كل شيء في دربي الجوهرة اكتسى باللون الأخضر لتسعين دقيقة جماهيرية وحماسية وكان بإمكان فهد المولد إعادة الأمور إلى نصابها في لقطتين لكن سوء استلامه للكرة (كعادته) حرم النمور من العودة لجو المباراة بعد هدف الأهلي الأول ثم في بداية الشوط الثاني وكان العقاب الأهلاوي قاسياً وبثلاثية حارقة!. لم يمهل الأهلي غريمه الاتحادي لالتقاط الأنفاس وسجل نجمه سراج هدفاً رأسياً في الدقيقة الخامسة وقبل أن يتمكن لاعبو الاتحاد حتى من تخطي منتصف الملعب؛ مما قتل الروح الاتحادية المعروفة في الدربي، ولم يفوت السومة فرصة الدفاع المشروخ ليستغل عرضية زادت الغلة الأهلاوية قبل مرور العشرين دقيقة، وفي الحصة الثانية حاول الاتحاديون مراراً ولكن كان واضحاً أن «الإتي» لم يكن في يومه وكان لا بد له من أن يرضى بالهزيمة الثلاثية المستحقة مع الرأفة!. الحكم الهولندي أدار المباراة بشخصية مسيطرة ولكنه أغفل جزائية للطرفين، كما أنه حاول جاهداً أن لا يخرج الكرت الأصفر الثاني مما كان سيترتب عليه الطرد من الجانبين ولكن كونه أجنبياً فلن يتشكي أي من الطرفين ف(زامر الحي لا يطرب)! الظلم على الكل عدالة طبقها مرعي بحذافيرها في لقاء المجمعة بمنحه ركلة جزاء غير صحيحة للرائد والفيصلي وحرمان كلاهما من أخرى صحيحة؛ لذا شخصياً أرى أن تصريحات منسوبي الرائد بعد المباراة غير مبررة فالأخطاء كانت على الفريقين بالتساوي! تصر لجنة عمر المهنا على إحراج نفسها وحكامها، فالنصر مثلاً لا يتقبل العريني وكان ذلك واضحاً مع كل صافرة يطلقها في لقائه بالتعاون، سواء احتسب خطأ للنصر أو ضده وكان نتاج ذلك أكثر من 8 كروت صفراء وإغفال طرد 4 لاعبين على الأقل من الفريقين، وبالذات الحارس السبيعي في لقطة بلنتي النصر وأيضاً إغفال جزائية لهزازي قبل تسجيل التعاون للهدف الثالث مما أجبر إدارة النصر بإصدار بيان تعرب عن استيائها من التحكيم وكثرة تضرر النصر من الأخطاء التحكيمية في مباريات عدة مما أفقده الكثير من النقاط! ارتكب مدرب الخليج خطأ فادحاً بلعبه أمام الهلال بطريقة مفتوحة وبرغبة في الفوز فكان الرد سباعياً مع الرأفة! فوز الأهلي في دربي جدة أعاد إليه مركز الوصيف بفارق نقطة أمام المتصدر وقد يستعيد الصدارة في حال تعثر الهلال أمام الشباب، بينما تفوق الهلال قد يبعد الشباب شيئاً ما ويحصر المنافسة بين الراقي والزعيم وهما بحق الأفضل حالياً فنياً ونتائجياً يليهما الشباب! فهد المولد لاعب من الطراز الأول ولديه كم كبير من المواهب ولكن سوء استقباله للكرة يحرمه ويحرم ناديه من كل مجهوداته ولا بد منه من العمل كثيراً على تلك المهارة التي تعتبر من أبجديات كرة القدم ولا بد له من مشاهدة الفرصتين التي أضاعهما في الدربي؛ بسبب عدم قدرته على ترويض الكرة، فالأولى انحرفت كثيراً جهة اليسار والثانية طالت كثيراً فضاعت كلتيهما! بهذه الفوضى الموجودة في الإتي فإنه سيصعب عليه تحقيق أي بطولة حالياً فالروح والحماس قد يجلبان فوزاً ولكن الدوري يحتاج لنفس طويل، ولو كنت من مسيري الاتحاد لجعلت كل تركيزي على نصف نهائي ولي العهد، فربما يكون للروح دور في بلوغ النهائي ومن بعده البطولة لتقديمه هدية لجمهوره الوفي والذي يستحق أكثر وأكثر! الدربي أخضر اللون «وجدة كدا.. أهلي وبحر»!