك يجب على إيران عدم التدخل في شؤون المملكة، لأنها أعدمت مواطنا سعوديا شيعيا وقال: «هل نصبت إيران نفسها مدافعة عن الشيعة في العالم العربي»، و قال أيضا متسائلا: «ماذا سوف يحدث إن حاولت أي دولة عربية التدخل في شؤون إيران عندما تقوم بمحاسبة مسلم سني». كما أكد الكثير من قادة الدول الإسلامية والصديقة موقفهم مع المملكة وعلى راسهم الرئيس التركي والباكستاني والرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» على أهمية تعزيز التعاون والتنسيق المشترك بين مصر والمملكة العربية السعودية والدول الصديقة في مواجهة التحديات المختلفة، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن والاستقرار، مشددا على حرص الدول على أمن السعودية وعدم قبولها أي مساس به، بحسب ما نقلت وكالات الانباء ووسائل الاعلام المختلفة لكي يستمر التضامن العربي بقوة في مواجهة أي أطماع خارجية سواء كانت إيرانية أوغيرها، حمى الله الأمة العربية والإسلامية وأنعم عليها بالخير والأمن والأمان. إنه سميع مجيب.