ازداد التشاؤم لدى صناديق التحوط في الوقت الذي تحوم فيه أسعار النفط نحو 40 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ أغسطس. قال مايكل لينتش، رئيس شركة "الأبحاث الاستراتيجية للطاقة والاقتصاد": "يحاول المضاربون تقدير الحد الأدنى الذي ستصل إليه الأسعار، وفي كل مرة تحترق أصابعهم". رهانات مديري الأموال على المكشوف حول خام غرب تكساس المتوسط ارتفعت بنسبة 21 بالمائة في الأسبوع الماضي، وفقا لبيانات من هيئة التداول في العقود الآجلة في شيكاغو. توسعت مخزونات النفط في البلدان المتقدمة إلى رقم قياسي مقداره 3 مليارات برميل، بسبب الإمدادات الضخمة من المنتجين من أوبك وخارج أوبك، حسبما جاء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة بتاريخ 13 نوفمبر. وتراجع خام غرب تكساس إلى أدنى مستوى له منذ أغسطس. هناك 39 ناقلة نفط في الانتظار في ميناء جالفستون، بعد أن كان العدد في مايو هو 30 ناقلة. وقال لينتش: "هناك مخاوف حول فائض العرض في السوق موجودة منذ فترة، وتعمقت هذه المخاوف بسبب تقرير الوكالة الدولية للطاقة". قالت أوبك في تقرير بتاريخ 12 نوفمبر: إن مخزونات النفط اندفعت بسبب ارتفاع الإنتاج العالمي. وذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن إمدادات الخام الأمريكية ارتفعت إلى 487 مليون برميل في 6 نوفمبر، وهو أعلى معدل خلال هذا الوقت من العام منذ 1930م. قالت سارة إيمرسون، العضو المنتدب لدى شركة ESAI Energy، وهي شركة للاستشارات في ماساتشيوستس: "من رأينا أن الأشهر القليلة القادمة ستكون ضعيفة للغاية، السوق تركز على كميات المخزون، ولن نتوقع ارتفاع الأسعار في السنة القادمة ما لم يحدث انقطاع في الإمدادات". يشار إلى أن صافي العقود على خام تكساس تراجع بمقدار 27198 عقدا ليصل إلى 144854 من العقود الآجلة والخيارات، وهو أكبر تراجع منذ الأسبوع المنتهي في 21 يوليو. زاد المتداولون من تعاملاتهم التي تتوقع ارتفاع الأسعار في خام برنت إلى أعلى مستوى لها خلال شهر، أثناء تلك الفترة. ورفع المتداولون عدد العقود التي تتوقع ارتفاع الأسعار إلى 187479 عقدا، وفقا لبيانات من مؤسسة ICE للعقود الآجلة في أوروبا. يوم الاثنين، ارتفع النفط بعد أن أخفق في الهبوط إلى ما دون 40 دولارا في الوقت الذي قامت فيه الطائرات الحربية الفرنسية بإلقاء القذائف على سوريا، ما عمَّق من التوتر في أوروبا والشرق الأوسط في أعماق الهجمات الأخيرة في باريس في 13 نوفمبر. وتعهد الرئيس أولاند بتعزيز الإنفاق على الأمن وتقييد بنود الحماية الدستورية، والفوز في الحرب ضد الإرهاب. قال تيم إيفانز، وهو محلل للطاقة لدى قسم سيتي بانك لتوقعات العقود الآجلة في نيويورك: "لا يبدو أن هذا سيكون له أي أثر على إمدادات النفط، من الصعب التمييز بين عوامل عدم الاستقرار الذي شهدناه في الشرق الأوسط يوم الخميس وبين ما نحن بصدده اليوم، عنصر التخوف المهيمن على السوق في الوقت الحاضر هو فائض العرض".