تواجه ميليشيات "حزب الله" اللبناني تحدياً كبيراً في إعادة ضبط حاضنتها الشعبية التي مثلت أحد عوامل القوة للميليشيا خلال السنوات الماضية، ومع ازدياد تورطها بالمعارك إلى جانب نظام الأسد، يزداد الاحتقان والغضب بين عائلات الضاحية الجنوبية (معقل الميليشيات)، خصوصاً مع التوابيت الصفر التي تصل يومياً إلى بيروت قادمة من سورية، حسبما يؤكد منشق عن الميليشيا. ويبدو أن الميليشيا ستواجه مزيداً من الضغوط مع استمرار تورطها بالمعارك الدائرة في سورية، خصوصاً مع التكلفة العالية التي قدمتها منذ بدء تدخلها لمساندة الأسد، إذ فقدت الميليشيا ثلث قواتها بين قتيل وجريح في سورية، وذكرت مصادر إسرائيلية في وقت سابق أن ما بين 1300 إلى 1500 عنصر من الميليشيا قتلوا، فيما أصيب 5 آلاف آخرين. وعلى موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي، ينشر حساب تحت اسم "منشق عن حزب الله" يومياً، معلومات مخفية على جزء كبير من العوام، وعلى الرغم من إخفاء صاحب الحساب لهويته إلا أن دقة معلوماته جعلته مصدراً للعديد من وسائل الإعلام، خصوصاً في ذكره للتفاصيل الخفية المتعلقة بقيادات الميليشيا وحاضنتها الشعبية. ويقول "منشق عن حزب الله": إن "الحاضنة الشعبية للحزب تنهش بعضها"، ويشير إلى ارتفاع نسبة الأرامل اللاتي فقدن أزواجهن خلال مشاركتهم في المعارك بسورية، ويؤكد الشخص ذاته، أن "أرامل حزب الله بتن ظاهرة اجتماعية ضاغطة، دفعت حزب الله إلى تقديم مساعدات مادية ودفع أجور المنازل (...)". ويلفت في الوقت ذاته إلى التناحر الحاصل بين لصوص الميليشيا وتجار المخدرات في مدينة بعلبك. وكما هو حال نظام الأسد ومعاناته جراء النقص البشري في قواته واللجوء إلى الميليشيات الأجنبية لتجنيدها في القتال لجانبه، تجد ميليشيا "حزب الله" نفسها مضطرة إلى تعويض النقص الناجم عن خسائرها الكبيرة، وفي هذا السياق، يشير تقرير نشره معهد "أتلانتيك كاونسيل" قبل عشرة أيام إلى حملة تجنيد كبيرة قامت بها الميليشيا، وينوه التقرير إلى أن خسائر الميليشيا في سورية يعادل ما خسرته خلال معاركها مع إسرائيل التي استمرت قرابة عقدين. وبحسب التقرير، فإن الميليشيات تستقطب متدربين من الشيعة القادمين للدراسة في المعاهد الشيعية من الشرق الأوسط، أو من البلدان الآسيوية، وينقل التقرير عمن وصفها ب"المصادر المحلية المطلعة" أن مقاتلي الميليشيا في سوريا يحصلون شهرياً على آلفي دولار، فضلاً عن المغريات الأخرى التي تقدمها لتحفيز المتطوعين، كحصول أولاد المقاتلين على التعليم المجاني حتى التخرج من الجامعات، وحصول عائلة القتيل على تعويض، ومداواة المصاب في مستشفيات الميليشيا. يشار إلى أن ميليشيات "حزب الله" تتعرض لضغوط داخلية كبيرة جراء تدخلها في سورية، وتنفيذ تفجيرات في مناطق بلبنان كرد فعل على ذلك، فضلاً عن تسبب الميليشيتا بهروب آلاف العائلات السورية إلى الأراضي اللبنانية خوفاً من الموت والاعتقال.