حظيت مناطق المملكة والخليج بنزول أمطار غزيرة ارتوت على آثارها الوديان والجبال وفرح بها البعض وحزن الآخر، فالمطر يعد نعمة من الله تعالى حيث إنه عند نزول المطر حث الإسلام على الدعاء لأن فيه الخير والبركة، حيث ترتوي الصحراء والمناطق الزراعية والغابات ويثمر العشب وتخضر بنباتاتها ويأكل منها البشر والحيوان والدواب والأنعام وكل شيء حي وهذه نعمة من الله أنعم بها علينا. اتباعا لرسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - في هذه المناسبات كانت له أدعية فقد كان رسولنا - صلى الله عليه وسلم - عند نزول المطر يدعو وقد جاء عن عائشة - رضي الله عنها - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عند نزول المطر (اللهم صيبا نافعا) رواه البخاري، والصيب هو ما سال من المطر وجرى. كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند نزول المطر الشديد يقول (اللهم حوالينا ولا علينا). كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يجمع أصحابه ليصلي بهم صلاة الاستسقاء عند حبس المطر ليرزقهم الله المطر لينبت به الزرع ويشبع الظمآن. عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يرفع يديه في شىء من دعائه إلا في الاستسقاء. قال الله تعالى (الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقاً لكم). هناك جانب آخر عند نزول المطر وهو حدوث الكوارث والمصائب التي يتمنى البشر ألا تنزل عليهم، وذلك بسبب تدمير الزرع والعمران وهدم الجسور والسدود ويتأذى منها البشر ويهلك بها النبات والحيوان، وهذا ما نشاهده في بعض الدول وخاصة في دول شرق آسيا. النبي - صلى الله عليه وسلم - في هذه الكوارث كان يقول (اللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق) فكل ذلك ثابت عن النبي المصطفى عليه السلام. عن عائشة - رضي الله عنها - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى ناشئا في أفق السماء ترك العمل وان كان في الصلاة ثم يقول (اللهم إني أعوذ بك من شرها). أخرجه أبو داود وصححه الالباني. أرسل الله سبحانه وتعالى هذا المطر ليعاقب البشر به وينتقم منهم بسبب معاصيهم وذنوبهم، وأيضا أرسله لبلاد أخرى لينزل الخير ويعم الرخاء وزيادة الزرع ورزقا للحيوان والنبات وكل شيء حي. فشتان بين هذا وذاك... فانظر لنفسك ممن أنت منهم في نزول المطر.