من الظواهر الاجتماعية التي تهدد كيان الأسرة وتهدد سلباً تنشئة الأجيال حاضراً ومستقبلاً. تزايد الخادمات في المجتمع السعودي، أصبح له رنين قوي للإنذار بالخطر المتربص بأجيالنا، خاصة الأمهات الموظفات للأسف هنَّ من سمحن له بالانتشار، وبأن يداهم كيان أسرنا، ويكاد يهدمها؛ إذا استمر انتشاره ولم نقف سداً في وجه تياره ونتصدى له بأساليب حضارية هادفة تخدم الحاجة والضرورة من الاستقدام. مستحيل أن أطالب بالاستغناء عن العمالة المنزلية، ولا أريد أن أقول إنه شرّ لا بد منه، هو شرّ عند تحويله لشر بأيدينا، وخيرّ عند استثماره. أرجو أن يفهمني الجميع، عمل المرأة ضرورة تحتاجها المرأة، ويحتاجها المجتمع، تعادل حاجة الرجل للعمل، وحاجة المجتمع لعمله، لكن ليس على حساب أبنائنا وتربيتهم. سأذكر أولاً مخاطر تربية الخدم بشكل موجز.. حجم الآثار السلبية من وجود خادمات غير مهيآت تربوياً كبير، وربما لا توجد تربويات أصلاً بل أجزم، وإن وجدت فليست بأم وإن كانت مربية!! من الخطأ أن يترك الأطفال تحت رحمة عمالة تنتمي لديانات وبيئات وثقافات وجنسيات مختلفة لا تتماشى مع مبادئ وقيم ديننا وهويتنا العربية خاصة إذا كان الاعتماد عليهن اعتماداً كلياً. صديقتي المعلمة تقول: أنا لا أمنع خادمتنا من ممارسة طقوسها الدينية بشرط أن تمارس هذه الطقوس في حجرتها وليس أمام الأطفال، وأنا أقول: كيف لها أن تعرف وهي خارج المنزل؟! فوجئت كما تقول: بأن ابنتها تقوم بحركات غريبة وما تلك الحركات إلا تقليداً لطقوس الخادمة. لا حول ولا قوة إلا بالله. ناهيك عن اللغة، أكدت دراسات عديدة أن الطفل يتأثر نموه اللغوي سلباً بما يكتسبه من مفردات لغوية ركيكة والتي تظهر فيها المفردات الآسيوية كما أثبتت الدراسات أن هناك نسبة من الأطفال يعانون من عيوب النطق، ناهيك عن ميل الأطفال للعزلة والانطواء والعدوانية والخمول.. والكسل.. فكروا لماذا؟. ومن السلبيات أيضاً تعلق الطفل بالخادمة أكثر من تعلقه بأمه وتقوم بينه وبينها جسور قوية فيقبل منها كل التصورات والعقائد والأفكار التي تخل بالعقيدة فيرضعها. خاصة العمالة التي تظل أعواماً كثيرة معه فتجعل علاقته بأبويه تضعف لصالح علاقته بالخدم. وأسباب التمرد وعدم طاعة الوالدين مستقبلاً لا شك ضعف العلاقة بينهم وبينه. الخطر الثاني.. العمالة المنزلية التي تخصصت في قتل الأطفال.. الجريمة التي شاركنا فيها نحن كأمهات وآباء وكذلك مكاتب الاستقدام التي استقدمت عمالة من تلك البلدان التي تقدم أطفالنا قرابين لآلهتها، كم ذرفنا الدمع سخياً عليهم ولا زلنا نبكي ولن تجف دموعنا، فلو فقدنا أرواحنا لكان الأمر أهون.. وننسى ونستقدم!!!. سوء معاملة بعض الأسر للعمالة أيضاً ونظرتهم الدونية وشعور الخادمات بالظلم يولد حب الانتقام، فينتقمن بأي وسيلة كانت بضرب الأطفال وتهديدهم أو بإرضاعهم منوماً.. الخ ينتقمن!! ومِنْ مَنْ ؟! مِمن هم أغلى من حياتنا. هذا بالنسبة للخادمات وكذلك السائق لم يكن بأقل خطراً على الأسرة؛ إن لم توضع له حدود لعمله ومعاملته. هذا في حالة احتياج المجتمع لعمل المرأة وتركها المنزل، فماذا نقول عن ربات البيوت واعتمادهن الكلي على الخادمات الذي أدى إلى تلاشي وتدمير مفهوم الاعتماد على الذات لديهن ولدى أطفالهن؟!! الخادمة تطبب و تسقي الدواء، فكيف لو زادت الجرعة؟!. حتى الواجبات المدرسية تشرف عليها عند بعض الأسر؟!! تدمير تام لمفهوم الاعتماد على الذات وآثار سلبية!! أهم الأسباب في ازدياد الظاهرة: التطورات الاجتماعية، فالرفاه الاجتماعي أم الكوارث. «وسيلة تباهي" "برستيج" سمه ما شئت.. المهم أنه مظهر من مظاهر المكانة الاجتماعية!! يجب تخصيص عمل الخادمة للخدمة في المنزل فقط، وليس لها الحق في تربية الأطفال. ومن الأخطار أيضاً تفكك الأسر بسبب السماح للخادمة بأن تتدخل في شئون الأسرة وتتصدر الدور الرئيسي لدرجة تكليفها بمهام أكبر من وظيفتها كخادمة، وكذلك السائق. وجود العمالة المنزلية بهذه الصورة له آثار خطيرة على علاقة الزوجين أولاً، وينعكس ذلك سلباً على تنشئة الأطفال ونموهم النفسي والانفعالي والثقافي والديني والاجتماعي. والحلول مفاتيحها بيد الآباء والأمهات.