وجهت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة عن موضوع الإسراف والتبذير، ولم تغفل الوزارة في تعميمها مسألة استخدام المياه والكهرباء الذي يقع فيه البعض، تحذيرا وإرشادا وحرصا على الصالح العام. ولاقت مقاطع الفيديو - التي انتشرت خلال الفترة الماضية ودونت مظاهر "البذخ" في النعم والتبذير من إضاعة المال، ومضرة ذلك على الفرد والمجتمع - استهجان مواقع التواصل، التي أكد مرتادوها أنها نوع من "كفر النعم"، كما أطلق عليها آخرون أنها نوع من أنواع "الهياط" وهو المبالغة في الكرم بغير محله. وتداولت - خلال فترة قصيرة - أنواع عديدة من مقاطع الفيديو المصورة، يتضح للمشاهد من خلال البذخ الواضح في النعم بشتى أنواعها، سواء مقاطع غسيل الأيدي ب "دهن العود"، أو قيام أحدهم بتمثيل نحر ابنه ليغتسل الضيوف بدمه، ومقطع آخر لسكب "الهيل" على الأرض، وفيديو لشخص يضع كل ضيف على صحن "مفطح" مستقل، وغيرها من المقاطع التي انتشرت، وقلدها الكثير على سبيل الاستهجان والسخرية. وبينت وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، أن ذلك التوجيه يعد إيمانا بالدور المهم والمؤثر الذي يقوم به أئمة وخطباء الجوامع في توعية الناس بأمورهم الدينية والدنيوية ومعالجة قضايا المجتمع، وما يستجد عليهم في حياتهم اليومية. وذكرت الوزارة أن منبر الجمعة يعد من أعظم الوسائل التي يتم من خلالها مخاطبة المجتمع المسلم على اختلاف أعمار أفراده، وثقافاتهم، ومستوياتهم العلمية والفكرية. كما يعتبر المنبر الذي يشهده المسلمون نهاية كل أسبوع منبر توجيه وإرشاد لهم في أمورهم الدينية والدنيوية، واستناداً إلى هذه المكانة الكبيرة لهذه الشعيرة العظيمة: "صلاة وخطبتا الجمعة". وأهابت الشؤون الاجتماعية - عبر تعميمها الموجه من نائب الوزير الدكتور توفيق السديري، لأصحاب الفضيلة مديري فروع الوزارة في مختلف مناطق المملكة - بعموم المسلمين للحرص على النعم التي أنعم الله بها على عباده وعدم الإسراف أو التبذير فيها، لاسيما نعمتي الماء والكهرباء اللتين يجب الاهتمام بهما وتقنين استخدامها. وشددت على أهمية توعية الناس بهذه المسائل من خلال منبر الجمعة، وأهمية خطبة الجمعة في تعليم الناس، وتحذيرهم مما قد يقع الناس فيه من تجاوزات قد تضر بالمجتمع عموماً، ومنها موضوع الإسراف والنهي عنه، حيث ان الله - سبحانه وتعالى - شرع لنا ديناً قيماً، وجعلنا أمة وسطاً، في الأحكام والشرائع، وفي الآداب والفضائل. وأفاد التعميم بأن الآيات والأحاديث الدالة على النهي عن الإسراف والتبذير كثيرة، لكن مما يتوارد إلى أفعال بعض الناس قصرهم الإسراف والتبذير على ما يملكونه، وعدم تعميم ذلك على ما يكون الناس فيه شركاء، كالإسراف في استخدام المرافق العامة الحيوية، التي تقوم عليها حياة الناس من ماء وكهرباء ونحو ذلك. وأبان التعميم أن الإسراف في الماء والكهرباء ونحوهما من مصادر الطاقة والأمور المشتركة بين الناس يدخل في قول النبي (صلى الله عليه وسلم) : "إن الله كره لكم قيل وقال, وكثرة السؤال، وإضاعة المال" وإضاعة المال وصرفه في غير وجوهه الشرعية، وتعريضه للتلف، وإضاعة المال المشترك بين الناس أكثر ضرراً من إضاعة الإنسان ماله الخاص به؛ لعموم التبعة في ذلك. وبين التعميم، أنه من الأصول المتقررة أيضاً، أن الإسراف والتبذير يؤديان إلى تبديد الثروات، فكم من ثروة عظيمة، وأموال طائلة بددها الإسراف والتبذير، ويكفي أن الله جعله من صفات أهل النار، حيث قال تعالى: "وأن المسرفين هم أصحاب النار". وأوضح التعميم، أنه مما قد يؤدي بالناس إلى دخولهم في المحذور مباهاتهم بإسرافهم ومزايدتهم على تبذيرهم في الطاقة ونحوها بإنفاقه من أموالهم، والنبي (صلى الله عليه وسلم) قال : "وكلوا واشربوا وتصدقوا في غير إسراف ولا مخيلة"، وقال العلماء : إن الإسراف يضر بالجسد والمعيشة، والخيلاء تضر بالنفس، حيث تكسبها العجب، وهو إعجاب المرء بفعل نفسه لتبرئتها مما تقوم به. واختتم الدكتور توفيق السديري، تعميمه بتأكيده على خطباء الجوامع في مختلف مناطق المملكة أن يوضحوا للناس خطورة التساهل في الإسراف، ومضرة ذلك على الفرد والمجتمع، وأن يخصوا ذلك بخطبتهم يوم الجمعة المقبل الموافق الثاني عشر من شهر ربيع الآخر الجاري.