نظراً لخطورة هذا السؤال جعلته عنواناً لمقالي اليوم! مدير لم ينجح أيام ارتفاع الميزانية والصرف الكبير خلال السنوات الماضية، والتي كانت فرصة لمن أراد ليس العمل فقط بل الإبداع والتميز في العمل؛ كيف سينجح الآن مع سياسة الترشيد التي تمر بها البلاد وهي تتصدى لقضايا الكرامة وتمر بما يمر به العالم من أزمات، وما تحتاج إليه من فكر رشيد يتخذ القرار الأنسب بوضع كل جزء في موضعه؟! من مشاكل الفاشلين في أيام البيئة المهيأة والتي كان أكبر ما تحتاج إليه الإرادة، أنهم قصروا في الأعوام الماضية، فناموا ولم يستيقظوا إلا على حفلات النياحة التي يقيمونها على الميزانيات التي لا تساعد والبنود التي لا تغطي! رغم أن الناظر يعلم بقليل من التأمل أن المولى لو أنعم على هؤلاء المديرين الذين ينوحون في هذا الوقت، بالإرادة التي يفتقدونها لاستطاعوا عمل الكثير حتى مع انخفاض الميزانية! فميزانية أي إدارة من إداراتنا حتى مع انخفاض الميزانية تعادل ميزانيات وزارات في دول أخرى، ومع ذلك فالقوم يعملون وينجزون بل ويتفننون! يجب أن يدرك المدير أن أيام الرخاء لا تُبين القائد الحقيقي من القائد المزوّر (بفتح الشدة وكسرها)، أما أيام الشدة فتُبرز القادة الحقيقيين، بل وتمهد لهم سبل النجاح، ففي الشدائد يظهر متخذ القرار من الضعيف، وصاحب الرشد من المتهوّر، والرقابة الحقيقية من الرقابة الساذجة! إذن كل ما نرجوه منك عزيزي المدير الباكي! ألا تعميك دموع البكاء على الأمجاد التي ضاعت عن العمل والإنجاز فتعيش في الفشل طوال حياتك! بادر واصنع إنجازك فالمجتمع الآن معك، ويقدر الظروف التي تمر بها إدارتك، فإذا قمت بواجبك فقط بتقديم عمل ناجح، ستنال المجد من أطرافه! فقط اتعب وأتقن فن التعامل مع ميزانية إدارتك بتخصيص كل بند لما خصص له، واحرص على تقليل التكاليف مع ضرورة البعد عن مشاريع التلميع والتنفيع! وثق عزيزي أنه لن تنطلي على الكثير حيلة أن تقليص الميزانية سيمنع العمل والإبداع حتى ولو كذبت بها على نفسك، فمن رزق الإدراك يعلم أنها شنشنة تبريرية من السيد أخزم، والبقية ستدرك بعد أن تتجلى الأمور، وفي جميع الحالات أنت الخاسر لأن التاريخ يكتب!