تعيش مناطق ميليشيا "حزب الله" في حالة الاحتقان جراء فاتورة القتلى العالية التي تدفعها في مشاركتها الواسعة في المعارك بسوريا إلى جانب قوات نظام بشار الأسد، وكتب لبناني في موقع تويتر تعليقاً على مقتل شريف في معارك الحزب بسوريا: "حسن نصر الله يرمي بأطفال الضاحية من البلاي ستايشن إلى صندوق أصفر". وتشارك الميليشيا حالياً بدرجة كبيرة في معارك الزبداني بريف دمشق، وخسرت هناك العشرات بين قتلى وجرحى، ولا يبدو أن الميليشيا في صدد الانسحاب المبكر من سوريا، وبدا زعيمها "حسن نصر الله" عازماً على توريط اللبنانيين بشكل أكبر، واعتبر في خطابه الأخير أن الطريق إلى القدس "يمر بالزبداني ودرعا والسويداء". ويشير الكاتب إبراهيم حيدر في صحيفة "النهار" اللبنانية إلى الخسائر الكبيرة التي منيت بها الميليشيا، مشيراً إلى أن صور قتلى ميليشيا "حزب الله" في حرب تموز ضد إسرائيل، اختفت أمام صور قتلى الميليشيا الذين قتلوا في القلمون والزبداني وبعض المناطق السورية. ويتشابه حال مناطق ميليشيا "حزب الله" مع مناطق النظام في طرطوس واللاذقية على وجه الخصوص، حيث اكتست الشوارع بصور القتلى واتشحت قرى كثيرة في جنوبلبنان بالسواد، وتشير وسائل الإعلام اللبنانية إلى أنه لا تكاد تخلو قرية من قرى الميليشيا من صور القتلى الذين قضوا في سوريا. وباتت قيادة ميليشيا "حزب الله" تواجه ضغوطاً واسعة ليس فقط من الأوساط السياسية اللبنانية، بل من القاعدة الشعبية نفسها وهو ما تخشى منه الميليشيا.