كشف وزير الصحة المهندس خالد الفالح أن التحقيقات النهائية في حادثة الحريق الكبيرة التي شهدها مستشفى جازان العام مؤخرا انتهت إلى أن ما حدث كان عرضيا وليس هناك شبهة جنائية بشأنه. جاء ذلك، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان ووزير الصحة يوم أمس بعد ظهور نتائج التحقيقات التي قامت بها عدة جهات في حادثة حريق المستشفى والذي نتج عنه وفاة 25 شخصا وإصابة 127 آخرين. وخلال المؤتمر، أكد أمير منطقة جازان أنه سيتم إنشاء مركز متكامل للتعامل وإدارة الأزمات والكوارث في المنطقة وذلك بالتعاون مع شركة أرامكو السعودية ووزارة الصحة لخدمة منطقة جازان حيث إنها منطقة حدودية ومعرضة لبعض الأزمات -لا سمح الله- ولكن يجب أن نكون مستعدين في مواجهتها، لا سيما بأن سلامة المواطن والممتلكات وتحقيق الأمن هو ما تسعى إليه القيادة الرشيدة. وأضاف سموه إن هناك تأهيلا للبنى التحتية ووسائل السلامة للمستشفيات العاملة في المنطقة حاليا، وأن دولتنا والحمد الله فيها أنظمة تنبع من الشريعة الإسلامية وسيتم التعويض عن الضحايا والمتأثرين ومن ضمنهم على سبيل المثال سيتم تكريم مصري ساهم في إنقاذ 10 أشخاص قبل أن يتوفى بمبلغ مليون ريال ووسام. من جانبه، قال وزير الصحة إنه لم ولن يقبل أن يكون جزءا في عمل يحدث فيه مثل هذه الحوادث، وسيبقى محفورا في ذاكرة الوزارة، وأضاف: نحن اليوم لسنا للمشاركة في الشعور فقط ولكن نقدم العهود والوعود وخارطة عمل للارتقاء بالعمل المهني بشكل عام وبالذات في مجال السلامة والأمن ولتكون المؤسسات الصحية آمنة من هذه الكوارث إن شاء الله والتي لن تتكرر، مضيفا إنه وجه بتشكيل فريق عمل خلال الفترة الماضية للتحقيق في الحادثة بكل مهنية من الوزارة وقسم الأمن والسلامة والشؤون الهندسية والجهات الأمنية وبأسلوب احترافي ومهني والوصول لكافة الاستنتاجات والتي اوضحت أن الحادث عرضي ولم تكن هناك أي شبهة جنائية في الحريق. وأشار إلى أن الحادث لم يكن ليحدث لو صمم المبنى وفق المعايير الصحيحة لوزارة الصحة والدفاع المدني والمعايير العالمية حيث اتضح أن هناك قصورا في المبنى ووزارة الصحة هي المسؤولة عن الحريق؛ لأنها استلمت المنشأة وهي غير مجهزة ومهيأة وفق التصاميم من قبل المقاول. مبينا أن رداءة عمليات الصيانة في المستشفى تسببت في مضاعفة المشكلة وتفاقم الحريق إضافة إلى الأخطاء في التصميم والإنشاء والصيانة، حيث إن من المفترض أن تكون الخسارة أقل بكثير لو تصدي لهذه الكارثة بطريقة أفضل. منوها إلى أن هناك أعمالا بطولية من بعض الموجودين في المستشفى من بعض الكوادر الطبية داخل المستشفى وهناك ضعف آخر ممن كان يعمل في المستشفى كما أن أجهزة الدفاع المدني تصدت للحادث بشكل سريع ولكن التصدي للحادثة كان أقل من المطلوب. وكشف أن وزارة الصحة ستقوم بعملية مسح شاملة لكافة المنشآت الصحية والطبية في المملكة بدءا من منطقة جازان وستأخذ الأولوية من ناحية السلامة وتطبيق معاييرها، إضافة إلى طرق الوصول من وإلى المستشفى، وتمكن فريق الدفاع المدني من الوصول إلى هذه المواقع بسلاسة، لافتا إلى الاستعانة "بسباهي" لتوفير كوادر سعودية مؤهلة في التعجيل لهذا المسح والذي قد يستغرق ستة أشهر، وسد أي قصور يكتشف في مستشفيات المملكة، بمراجعة خطط الطوارئ والسلامة وأن تكون هناك خطط طوارئ لتكون المنشآت الصحية آمنة. وبين الفالح أنه من خلال التحقيقات اتضح أن هناك قصورا من بعض الأفراد في مستشفى جازان العام وذلك بعدم قيامهم بدورهم في الإخلاء وسيتم التحقيق معهم وتطبيق العقوبات النظامية في حقهم، موضحا أن وزارة الصحة تسعى للارتقاء بالخدمات الصحية في المنطقة حيث إن هناك 4 مستشفيات تحت الإنشاء منها المستشفى التخصصي بسعة 500 سرير ومستشفى النساء والولادة بسعة 300 سرير ومستشفى الدرب بسعة 200 سرير ومستشفى العارضة بسعة 50 سريرا وجميعها ضمن ميزانية هذا العام، إضافة لإعادة تأهيل مستشفى جازان العام في أقرب وقت ممكن. وأشار إلى أن التدريب والبنى التحتية والأنظمة والمعايير ليست كافية حيث يجب أن يكون هناك قيادات تجمع هذه الأمور وتحقق ما تتطلع له الوزارة، حيث سيتم تعيين مدير جديد للشؤون الصحية بمنطقة جازان ومدير جديد لشؤون الأمن والسلامة بالمديرية، وذلك لأن وزارة الصحة تتحمل ما حدث بدءا من قمة الهرم وزير الصحة وسنعمل لمنع تكرار مثل هذه الحوادث. أمير جازان يكرم مواطنة ساهمت في اخلاء مصابين على هامش المؤتمر الصحفي بشأن الحادثة