اكتظت مستشفيات وزارة الصحة في المشاعر المقدسة بالمصابين وجثامين الموتى في التدافع الذي حدث صباح امس اول ايام عيد الاضحى المبارك في طريق العرب المؤدي الى جسر الجمرات, وتسبب في وفاة 717 حالة وفاة, وإصابة 805 حجاج حتى وقت اعداد الخبر. «اليوم» تواجدت في مستشفى منى الوادي احد المستشفيات التي استقبلت الحالات ورصدت توافد سيارات الاسعاف لكافة القطاعات من الهلال الاحمر وسيارات الاسعاف لامانة العاصمة المقدسة ومؤسسات الطوافة, حيث بدأ داخل المستشفى تنظيم بين الاطباء وطاقم التمريض باستقبال الحالات وفرزها حسب خطورتها التي تمثلت معظمها في اغماءات وضيق في التنفس وكسور. والتقينا ببعض اقارب المصابين الذين اكدوا ل «اليوم» ان ما حدث كان بشكل مفاجئ لم يكن احد يتوقعه وسقوط النساء وكبار السن فاقم المشكلة التي تزايدت فيها حالات الوفيات والاصابات. وقال سوهد من غانا ان الحادثة وقعت في ثوان مما سبب الذعر للكثير من الحجاج وسرع هلعهم وخوفهم في دفع بعضهم البعض وتساقط تحت الاقدام كبار السن والنساء الذين لم يستطيعوا مقاومة الحشود البشرية التي وصلت بالآلاف. من جانبه قال الحاج الفرنسي من اصل عربي بو سيد احمد: ان الاتصالات انهمرت على جواله من فرنسا والمغرب بعد الحادثة بوقت قصير ليطمئنوا عليه, مشيراً الى انه فقد احد أقربائه ولا يعلم هل هو من احد المصابين ام تائه. الحاج الباكستاني محمد اكبر قال: ان احد أقاربه توفاه الله امام عينيه واستطاع ان يتسلق سور المخيم المجاور للحادثة لينجو بحياته, مشيراً الىأن الحادثة لا يعلم كيف حدثت وكانت مؤلمة لما خلفته من وفيات واصابات اغلبهم من كبار السن والنساء, مشيداً بدور رجال الدفاع المدني والاسعاف الذين تواجدوا في وقت قصير بعد الحادث مما كان له الاثر في تقليل عدد الاصابات والوفيات. فيما قال الحاج كرمان فتح الله ان المناظر التي خلفها التدافع يقشعر لها البدن من هول الحادثة واعداد المصابين والمتوفين وصيحات من فقد قريباً, مشيراً الى ان كثيرا من المصابين نجوا لقوة بنيانهم الجسدي, فيما كان اكثر من سقط من كبار السن والنساء, داعياً الله ان يتقبلهم شهداء وان يلهم ذويهم الصبر والسلوان. مشاهدات رجال الامن المتواجدون في المستشفيات ساعدوا في استقبال المصابين. بعض الحجاج لا يعلمون عما حدث إلا من أقاربهم خارج المملكة. دوي سيارات الاسعاف لم يتوقف منذ بدء الحادثة. كافة سيارات الاسعاف من جميع الجهات الحكومية ومؤسسات الطوافة وامانة العاصمة شاركت في نقل المصابين والمتوفين.