في الوقت الذي توالت فيه الأرقام والنسب المخيفة حول ارتفاع الحوادث المرورية في المملكة مقارنة بالعديد من دول العالم، وجه البعض أصابع الاتهام الى مدارس تعليم القيادة حيث إن هذه المدارس هي من تمنح أو تمنع إصدار الرخصة للسائق. وأكد البعض أن مدارس القيادة لا تطبق العديد من التعليمات والتدقيق حتى تضمن تدريب وتأهيل سائقين على مستوى عال، مشيرين الى أن عملية تدريب واختبار السائقين تتم بطريقة آلية روتينية مما تسبب في حصول عدد كبير من الأشخاص على رخص القيادة وهم غير مؤهلين للقيادة. يذكر أن لجنة السلامة المرورية أفردت جزءا جيدا لاحتياجات هذه المدارس موضحة في استراتيجية السلامة المرورية للمنطقة الشرقية، واستعدت أرامكو السعودية بتطوير مدرستين جديدتين واحدة بالدمام والأخرى بالأحساء، إلا ان المشروع لا يزال متعثرا من قبل الإدارة العامة للمرور. قواعد السير يقول المواطن (خالد الجار الله) الدور الحقيقي لمدارس تعليم القيادة أوسع وأشمل من تلقين المترشحين بعض المفاهيم أو تدريبهم على القيام ببعض المناورات، والسؤال الذي يطرح نفسه هل مجرد التحكم في العربة وأجهزة السيطرة عليها ومعرفة قواعد السير تعنى الوصول إلى مستوى معين من الكفاءة في القيادة؟، قطعا الإجابة تكون بالنفي، إذ يجب أن نفرق بين بعض المعارف التي يمكن أن نتمكن منها للحصول على رخصة القيادة أو وثيقة ادارية بدون مقومات تعين السائق على القيادة الآمنة، وهذا ما يحدث فالنهاية المؤسفة هي أن خريج مدرسة القيادة غير مؤهل وتنقصه العديد من المهارات الأساسية. اختبارات لياقة وطالب المواطن (ناصر القحطاني) المسئولين بمدارس تعليم قيادة السيارات بضرورة أن يجتاز السائق اختبارات اللياقة الصحية والتحكم بالسيارة والاستجابة المناسبة لمتطلبات الطريق قبل أن يُمنح رخصة قيادة، مبدياً أسفه حول أن الحصول على رخصة القيادة في المملكة هو تحصيل حاصل وعملية تقليدية تنتهي فقط بتسديد الرسوم لمدارس القيادة وإدارة المرور. وأضاف: إن تعليم القيادة الوقائية أو الآمنة مطلب مهم يجب أن يُدرّس ويُركّز عليه في مدارس القيادة. ويضيف المواطن بقوله: إن مدارس التعليم غير قادرة على توصيل المهارات بشكل كاف، فما بالك ب «القيادة الآمنة»، حيث إنها تعمد إلى إعطاء مهارات ومعلومات تساعد السائقين على النجاح واجتياز التدريب للحصول على الرخصة. وطالب بإيجاد دورات مستمرة للسائقين خلال السنة الأولى من حصولهم على رخصة القيادة؛ لبلوغ مستوى أمني أفضل، وتجنب أخطار الطريق. محاكاة للواقع ويشير المواطن (سعيد الشهراني) الى أن مدارس تعليم القيادة تُدرّب السائقين داخل ميدان المدارس، دُونما محاكاة للواقع على الرغم من اختلاف جغرافيات الطرق مثل الأنفاق والجسور، وعدم محاكاة المخاطر على الطريق مثل وجود سائقين متهورين، إلى جانب عدم استخدام أجهزة محاكاة متطورة في تدريب السائقين، إضافةً إلى أن الاختبار العملي يتم في ميدان داخل المدرسة، في بيئة اعتاد عليها المتدرب وحفظها. وذكر أن الشروط والإجراءات المُتبعة للحصول على رخصة كقوانين جيدة؛ لكن لا يتم تطبيقها على أرض الواقع بالشكل المطلوب، مبيناً أن مدارس تعليم القيادة تُدرّس المنهج المعتمد من وزارة الداخلية "دليل السائق"، ويحتوي على معلومات جيدة إذا استوعبها السائق، ولكن يعيب على المدارس أن العشرين ساعة التي يدرسها السائق لا يستفيد منها كثيراً، ولا يتم تدريسه من الدليل إلاّ رؤوس أقلام. تدريب السائقين وأكد المواطن (محمد السعيد) أن مدارس تعليم قيادة السيارات يجب أن تعيد النظر في أسلوب وطريقة تدريب السائقين الجدد، ويجب أن يتم تطبيق العديد من المعايير بما يحقق في النهاية نتيجة ايجابية، فالواقع يؤكد أن المدربين في مدارس تعليم القيادة تنقصهم العديد من المفاهيم المتعلقة بالسلامة المرورية، وكل ما يعنيهم هو تخصيص وقت محدد وطريقة معينة لتلقين المتدربين معلومات مملة لا يمكن أن تؤدي في النهاية الى تخريج سائق جيد يستطيع التعامل مع مفاجآت الطريق المختلفة.