حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    وطن الأفراح    حائل.. سلة غذاء بالخيرات    حملة «إغاثة غزة» تتجاوز 703 ملايين ريال    الشيباني يحذر إيران من بث الفوضى في سورية    رغم الهدنة.. (إسرائيل) تقصف البقاع    الحمدان: «الأخضر دايماً راسه مرفوع»    تعزيز التعاون الأمني السعودي - القطري    المطيري رئيساً للاتحاد السعودي للتايكوندو    "الثقافة" تطلق أربع خدمات جديدة في منصة الابتعاث الثقافي    "الثقافة" و"الأوقاف" توقعان مذكرة تفاهم في المجالات ذات الاهتمام المشترك    أهازيج أهالي العلا تعلن مربعانية الشتاء    شرائح المستقبل واستعادة القدرات المفقودة    منع تسويق 1.9 طن مواد غذائية فاسدة في جدة    46.5% نموا بصادرات المعادن السعودية    أمير نجران يواسي أسرة ابن نمشان    مليشيات حزب الله تتحول إلى قمع الفنانين بعد إخفاقاتها    الأبعاد التاريخية والثقافية للإبل في معرض «الإبل جواهر حية»    63% من المعتمرين يفضلون التسوق بالمدينة المنورة    جدّة الظاهري    العناكب وسرطان البحر.. تعالج سرطان الجلد    5 علامات خطيرة في الرأس والرقبة.. لا تتجاهلها    في المرحلة ال 18 من الدوري الإنجليزي «بوكسينغ داي».. ليفربول للابتعاد بالصدارة.. وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    لمن لا يحب كرة القدم" كأس العالم 2034″    ارتفاع مخزونات المنتجات النفطية في ميناء الفجيرة مع تراجع الصادرات    وزير الطاقة يزور مصانع متخصصة في إنتاج مكونات الطاقة    الزهراني وبن غله يحتفلان بزواج وليد    الدرعان يُتوَّج بجائزة العمل التطوعي    أسرتا ناجي والعمري تحتفلان بزفاف المهندس محمود    فرضية الطائرة وجاهزية المطار !    أمير الشرقية يرعى الاحتفال بترميم 1000 منزل    الأزهار القابلة للأكل ضمن توجهات الطهو الحديثة    ما هكذا تورد الإبل يا سعد    واتساب تطلق ميزة مسح المستندات لهواتف آيفون    المأمول من بعثاتنا الدبلوماسية    تدشين "دجِيرَة البركة" للكاتب حلواني    مسابقة المهارات    إطلاق النسخة الثانية من برنامج «جيل الأدب»    نقوش ميدان عام تؤصل لقرية أثرية بالأحساء    وهم الاستقرار الاقتصادي!    أفراحنا إلى أين؟    آل الشيخ يلتقي ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة والزيارة    %91 غير مصابين بالقلق    اطلاع قطاع الأعمال على الفرص المتاحة بمنطقة المدينة    «كانسيلو وكيسيه» ينافسان على أفضل هدف في النخبة الآسيوية    اكتشاف سناجب «آكلة للحوم»    دور العلوم والتكنولوجيا في الحد من الضرر    البحرين يعبر العراق بثنائية ويتأهل لنصف نهائي خليجي 26    التشويش وطائر المشتبهان في تحطم طائرة أذربيجانية    خادم الحرمين وولي العهد يعزّيان رئيس أذربيجان في ضحايا حادث تحطم الطائرة    حرس حدود عسير ينقذ طفلاً مصرياً من الغرق أثناء ممارسة السباحة    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    ملك البحرين يستقبل الأمير تركي بن محمد بن فهد    مفوض الإفتاء بجازان: "التعليم مسؤولية توجيه الأفكار نحو العقيدة الصحيحة وحماية المجتمع من الفكر الدخيل"    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    نائب أمير منطقة مكة يرأس اجتماع اللجنة التنفيذية للجنة الحج المركزية    إطلاق 66 كائناً مهدداً بالانقراض في محمية الملك خالد الملكية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أطفال تربيهم الخادمة والأم في السوق.. «انتبهوا لعيالكم»!
الخوف أن يتعلق بها وتتركه مع «تأشيرة خروج نهائي»
نشر في الرياض يوم 21 - 03 - 2013

يا ناس «والله تعبنا» من تصرفات «أسر اتكالية» لا تتحمل مسؤولية أبنائها.. ولا تهتم
وجود الخادمة في المنزل جزءٌ من حياة الأسرة السعودية، خاصةً المرأة العاملة، كما أنّ وجودها بشكل دائم مع الطفل له أثر سلبي على تربيته، وقد يترتب عليه أمور يجهلها الوالدان، وقد يستمر التأثير إلى مراحل عمرية متقدمة؛ إذا لم تُقنن تلك السلوكيات، ولم يكن هناك متابعة مستمرة من قبل الأم على تصرفات الخادمة؛ لأن الخوف أن يتعلق الطفل بها وتتركه مع "تأشيرة خروج نهائي".
ولم تقتصر اتكالية بعض الأمهات على بقاء الخادمات مع الطفل، بل تعدت إلى الاهتمام بالغذاء الذي تجهله الخادمة، ولا تعرف أساسياته وما يناسب عمر الطفل؛ مما يؤثر على نموه الجسدي، والعقلي.
خادمة ترعى طفلتين لحظة خروج والدتهما إلى العمل
ويعتبر كثيرون أنّ أهم أسباب اعتماد الأمهات على الخادمات في تربية الأولاد تعود إلى عدوى التقليد المنتشرة بين السيدات، بالإضافة إلى حب التظاهر أمام النساء الأخريات، والخروج المتكرر من المنزل إلى السوق؛ حتى أصبح وجود الخدم في المنزل من الأولويات بالنسبة للمرأة، إلى جانب أنّ المرأة في الوقت الراهن باتت تسعى إلى تولي أدوار حيوية في مختلف مجالات العمل؛ مما زاد من الأعباء الملقاة على عاتقها على صعيد الأسرة والمجتمع، ونتج عن ذلك بحثها للمساعدة في تخفيف تلك الأعباء. ونظراً لعدم وجود جهات معتمدة تقدم خدمات "مربيات" أو "جليسات أطفال"؛ لجأت الأم إلى الخادمة لتؤدي جزءاً من الدور التربوي للطفل.
ساعات طويلة
وحذرت "د.يسرى زكي عبود" -عضو قسم علم النفس والتقويم والقياس النفسي والتربوي بجامعة الملك فيصل- من ملازمة الخادمات للطفل، حيث إنّها قد تكون سبباً في انحراف الأبناء، مبيّنةً أنّ خدم المنازل يأتون من بلاد بعيدة، يحملون معهم أفكاراً، وعادات، وتقاليد دخيلة تتنافى مع أخلاقيات المجتمع، وقد يتأثر الأبناء بالسلوكيات الخاطئة لهم؛ بسبب الساعات الطويلة التي يقضونها معهن، مشددةً على أنّ الخادمة لا يمكن أن تحل مكان الأم أبداً، فهي ليست أمّا للطفل تدفعها محبته والحرص على تنشئته ليكون صالحاً على رعايته على النحو الأمثل، كما أنّها ليست مؤهلة لتربية الأطفال والاهتمام بهم على الوجه الأكمل.
تقليد الآخرين
وقالت إنّ هناك عدداً من الأمور التي قد يتعلمها الطفل من الخادمة، مشيرةً إلى أنّ الطفل ميالٌ لتقليد الآخرين، ويكتسب الصفات والأخلاقيات منهم بسهولة، وكثير من السلوكيات التي تفعلها الخادمة يكررها الأطفال، فقد نجد الأطفال يتكلمون لغة الخادمة؛ مما يؤثر سلباً على النمو اللغوي السليم لديهم، ويكتسب الأطفال من المربيات مفردات لغوية ركيكة، بل إنّ هناك كثيرا من الأطفال يعانون من أمراض الكلام كالتأتأة، والفهاهة، والتلجج الكلامي، إلى جانب أنّ سن الطفولة هو المناسب لتعلم الحلال والحرام، وترسيخ العبادات وممارستها وفق تعاليم الدين الاسلامي، كالأمانة، والصدق، والنظافة، والطهارة، ومن الصعب تعلم هذه الأمور من الخادمات، اللواتي لا يسعفهن وقتهن، ولا عاداتهن، ولا تربيتهن الدينية من تلبيتها لأطفالنا.
ملازمة الطفل للخادمة يؤثر في تكوينه الشخصي والفكري
طفل اتكالي
وأضافت أنّ الطفل قد يتعرض للإيذاء والاعتداء من قبل الخادمات؛ انتقاماً من الأمهات أو أي من افراد الأسرة، كما أنّ بعض الأطفال يتعرضون للتحرش الجنسي من قبل الخادمات عن طريق اللعب، لافتةً إلى أنّ وضع الخادمة مكان المربية يعزز الاتكالية عن الأطفال والمراهقين، فالخادمة تلبي كل احتياجاتهم؛ مما يجعل منهم اتكاليين، وبالتالي يعجزون عن إدارة شؤونهم -حتى البسيطة منها- بأنفسهم، ولا عجب أن ينعكس هذا السلوك على تصرفاتهم في المدرسة، وعدم قدرتهم على الدراسة بأنفسهم؛ مما يولد حاجة للاستعانة بمدرسين خصوصين، ويؤثر على حياتهم المستقبلية، وإدارتهم لحياتهم، كما أنّ الخادمة غالباً ما تكون متساهلة مع الأطفال، وتحقق لهم كل رغباتهم؛ مما يكسبهم صفة الأنانية، والعناد، والعدوانية، بالإضافة إلى عدم الاعتراف بالأخطاء، حيث إنّ الخادمة دائماً تتحمل كل أخطائه.
تقارب وحوار
وقالت: "يجب على الأسرة أن تتحرى كلما وجدت سلوكاً من الابن يختلف عن سلوكيات الأسرة، إلى جانب التعامل مع الطفل بأساليب تربوية سليمة، من أجل تعديل تلك السلوكيات، ولا يكون ذلك بالتحقير، أو التهكم، أو العقاب العنيف، وإنما بمزيد من التقارب والحوار، حيث إنّ من مهام الأسرة تنقية أي شوائب في الأفكار، والسلوكيات، والقيم، التي يكتسبها الطفل، بالإضافة إلى محاولة التأثير على الخادمة والعاملين في المنزل، فلا يترك لهم فرصة للتأثير على الأطفال، وإنما من خلال المعاملة الطيبة المستندة على التعاليم الإسلامية، يمكن أن نؤثر فيها ونجعلها أقرب إلى القيم والعادات والمبادئ التي نؤمن بها". وأضافت أنّ تربية الطفل وإعداده بشكل جيد تجعله يقيّم سلوك الخادمة، وفق القيم والمبادئ التي تشبع بها، وتغلغلت في سلوكه وأخلاقه؛ مما يقلل التأثير العقدي للخادمة على الأطفال، مشددةً على ضرورة مراقبة الأسرة للتأثير العقدي للخادمة على الصغار، والاهتمام بتنمية العقيدة الصحيحة وتثبيتها لدى أطفالهم بالأقوال، والأفعال، لتثبيت الوازع الديني.
وجود حاضنات للأطفال في مواقع عمل المرأة يخفف من الاعتماد على الخدم
تعويض عن الغياب
وأشارت إلى أنّ الطفل قد يتكلم مع أهله بالعامية، ويتكلم مع الخادمة بلغتها، ثم ينتقل إلى المدرسة ليدرس باللغة الفصحى؛ مما يسبب له صدمة تشعره بالإحباط، وتولد لديه مصاعب في إتقان اللغة الفصحى كتابة وحديثاً، حيث يوجب ذلك الاهتمام بلغة الطفل في مرحلة مبكرة، حتى يمتلك مخزوناً لفظياً، وذلك من خلال مجالسة الطفل وسرد القصص باللغة الفصحى له، ومتابعة التلفاز معه، خاصةً برامج الأطفال الناطقة بالفصحى؛ ليتسنى له تعلم اللغة وفهمها، ناصحةً الأم عند عودتها من العمل بتعويض الأطفال عن العاطفة، والحنان، والاهتمام الذي افتقده طوال فترة غيابها عن البيت، بشكل معتدل غير مفرط، من دون أن تنقل لهم احساسها بتأنيب الضمير، فتقضي معهم بقية الوقت تتابع دراستهم، وتضمهم، وتحضنهم، وتقبلهم، وتشاركهم لعبهم وهوياتهم.
مظهر اجتماعي
وقالت إنّ كثيرا من الدراسات أظهرت أنّ افتقاد الطفل بسن مبكرة للعاطفة والحنان سبب المباشر للاضطرابات السلوكية والنفسية التي قد يعاني منها؛ مما يكشف ضرورة تقنين ملازمة الطفل للخادمة، من خلال أخذ المرأة العاملة إجازة لفترة كافية، لتتمكن من رعاية أبنائها الأطفال، إلى جانب ترتيب المسؤوليات بين ربة المنزل والخادمة، حيث توّكل الخادمة بأعمال التنظيف والطبخ، وتهتم الأم برعاية زوجها وأطفالها، مضيفةً: "يجب على كل من رب وربة منزل أن يقفوا وقفة صادقة مع أنفسهم، هل هما بحاجة فعلاً لهذه المربية أو الخادمة؟، أم أنّ استخدام الخدم هو مظهر اجتماعي للظهور بمظاهر الترف وتقليد الآخرين؟، إضافةً إلى تعزيز روح المسؤولية، والاعتماد على النفس عند الأطفال منذ الصغر؛ ليلبوا احتياجاتهم الشخصية بأنفسهم؛ مما يسهل الاستغناء عن الخادمة".
إجازة الأمومة
وطالبت بسن قوانين تسمح بتمكين المرأة العاملة اصطحاب أطفالها الصغار للعمل، من خلال توفير حاضنات للأطفال في قطاعات العمل المختلفة، يعمل بها مربيات تم إعدادهن وتدريبهن لهذه المهمة، ويمكن للأم الاطمئنان على أطفالها بتخصيص نصف ساعة استراحة تجلس فيها مع طفلها في منتصف وقت العمل، بالإضافة إلى إنشاء مكاتب مختصة تقدم الخدمات بالساعة -حتى لا تقيم المربية في المنزل-، وإنما يقتصر وجودها على عدد معين من الساعات تكون فيها ربة المنزل موجودة لمراقبتها والتأكد من سلوكياتها، إلى جانب تمديد فترة إجازة الأمومة للمرأة العاملة لمدة سنة على الأقل، مع صرف راتبها كاملاً للستة أشهر الأولى، و(75%) من الراتب لبقية السنة، ليسمح للأم الاهتمام بطفلها والارتباط عاطفياً به، بشكل يصعب معه تركه لرعاية واهتمام الخادمة.
حنان الأم أكثر تأثيراً على الطفل في مراحله الأولى
كوادر عربية
ورأت تشريع قوانين جديدة تسمح باستقطاب كوادر عربية إسلامية والإفادة من "المقيمات" للعمل كمربيات للأطفال، ضمن شروط محددة تحدد العمر، والمستوى الدراسي ممن تتوافر لديهن الثقافة الاسلامية واللغة السليمة، والعادات والتقاليد العربية، وتأهيلهن نفسياً وتربوياً؛ مما سيكون له أثر إيجابي في تحقيق التوافق النفسي للأطفال، وتنشئتهم تنشئة تربوية سليمة، والحفاظ على الهوية السعودية العربية الإسلامية، ويمكن أن توسع مهامها بحيث تدرس الأطفال، وتتابع فروضهم المدرسية.
خادمة تعنّف طفلاً وأخرى تحضنه عوضاً عن حنان الأم
*د.سلمى: عدم وجود أماكن حاضنة بديلة لا يبرر الاعتماد الكلي على الخادمة
أوضحت "د.سلمى بنت صالح السبيعي" -أستاذ مساعد في الإرشاد والتوجيه- أنّ الاعتماد على الخادمات ظاهرة اجتماعية أفرزتها متغيرات اقتصادية ملحة، أوجبت خروج المرأة للعمل والمساهمة في سد احتياجات الأسرة، في ظل ارتفاع مستوى المعيشة وزيادة الأعباء المادية على رب الأسرة؛ مما أدى إلى الاستعانة بالخادمات لأداء مهام الأم التي قد تتطلب وظيفتها البقاء طويلاً خارج المنزل، بالإضافة إلى عدم وجود أماكن حاضنة بديلة مهيأة لاستقبال الأطفال، وتغطية احتياجاتهم، مبيّنةً أنّ عدم وجود البدائل المناسبة لا يبرر الاعتماد الملاحظ على الخادمات بهذا الشكل، الذي أصبح يشكل خطراً يهدد الأمن وسلامة الأسر من كافة الجوانب النفسية، والاجتماعية، والاقتصادية.
وقالت إنّ هناك عوامل ساهمت في ازدياد حجم هذه الظاهرة واستفحالها، مثل عدم تنظيم عملية الإنجاب؛ مما يترتب عليه زيادة عدد أفراد الأسرة، وعجز المرأة عن أداء مهامها بشكل مريح، وتتطلب زيادة تلك الأعباء الاستعانة بالخادمة من دون أن يكون هناك تقنين لمهامها، وتحديد مسؤولياتها في الأسرة، لنجدها بعد فترة وجيزة شغلت الدور الأهم فيها مكان الأم. وأضافت أنّ أسلوب الحياة له دور مهم في منح هذه الظاهرة مساحة ليست بالقليل في المجتمع، حيث شكّل الاعتماد على الآخر نسيج لا يمكن إغفاله في بناء بعض الجوانب الشخصية لدى الأطفال، وظهر الأثر السلبي للاعتماد المطلق على الخادمة، خاصةً إذا كان الأطفال في مراحل النمو الأولى، حيث تظهر بوضوح عيوب اللغة، والتواصل، وعدم قدرة الأطفال على استخدام اللغة في التواصل، نتيجةً لاختلاف اللغة بينهم وبين الخادمات؛ مما يؤثر على النمو اللغوي السليم.
وأشارت إلى أنّ السمات الشخصية للطفل تتأثر بالتخبط الذي تمارسه الخادمة، في ظل غياب الرقابة من الأم، حيث إنّها تهمل دورها في تهيئة العوامل المناسبة للطفل، من خلال التغذية، والتي تعتبر من أهم العوامل البيئية المؤثرة في النمو، فالطفل الذي يتناول الغذاء المناسب ينمو بشكل بطيء، ويتأثر بذلك الأداء العام للوظائف التي تمكنه من الانخراط مع أقرانه، موضحةً أنّ سوء التغذية له تأثير في نمو الجسد، إذ ينخفض مستوى الطول في فترات الأزمة عندما يكون الغذاء نادراً.
وأشارت إلى أنّ التأثير يختلف حسب المرحلة العمرية، فإذا تعرض الطفل لسوء التغذية في سنواته الأولى تأثر نمو دماغه، وظل أقل نمواً، وأقصر طولاً طيلة حياته بالمقارنة مع أقرانه، الذين تولت أمهاتهم مهمة تغذيتهم بما يناسبهم، لافتةً إلى أنّ تأثير الخادمات يمتد إلى باقي مقومات الشخصية؛ فعدم التوجيه السليم من قبل الخادمات تجعل من شخصية الأطفال غير مسؤولة، كما يساعد على نمو الشخصية الإتكالية، إلى جانب اكتساب عادات غير متسقة مع قواعد المجتمع وأحكامه، كما يتأثر بناؤهم العقدي والقيمي، الذي يلعب دوراً كبيراً في تنظيم سلوكهم من الناحية الإجتماعية، خاصة إذا كانت الخادمة غير مسلمة، وهنا الكارثة التي تهدد المجتمع بما لا تحمد عقباه.
وقالت إنّ الحرمان العاطفي الذي يتعرض له الأبناء يعرقل نموهم الحركي والجسدي، حيث يؤدي -في أحيان كثيرة- إلى إصابة الطفل بتأخر في النمو رغم من توافر شروط التغذية المناسبة؛ وذلك نتيجةً لتأثير الغدة النخامية، والكف الذي يصيب هرمون النمو عندما يتعرض الطفل للضغوط الانفعالية والحرمان العاطفي، مؤكّدةً على أنّ التأثير يمتد إلى الجوانب المعرفية، فيحدث انخفاض ملحوظ في القدرات المعرفية للطفل، نتيجة فقر البيئة بالمثيرات المشجعة على التفكير، وحل المشكلات، كالأسئلة التي تطرح من قبل الأطفال، ورغبتهم في الحصول على الإجابات السليمة، وتشجيعهم المستمر على الإبداع والتميز.
وأضافت أنّه لتلافي كل ذلك؛ لابد من تنمية الوعى المجتمعي بالمخاطر المحيطة والمحتملة في حال تُرك الأطفال فترات طويلة مع الخادمة، فما سيتعرّضون له من مضار صحية، وعقدية، ونفسية، واجتماعية، سينعكس عليهم وعلى مجتمعهم سلباً في مراحل لاحقة، وحينها يكون علاج مثل هذه الجوانب صعباً على الآباء والمجتمع.
ملازمة الطفل للخادمة تؤثر في تكوينه الشخصي والفكري
*أمهات مضطرات ويبحثن عن حاضنات في مقر العمل!
اعتبرت "أم العنود" أن وجود الخادمة في المنزل أمر ضروري جداً، لكنها يؤرقها خصوصاً أنها من النساء العاملات. وقالت:"الاعتماد عليها وإشعارها بثقتي فيها أمر حتمي؛ لأنها الشخص الوحيد الذي يمكث طويلاً مع أطفالي؛ سواءً في وقت الدوام الرسمي، أو عند خروجي منهكة من العمل".
وأضافت "سميرة محمد" أن ترك الأم طفلها عند الخادمة ضرورة لها سلبيات كثيرة، ونعرفها جيداً، ولكننا مضطرون لذلك، ولكن اهتمام الأم واشعار الخادمة بأن هناك رقيباً منذ البداية يجعلها أكثر اهتماماً ورعاية وانتباهاً، إلى جانب اتصال الأم بين وقت وآخر؛ للاطمئنان على طفلها.
وأشارت "بدرية الشعلان" إلى أن الكثير من الخادمات يرافقن الأطفال في الأسواق والمطاعم؛ لدرجة أن البعض من الأمهات يجعل الطفل يأكل معها وكأنه ابن لها، وهذا الأمر جداً خطير؛ فهو لا يشعر بالولاء لأمه؛ لأن من يطعمه ويلبسه ويهتم بأموره هي تلك الخادمة التي وعى عليها ورافقته حتى أن البعض منهم يناديها بالأم، وهذا شيء سلبي جداً، داعية إلى تحديد مهام الخادمة وواجباتها حتى وإن اصبحت شيئاً أساسياً في المنزل، وذلك في ضوء الظروف التي نعيش بها سواء عمل الأم، أو كثرة الأطفال في المنزل وكثرة الأعباء الأخرى.
وقالت "هدى السويلم" إن الحلول أمام المرأة العاملة قليلة جداً، ولكن الحل الأمثل هو وجود حاضنات بمقر العمل، حيث تهتم به بنفسها، وتزوره في كل وقت، والجلوس معه، والإطمئنان عليه.
خادمة بجانبها طفل وهي تعد وجبة الغداء قبل وصول «المدام»
*الخادمة ليست «مربية»..!
ذكرت "د.الجوهرة بنت عبدالله الذواد" - أستاذ مشارك في الصحة النفسية والإرشاد النفسي بجامعة الملك عبدالعزيز - أنّ كثيراً من الأسر أصبحت تحرص على وجود خادمة في المنزل، وذلك للمساهمة في تقديم المساعدة لربة الأسرة في بعض الجوانب وفق بعض الضوابط والمحاذير، إلاّ أنّ تلك المسؤوليات تعدت لأمور ليست من اختصاص الخادمة؛ بسبب ربة البيت نفسها، حيث أوكلت إليها رعاية الأطفال وتفقدهم، وانشغلت عنهم، متعللة بحبهم للخادمة وتعلقهم بها!.
وقالت: "الخادمة ليست جليسة أو مربية، ونحن من أوكل لها هذا الدور، ولابد للأم من الاهتمام بأبنائها، وإشباع حاجاتهم النفسية، خاصةً حاجتهم للحب، والأمن، وتوثيق الروابط الوجدانية معهم، خصوصاً في سنواتهم الأولى"، معتبرةً أنّ تلك المرحلة تستطيع الأم فيها تشكيل الأطفال وغرس القيم والمبادئ والاخلاقيات في نفوسهم، وفق أسس تربوية صحيحة، وبيئة أسرية متكاملة، حيث أنّ توكيل تلك المهمة للخادمة يعد خطراً على الأبناء ويؤثر في بناء شخصياتهم.
وأضافت أنّ ترك الطفل مع الخادمة لفترات طويلة قد ينعكس سلباً عليه، فقد يكتسب منها لغة رديئة، وسلوكاً منبوذاً يصعب معالجته على المدى القريب، كما أنّ الكثير من الصغار يتعلقون ببعض الخادمات بشدة، حتى أنّ بعض الأسر ترى أنّ سفر الخادمة فجأة وطفلهم متعلق بها قد يصيب الطفل بعلة لا يطيب منها، مطالبةً الآباء أن يحددوا دور الخادمة في أمور المنزل، والأطفال الصغار هم مسؤولية الأم والأب بدءًا من التنظيف، والإشراف على استحمامه، وتبديل ملابسه الداخلية، واختيار أكله، والإشراف على ما يتم تجهيزه من قبل الخادمة، ولابأس في أن تساعد الخادمة الأم، ولكن بإشراف تام من ربة المنزل، وإذا كانت الأم غائبة فالدور على الأب، مشيرةً إلى أنّ غياب الرقابة على الخادمة قد يؤدى الى عواقب وخيمة على الطفل والوالدين.
خادمة تتحمل أعباء غياب الأم وتتولى مسؤولية تربية أحد الأطفال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.