أوضح صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين تعمل على تحويل اقتصاد المملكة إلى اقتصاد قائم على المعرفة عبر العديد من المبادرات الإستراتيجية منها تعزيز القدرات الوطنية في مجال البحث العلمي والتطوير التقني، وقد أثمرت تلك الجهود والدعم غير المحدود بعد توفيق الله على إيجاد بنية تقنية متطورة وكوادر وطنية مؤهلة في العديد من المجالات التقنية ومنها تقنيات الاستشعار عن بعد. وبين سموه خلال افتتاحه اليوم, فعاليات المؤتمر الدولي للاستشعار عن بعد، الذي تنظمه المدينة بالتعاون مع أرامكو السعودية بفندق الانتركونتننتال في الرياض، تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع, أن المدينة قامت منذ ما يقارب الثلاثين عاماً بتسخير تقنيات الاستشعار عن بعد لتلبية متطلبات التنمية في المملكة عبر تزويد العديد من الجهات المختصة بالصور الفضائية عالية الدقة، حيث تم تصوير أكثر من عشرة ملايين كيلومتر مربع من مختلف الأقمار الصناعية في عام 2015م. وأشار إلى أن المدينة واصلت تطوير قدراتها التقنية ومواردها البشرية في هذا المجال حيث تمكنت من بناء وإطلاق أول الأقمار السعودية للاستشعار عن بعد يحمل اسم "القمر الصناعي سعودي سات 3" بدقة تصوير تصل إلى مترين ونصف المتر وعمر افتراضي يبلغ خمس سنوات وعمر تشغيل حقيقي وصل إلى سبع سنوات. وأفاد سموه أن المدينة تمتلك قدرات استقبال عبر محطاتها الأرضية من ستة أقمار صناعية عالية التباين، كما تمتلك طائرة مزودة بأجهزة رصد عن طريق الماسح الليزري (LIDAR) وكاميرات الأطياف المتعددة، موضحاً أن المملكة تعد أول دولة بعد الولاياتالمتحدةالأمريكية تمتلك قدرات استقبال بيانات القمر الصناعي wv3 الذي يعد الأعلى وضوحاً على مستوى التجاري في العالم بدقة تصل إلى واحد وثلاثين سنتيمتر. وأكد سمو الأمير تركي بن سعود, أن المدينة ستواصل تطوير إمكاناتها في مجال تقنيات أقمار الاستشعار عن بعد بأنواعها المختلفة بما في ذلك الاستشعار الكهروضوئي والرداري، كما تعتزم تطوير وإطلاق العديد من الأقمار الصناعية عالية الدقة في المستقبل لتلبية احتياجات المملكة الإستراتيجية في هذا المجال، وتعمل المدينة حالياً على إطلاق منصة إلكترونية بالتعاون مع شركات عالمية متخصصة تتيح للمختصين البحث في مكتبة الصور الفضائية والحصول على الصور المطلوبة آلياً. من جانبه، تحدث أمين عام اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية بالهيئة العامة للمساحة الدكتور سعد بن محمد الهملان، عن اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين بالمعلومات الجغرافية المكانية في دعم صناعة القرار للخطط التنموية في الرعاية الصحية والتعليم وخدمات الكهرباء والماء والاتصالات وشبكات الطرق والتطور العمراني والصناعي والزراعي والاجتماعي وفي مجال الأمن والبيئة والسياحة. وأوضح في الكلمة التي ألقاها نيابة عن معالي رئيس الهيئة العامة للمساحة الدكتور عبد العزيز بن إبراهيم الصعب، أن اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية قامت برسم السياسات الوطنية للمعلومات الجغرافية المكانية من أجل تطوير البنية التحتية الوطنية للمعلومات الجغرافية المكانية وتطبيقاتها، وتوحيد مصادرها من أعمال المسح الأرضي والبحري والتصوير الجوي والفضائي وإنتاج الخرائط وذلك لمواكبة التوجه الاقتصادي والتنموي للمملكة . وأشار الدكتور الهملان إلى أن تحديد الأولويات تأتي من خلال تطوير إستراتيجية وطنية لتوجيه الجهود حول البنية التحتية الوطنية للمعلومات الجغرافية المكانية وفق أحدث المعايير والمواصفات الوطنية والدولية متكاملة مع البنية التحتية لبرنامج التعاملات الإلكترونية الحكومية وتوفر آليات النقل والتبادل والتسويق والبيع لمنتجاتها وخدماتها. وأكد أن جميع الجهات وممثليها يعملون في اللجنة الوطنية لنظم المعلومات الجغرافية على تطوير أوجه التعاون والتنسيق بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص من خلال الزيارات والتواصل لجمع المعلومات المتعلقة برسم السياسات الوطنية في مجال بناء وإدارة ونشر المعلومات الجغرافية. بدوره بين رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر مدير المركز الوطني لتقنية الاستشعار عن بعد بالمدينة الدكتور محمد بن سعود الفرحان، أن المؤتمر يهدف إلى التعريف بأحدث التطورات العلمية والتقنيات الحديثة في مجال الاستشعار عن بعد، مشيراً إلى أنه سيتم خلال أيام المؤتمر طرح أكثر من 44 ورقة علمية تناقش التطبيقات والنظم التحليلية في مجال الاستشعار عن بعد يقدمها نخبة من الخبراء والمختصين في هذا المجال . وأفاد أن المؤتمر يصاحبه معرض متخصص يضم أكثر من 30 جهة من القطاعين الحكومي والخاص وجهات دولية يعرضون آخر ما توصلت إليه التقنيات في مجال الاستشعار عن بعد , بالإضافة إلى الخدمات والحلول التقنية لكثير من التطبيقات المدينة والعسكرية. بعدها كرم سمو رئيس المدينة عدداً من الباحثين الذين أسهموا في نقل وتوطين تقنيات الاستشعار عن بعد بالمملكة العربية السعودية كما كرم رعاة المؤتمر. عقب ذلك افتتح سمو الأمير تركي بن سعود, المعرض المصاحب الذي يشارك به أكثر من ثلاثين شركة عالمية، وتجول سموه في أروقة المعرض مطلعاً على أحدث ما توصلت إليه التقنية بمجالات الرصد والرادار والاستشعار عن بعد. إثر ذلك بدأت فعاليات المؤتمر بورقة عمل للدكتور سلطان المورقي من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بعنوان ( القدرة المحلية لتقنية الرادار في حماية الحدود ) , تلاه الدكتور عبدالله ماه من أرامكو السعودية بورقة بعنوان ( تفسير الصدع الجيولوجي للبحر الأحمر باستخدام تقنية لاندسات ثيماتك مابر و نموذج الارتفاع الرقمي ) .