روى عدد من الحجاج الناجون من حادثة تدافع مشعر منى التفاصيل الدقيقة للحادثة التي وقعت في وقت مبكر من صباح اول ايام العيد قائلين: "تسلقنا الخيام بعد تمزيقها وصعدنا الى اعلى المخيمات، وساهمنا في إنقاذ المئات من الحجيج في وقت كانت تسعى فيه قوات امنية للتدخل العاجل من اطراف الشارعين بعد قدوم حجاج افارقة من الخط المعاكس المتجه الى الجمرات". واوضحوا خلال حديثهم ل "اليوم" وهم حزينون على فراق اصدقائهم الذين كانوا قد اتفقوا معهم على التوجه لاداء نسك الحج خلال هذا العام قبل شهرين من الان واتفقنا وتم دفع تكاليف الحج ولم نكن نعلم ان بعض اصدقائنا سوف نفقدهم هنا حيث ان دقيقة واحدة كانت هي النظرة الاخيرة لاصدقائنا الشهداء بعد تسلقنا الخيام ورأيناهم يستنجدون في ظل الازدحام الشديد. وأكدوا خلال لقاء فريق عمل "اليوم" في مركز صحي منى انهم وبعد نقلهم عبر وحدات الانقاذ من اعلى الخيام وفور وصولهم الى المركز رأوا فريقا طبيا سعوديا متكاملا يعدون مفخرة لبلدهم يهبون الى المصابين والتجول في اروقة المركز وتقديم كل المساعدات لنا وقوفاً مع الوحدات الاسعافية التي نقلتنا الى المركز الصحي وقدمت لنا كل الرعاية والاهتمام وذلك لنخرج سالمين ونكمل جميعاً اداء مناسك الحج بيسر وسهولة. وأكد الحاج الناجي من الحادثة عوض أحمد من السودان، والذي اصيب بإصابات خفيفة في أرجله إثر حادثة التدافع وحالته ممتازة ان الحادثة مؤلمة وراح ضحيتها الكثير من الحجاج، ولم اشهد مثلها في حياتي، مؤكداً ان ما قام به الشباب السعودي من الهلال الأحمر، ورجال الدفاع المدني من عمل بطولي في الحادثة يشكرون عليه، وساهم كثيراً في التخفيف من حالات الوفاة والمصابين، منوهاً بأن الاطباء السعوديين في المركز كان لهم دور كبير في تخفيف معاناة المصابين لسرعة تدخلهم واجراء اللازم. من جانبه قال الحاج التشادي نور حسن ان دقيقة واحدة كانت هي النظرة الاخيرة لأصدقائنا الشهداء بعد تسلقنا الخيام ورأيناهم يستنجدون في ظل الازدحام الشديد وان الحادث كان عظيماً ورأينا الموت يتخطف اصدقاءنا واحبتنا امامنا، ولم نستطع ان ننقذهم، واصابتي كانت خلعا في الكتف، وبفضل الله ثم الاطباء تم معالجتي وبعد الاطمئنان على وضعي الصحي تم السماح لي بمغادرة المركز في نفس اليوم، مشيراً الى ان جهود حكومة خادم الحرمين الشريفين مشكورة عليها لما قدمته لنا من مساعدة وخدمات ولا راد لقضاء الله وقدره،الى ذلك، قال الحاج الصومالي الناجي من الحادثة احمد اطيب تم خروجي من المركز في نفس اليوم بعد الاسعافات الأولية وكانت جروحي سطحية، وكان استقبال قسم الطوارئ في قمة الرقي مع زحمت المصابين وكثرة الحالات، وكان الحادث اليما بالنسبة لي والوضع صعبا على الجميع، راح ضحيته الكثير من الحجاج الذين ندعو بأن يتقبلهم الله شهداء، مشيراً الى أن المملكة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وشباب المملكة من رجال امن واطباء لم يقصروا معنا منذ وقوع الحادث.كما وصف الحاج الصومالي بأنها وقعت في لحظات سريعة من ساعات الصباح الأولى: "وانني لم ار حادثة كحادثة التدافع، حيث انني ذهلت من الاعداد الكبيرة التي تقوم بنقل المصابين، وكذلك رجال الامن والذين سخروا كل ما في وسعهم لإنقاذ بقية المصابين جراء حادث التدافع الذي كان ضحيته الكثير من الحجاج.