ربما لا يوافق مديرو الأموال على الوجهة التي تتجه نحوها أسعار النفط، لكنهم تواقون إلى حد كبير لوضع رهاناتهم. ارتفع مجموع الرهانات على أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى له منذ أن بدأت لجنة تداول العقود الآجلة للسلع الأساسية الأمريكية بتتبع البيانات في عام 2006. وارتفعت التعاملات التي تتوقع ارتفاع الأسعار والتعاملات على المكشوف في خام غرب تكساس المتوسط، النفط القياسي الأمريكي، إلى 497280 من العقود الآجلة وعقود الخيارات في الأسبوع المنتهي بالثاني من فبراير. تحرك خام غرب تكساس المتوسط لأكثر من 1 بالمائة يوميا خلال الأسابيع الثلاثة الماضية. وقفزت مخزونات النفط الخام الأمريكية إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من 85 عاماً، ودعت فنزويلا إلى التعاون بين منظمة أوبك والبلدان الأخرى المصدرة للنفط لوقف الانخفاض الذي طال أمده في الأسعار. عمل الركود على خفض الأرباح من شركة رويال داتش شل إلى شيفرون، في الوقت الذي خفضت فيه إكسون موبيل ميزانية الحفر والتنقيب لديها إلى أدنى مستوى منذ 10 سنوات. قال جون كيلدوف، الشريك في أجين كابيتال، وهي صندوق تحوط مقره نيويورك يركز على الطاقة: "يعتبر هذا انعكاسا للكثير من الاقتناع القوي على كلا الجانبين. نحن نشهد معركة ما بين الذين يعتقدون أن الحضيض قد اكتمل والذين يعتقدون بأننا من الممكن أن نصل لمستويات منخفضة أكثر". سوف يكون هنالك ستة أعضاء من أوبك وبلدان من غير الاعضاء مستعدين لحضور اجتماع غير عادي، بحسب ما قالت فنزويلا بعد عقد وزير النفط إيلوجيو ديل بينو محادثات في إيران في الثالث من فبراير. سافر ديل بينو إلى روسياوإيران وقطر والمملكة العربية السعودية في محاولة لكسب التأييد لعقد اجتماع من الممكن أن يعالج مسألة الانخفاض في الأسعار التي دمرت اقتصاد بلده. قال مايكل لينتش، رئيس بحوث الطاقة والبحوث الاقتصادية الاستراتيجية في وينتشستر في ولاية ماساتشيوستس: "تلك الجهود التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق بين أوبك والدول غير الأعضاء فيها عملت على تعزيز التفاؤل بقرب التوصل إلى نهاية لهذا المسار. احتمالية النجاح طفيفة، لكن أي إشارة إلى اتخاذ إجراء ينتظر بفارغ الصبر". قال تيم إيفانز، محلل الطاقة في سيتي للعقود الآجلة في نيويورك: "هنالك اختلاف في الآراء فيما يتعلق باتجاه السوق. يبدو بأن بعض المستويات المرتفعة للأسعار أتاحت مجالاً للعقود على المكشوف بالرجوع مرة أخرى إلى الأسواق. كانت هذه العقود هي الفائزة استناداً إلى الأساس الصافي". قال إيفانز في شركة سيتي: إنه يجري ترجيح المخاطر إلى الجانب السلبي بسبب الوفرة العالمية. قفزت مخزونات النفط الخام الأمريكي من 7.79 مليون برميل لتصل إلى 502.7 مليون في الأسبوع المنتهي في التاسع والعشرين من يناير، المستوى الأعلى منذ عام 1930، وفقا لإدارة معلومات الطاقة. وقد توسعت إمدادات البنزين بمعدل 5.94 مليون برميل لتصل إلى 254.4 مليون، المستوى الأعلى في الأرقام القياسية الأسبوعية التي يعود تاريخها إلى عام 1990. قال إيفانز: "إن الارتفاع في المخزونات الأمريكية يعتبر تأكيداً على وجود فائض إمدادات مادي أكبر. وأي سوق للسلع الأساسية تكون فيها المخزونات في أعلى مستوياتها منذ أكثر من 85 عاما سوف تكون سوقاً تشاؤمية وهابطة".