اندلعت خلافات ذهب ضحيتها عدد من القتلى والجرحى بين مقاتلي كتائب "حزب الله" ومقاتلي ميليشيا "أبو الفضل العباس"، وهما أشرس فصيلين مسلحين ضالعين في الحرب ضد الشعب السوري، إلى جانب نظام دمشق، بعد مشاركة مقاتلي الفصيلين في إحدى معارك العاصمة. وفي التفاصيل التي حصلت عليها "الوطن" من الداخل السوري، فإن أنصار "حزب الله" اللبناني، يصفون مقاتلي لواء أبو الفضل العباس العراقي، بأنهم "مرتزقة"، بعد أن ثبت تورط أطراف تابعة للأخير في تصفية مقاتلين تابعين للحزب اللبناني، أبرزهم حسين علي علوش، الذي ينحدر من محافظة النبطية اللبنانية، في عملية وصفها الحزب ب "الغدر والطعن من الخلف"، في معركة شهدتها منطقة الحجيرة بريف دمشق. وذهب ضحية خلاف رفقاء الطائفة أيضاً القائد الميداني اللبناني موسى أحمد صقر، أحد أبناء منطقة الهرمل اللبنانية، الذي شُيع أول من أمس، بعد أن لقي مصرعه هو الآخر على يد مقاتلي لواء أبو الفضل العباس. وتضيف المعلومات "حزب الله بات أخيراً ممتعضاً من مقاتلي لواء أبو الفضل العباس العراقي، لاعتيادهم على السرقات، والتخاذل عن أداء الواجب، والمشاركة في أعمال القتال الدائرة على الأراضي السورية، خصوصاً في منطقة السيدة زينب على أطراف العاصمة السورية دمشق". ويعمل لواء أبو الفضل العباس، طبقاً للمعلومات التي حصلت عليها "الوطن"، على تجنيد من يقول حزب الله إنهم "خارجون عن سياسة المقاومة والمُمانعة، لتنفيذ عمليات السرقة المُمنهجة التي يديرها اللواء، عبر أدواتٍ تنفذ سياسته في المشاركة بأعمال القتال دون أن يكون في الصورة. وتؤكد مصادر مطلعة أن الخلافات تتفاقم بين أبرز داعمي نظام بشار الأسد، وذهب ضحيتها عدد من القتلى، بين الفصيلين الأكثر ضلوعاً وبشكل رسمي في الحرب ضد الشعب السوري، فيما لم يتوان الفصيلان عن تقديم كافة أشكال الدعم اللوجستي والبشري لقوات النظام الحكومية في سورية. إلى ذلك، قالت معلومات مرتبطة بالأزمة السورية إن شحناً مذهبياً تشهده الضاحية الجنوبية من العاصمة بيروت التي يفرض حزب الله سيطرته عليها، حيث أخذ الحزب في توجيه أهداف منابر خطب الجمعة لصالح توجهاته، وحولها إلى منابر "تحريضٍ مذهبي"، تمهيداً للمعركة الحاسمة "معركة القلمون"، التي حشد لها أكثر من 30 ألف مقاتل، باعتبارها معركةً وجودية، طبقاً لتوجهات الحزب، وخطب الجمعة التي تم تحويرها أخيراً لخدمة أجندته. من جهة أخرى، برزت مخاوف عراقية من احتمال استيلاء متشددين على الممر الحدودي الطويل بين البلدين، مما يسهل تدفق الأسلحة والمقاتلين. وأشار محللون إلى أن هذه المخاوف ظهرت إثر اشتداد المعارك بين مقاتلين أكراد سوريين وآخرين من مجموعات موالية لتنظيم القاعدة، منذ أشهر، للسيطرة على أراض في شمال شرق سورية غنية بالنفط وحقول القمح على الحدود مع العراق. وتتركز هذه المعارك بشكل خاص بالقرب من معبر اليعربية الحدودي.