روى عدد من الحجاج الذين شهدوا حادث تدافع مشعر منى ل "اليوم" ان ما شاهدوه من تدافع في طريق العودة من الجمرات كان امرا مفزعا ومرهقا في ظل غياب وعي بعض الحجاج وازدحام المكان وحرارة الطقس. وتحدثوا خلال حديثهم ل "اليوم" عن حالات الوفاة التي حدثت أمامهم والإصابات الخطيرة بين الحجاج من حالات اختناق وإصابات جسدية عانى منها الكثير من الحجاج. الحجيج تحدثوا عن وقت خروجهم ودخولهم الى منى وكافة الأمور المتعلقة بالحادثة كما صرحوا بها عبر "اليوم". في البداية تحدثت الحاجة المغربية مريم سعيد قائلة: إن الحادثة وقعت بعد العودة من الجمرات التي تمت بيسر لكن تفاجأنا بوقوف الحشود أمامنا ورجحت الحاجة المغربية ان ما حدث بسبب المحال التجارية بذاك الشارع والازدحام من حولها وثمنت دور الجهات الأمنية والمعنية في استنفارهم من أجل مساعدة ومساندة الحجاج والمصابين في الازمة على حد تعبيرها، لكن حملت الجهات التنظيمية ما حدث في أول أيام التشريق. وعن وقت الانطلاق تحدثت الحاجة المغربية انه كان بعد صلاة الفجر من مزدلفة حتى جسر الجمرات وكان وصلولهم الى منى فور وقوع الحادثة وكانوا اول من شاهد الحادثة المفجعة والأليمة. وروت مشاهد الحجاج المتوفين ومن تخرج أرواحهم وهم ينطقون بشهادة ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) ما أثر في نفسها. مشيرة الى ان هذا الامر كان في غاية التأثير، داعية الله - تعالى - ان يتقبلهم من الشهداء، وأن يسكنهم فسيح جناته. وثمنت دور ملك الحزم الملك سلمان بن عبدالعزيز والحكومة السعودية، وقالت : "ستتخذون الإجراءات الصارمة والحاسمة في هذا الموضوع وان حادثا عرضيا كهذا لن يؤثر على ثقة الامتين العربية والإسلامية في استضافة حجاج بيت الله الحرام وضيوف المشاعر المقدسة الذين لم يشهدوا منذ دخولهم إلا حسن الضيافة والاستقبال. سائلين المولى - عز وجل - ان يوفق هذه البلاد في إدارة شؤون الحجاج وان النجاح سيستمر في الأعوام المقبلة. من جهة أخرى تحدث الحاج الباكستاني سرمد عن إصابة تعرض لها في قدمه في بداية التدافع وحالة عدم اتزان وهذا ما أثر عليه حتى وصوله الى نقطية نهاية التدافع. مشيرا الى ان الاصابة التي تعرض له كانت بالقدم اليمنى كانت اليمة بالنسبة له وسببت له الكثير من المتاعب واصبح لا يشعر بكلتا قدميه، لكنه حمد الله انه خرج من الحادث باقل الاضرار. مشيرا الى ان الحادث كان بمثابة الصدمة عليه وعلى كافة الحجاج، بالإضافة الى مناظر شهداء التدافع الذين وافتهم المنية. الحاج الباكستاني أشاد بالجهود المبذولة من حالة استنفار لكافة الجهات المعنية بالجهود الجبارة وعبر عن شكره لهم ولكافة الجنود الذين وصفهم سرمد بانهم رجال على قدر كاف من المسؤولية تحملوا عناء الحر والتعب وكانوا يتعاملون معنا بأساليب تنظيمية جيدة متعاملين مع الموقف على هذا الصعيد. من جانبه تحدث الحاج الليبي عمر استشاري وطبيب وأخته التي تحج معه لأول مرة عما شاهداه بالحادثة بقولهما : ذهبنا الى طريق الجمرات وكان طريقنا ميسرا بوجود مرشدين ورجال أمن من كافة الجهات المعنية بالحج متعاونين معنا في كل الأمور وساندوا كل من يحتاج للمساندة والمساعدة، لكن في طريق العودة بدأت الحادثة ويحمدون الله انهم خرجوا منها بإصابة بسيطة وهم في حالة عدم اتزان، لكن استطاع الحاج اخراج اخته من وسط المعمعة وبمساعدة رجال الامن الذين وصلوا الى موقع الحادثة. وأضاف ان سوء التنظيم في طريق العودة مع كثرة الحجاج كان سببا رئيساً في حدوث تدافع منى، كما تحدث عن قلة وعي الحجيج في أمور الحجاج وحمل مسؤولي بعض الحملات المسؤولية في اتباعهم خطوات همجية داخل مشعر منى وعدم ارشاد الحجاج الذين معهم للهدوء، مطالبين وفودهم بسرعة المشي دون المبالاة باحترام الطرقات والحجيج. الحاج الليبي وجه رسالة الى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، قال فيها : "نحن كضيوف للرحمن نثق تمام الثقة في قرارات ملك حازم وعادل وصاحب أخلاق سامية تتجلى في خدمة ضيوف بيت الله الحرام ولم يشعروا منذ دخولهم بغربة المكان، بل كانوا في بلادهم معززين مكرمين بكل ما يحتاجونه. وأضاف : أسأل المولى - عز وجل - ان يوفق الملك سلمان بن عبدالعزيز ويجزيه خير الجزاء.