الإعلان الذي أطلقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بتشكيل تحالف اسلامي من عدة دول اسلامية مقره الرياض لمحاربة ظاهرة الارهاب يعد اعلانا هاما وحيويا يجيء في وقته المناسب حيث تنامت هذه الظاهرة بما يجعل مهمة محاربتها ومكافحتها من الأولويات التي لابد أن تهتم بها كافة دول العالم دون استثناء. تشكيل الحلف خطوة حيوية تصدر من بلاد عانت الأمرين من أفاعيل الارهابيين الشريرة، فقد وقعت خلال السنوات الفائتة عدة عمليات ارهابية في العديد من مدن المملكة ومناطقها ذهب ضحيتها الألوف من الأبرياء سواء تلك التي شنت ضد المؤسسات أو تلك التي وقعت في المساجد، وهي صور اجرامية لا تعاني منها المملكة وحدها بل تعاني منها كافة المجتمعات البشرية دون استثناء. وإزاء ذلك فإن الإعلان الذي أطلقه سموه يعتبر إعلانا مهما لابد معه من التحالف العربي والإسلامي لاحتواء تلك الظاهرة والعمل على ملاحقة الإرهابيين وتقليم أظافرهم في كل مكان، فهذه الظاهرة الخبيثة تهدد أمن واستقرار الشعوب وتحد من انطلاقاتها التنموية، ومنفذو العمليات الارهابية لا يرومون من عملياتهم الاجرامية إلا إدخال الرعب والفزع في قلوب المسلمين ونشر أفكارهم المنحرفة الضالة. لقد ساندت المملكة دائما كل الأفكار الرامية إلى مكافحة ظاهرة الارهاب ومحاولة احتوائها، وقد نادت مرارا وتكرارا بأهمية تضافر كل شعوب الأرض من أجل التنسيق لمكافحة تلك الظاهرة والخلاص منها، وقد ثمن العالم كله للمملكة دعواتها الصادقة في كل المحافل الدولية بأهمية العمل بجدية لاحتواء تلك الظاهرة والعمل على إيقاف تمددها الأخطبوطي في سائر دول العالم. ظاهرة الارهاب أضحت تشكل خطرا على كل المجتمعات البشرية دون استثناء، وقد حان الوقت لاجتثاثها من جذورها من خلال تعاون دولي شامل للقضاء عليها دعما لعوامل الأمن والاستقرار التي يجب أن تسود مختلف المجتمعات البشرية للتفرغ لأعمال البناء والرخاء، وتلك الظاهرة تحول دون ذلك، فأصحابها لا دين لهم ولا يسعون في حقيقة الأمر الا للفساد في الأرض واشاعته. دعوة سموه لانشاء التحالف تمثل حدثا مهما، فالمملكة سعت دائما لمكافحة الارهاب، وكانت من أولى الدول التي عانت الأمرين من تلك الظاهرة، وانتشارها بالشكل الحالي في كل أصقاع الأرض يتوجب التعاون والتنسيق لمكافحتها والحد من انتشارها، فتبادل المعلومات وتقصي تحركات الارهابيين من خلال التحالف الذي نادى به سموه أضحى واجبا من أهم الواجبات التي يجب أن تهتم بها كافة الشعوب. مختلف دول العالم معرضة لأعمال ارهابية في الشرق والغرب، ولهذا فان الدعوة لانشاء التحالف هي دعوة صادقة يتوجب تفعيلها من قبل كافة الدول التي انضمت للتحالف، والتحالف مدعو للتعاون مع كافة دول العالم لمكافحة ظاهرة الارهاب وملاحقة الارهابيين، فالارهاب نبتة شيطانية خبيثة لا بد من اجتثاثها من جذورها والتخلص من آثارها الخبيثة والشريرة والتي تعد من أكبر مصائب هذا الزمان ومساوئه.