يعتبر التدريب المستمر للقائمين على التدريب في مدارس تعليم قيادة السيارات من الأمور المهمة التي تساهم إلى حد كبير في إعداد السائقين إعدادا جيدا؛ مما يساهم في صقل مهاراتهم وإلمامهم بالعديد من القواعد المرورية التي تساهم في خفض نسبة الحوادث. كما أن اطلاع الطاقم التدريبي على كافة المستجدات والطرق الجديدة للقيادة والنشرات التوعوية ومستجدات أنظمة المرور كل هذه العوامل تؤدي في نهاية المطاف إلى إلمام السائقين بكافة الأمور التي تقيهم من حوادث الطرق. ويقول الخبراء إنه يجب تطوير قدرات القائمين على التدريب بمدارس تعليم القيادة بشكل مستمر وتأهيلهم خلال فترة عملهم في المدارس، فضلا عن التعرف على الأسلوب المعتمد في زيادة الوعي المروري للمتدربين، بالإضافة إلى التعرف على مستوى التنسيق الذي تعتمده المدارس مع إدارة التراخيص وأقسامها وتأثير ذلك على مخرجات العملية التدريبية. قواعد المرور وأشار الخبراء الى أهمية الجانب التدريبي في مدارس تعليم القيادة وأثره في تخريج سائقين ملمين بقواعد المرور وآدابه، بحيث يجب أن يكون في كافة المدارس مدربون لديهم من المعرفة والثقافة ما يؤهلهم لتأهيل المتدربين وثقل مهاراتهم بقيادة السيارات. وأكد الخبراء على أهمية وجود مترجمين لمختلف اللغات في كافة مدارس تعليم القيادة لتوضيح المناهج والمعلومات المتعلقة بقيادة السيارات وقانون المرور للمتدربين داخل المدارس؛ حتى تعم الفائدة وينعكس ذلك على الحد من الحوادث المرورية وتتوفر السلامة لكل من يسير في الطريق. دور الإعلام ونبه الخبراء الى أهمية دور الاعلام في التواصل مع مدارس تعليم قيادة السيارات من خلال عقد المؤتمرات وورش العمل والندوات والمحاضرات، فالهدف هو نشر التوعية المرورية في مدارس تعليم القيادة بشكل عام، وطالب الخبراء بالاهتمام بالتدريبات العملية للسائقين الجدد؛ حتى يتم تخريج سائقين ملمين بالقواعد المرورية ويحترمون حقوق المشاة، مؤكدين على أن السلوكيات والمخالفات المرورية التي يرتكبها السائقون تؤكد أن هؤلاء لم يتدربوا بشكل كاف وثقافتهم المرورية محدودة؛ لذلك يجب على المدارس رفع الوعي المروري بين السائقين الجدد. العناصر البشرية وأوضح الخبراء أن عملية تدريب السائقين لحصولهم على رخصة القيادة تتطلب مشاركة العديد من العناصر البشرية والإدارية؛ لتتحقق هذه المسألة بنجاح ودقة من خلال تضافر الجهود بين إدارة المرور بدورها الرقابي ومدارس تعليم القيادة ومدربي قيادة السيارات، حيث يشكل هذا العنصر الأخير أهمية كبيرة في إعطاء النتائج والمؤشرات لمستوى المتدربين وهو ما يتطلب معه وجود قدر كبير من التدريب والمعلومات الصحيحة التي يتلقاها المتدرب خلال مراحل التعلم. وأضاف الخبراء: إن التعليم المروري وغرس عادات القيادة السليمة في الجيل الجديد لهما أثر كبير في الحد من الحوادث المرورية. كما أن السلوكيات المرورية على الطرق تعتمد على ثقافة السائق الجديد وهو ما يجعل المسؤولية أكبر على مدارس تعليم قيادة السيارات لإثراء وترسيخ هذه السلوكيات والتي لا تتحقق إلا من خلال عدة معايير، أهمها: معيار السلامة والأمان، معيار العلم والمعرفة، ومعيار الوصول إلى جيل آمن من السائقين، وبالطبع كل هذه المعايير تصب في هدف واحد وهو الحد من الحوادث المرورية. توصيل المعلومات وأضاف الخبراء: إن وسائل توصيل المعلومات داخل مدارس القيادة لا تتحقق إلا من خلال المدرب الجيد الذي يحرص على تنبيه وإعداد وتوجيه المتدربين لكيفية التعامل مع الإشارات المرورية «الضوئية» والقيادة في التقاطعات ومخاطرها بالإضافة إلى مخاطر السرعة، كما يجب أن يقوم المدرب بالتركيز على بعض الإرشادات والمعلومات الخاصة بالقيادة للفئات العمرية المختلفة من المتدربين. كما طالب الخبراء بنقل البيئة الخارجية للشارع داخل ميدان مدارس القيادة من لافتات ولوحات وإعلانات، ولتحقيق السلامة المرورية والأمن في الشارع، فإن المدارس تحتاج توضيح ما هو دورها تحديدا.. هل هو التعليم فقط؟ أم التوعية أيضا؟ حيث ينصب عليها اللوم في بعض الأحيان؛ نتيجة إخفاق السائقين الجدد في التعامل مع الطريق أو بسبب رسوب البعض منهم، ففي الدول الأوروبية يتم وضع ملصق عن السيارة تفيد أن سائقها حديث بحيث يتم التركيز على بث الوعي في الشارع عن كون السائقين جددا والتعريف بنوعية الأخطاء الشائعة للحوادث البسيطة داخل الشارع وهو ما نتمنى وجوده.