شاهد مصور لرويترز أمس الأربعاء عشرات من المهاجرين يسيرون عبر حقول للذرة باتجاه حدود صربيا مع كرواتيا في أعقاب تقارير بأن عشر حافلات على الأقل تقل مهاجرين أُعيد توجيه مسارها لتفادي المجر، ووصلت أول حافلة تقل لاجئين إلى مدينة شيد الصربية القريبة من الحدود مع كرواتيا أمس بنيّة تفادي السياج الشائك الذي أقامته المجر، فيما دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى عقد قمة للاتحاد الأوروبي لبحث أزمة اللاجئين، وندد مدافعون عن حقوق الإنسان بالمجر، فيما قالت منظمة العفو الدولية (أمنستي) إن ما قامت به بودابست من «استعراض مرعب للقوة العسكرية يعد أمرا صادما»، غير أن رئيس الوزراء المجري دافع عن تلك الإجراءات بأنه تصرف من جانب بلاده يحفظ «أوروبا المسيحية». المجر تغلق حدودها ووصلت حافلة أولى من المهاجرين أمس الأربعاء إلى مدينة شيد الصربية القريبة من الحدود مع كرواتيا بعد إغلاق المجر لحدودها مع صربيا. وذكر صحفي من وكالة فرانس برس أن هذه المجموعة التي تضم بين ثلاثين وأربعين لاجئا وصلت حوالى الساعة 4،30 (2،30 تغ) إلى محطة شيد للحافلات بعد رحلة طوال الليل بدأت مساء الثلاثاء في بريشيفو المدينة التي تقع جنوب صربيا على الحدود مع مقدونيا. وبعد إغلاق المجر لحدودها مع صربيا فعليا، ترفع الحافلات التي كانت تنقل المهاجرين من مركز الاستقبال في بريشيفو إلى المجر، منذ مساء الثلاثاء للوحات تشير إلى وجهة جديدة هي مدينة شيد شمال غرب صربيا على بعد بضعة كيلومترات عن كرواتيا. وإذا تمكن المهاجرون من دخول كرواتيا، فسيكون على الراغبين منهم في التوجه إلى شمال أوروبا عبور سلوفينيا. ومعظم المهاجرين الذي وصلوا فجر أمس إلى شيد من السوريين والأفغان من رجال ونساء وأطفال من كل الأعمار. وقد دفعوا 35 يورو لكل منهم للرحلة من بريشيفو إلى شيد، وأعلن رئيس الوزراء الكرواتي زوران ميلانوفيتش أن بلاده تعتزم السماح للاجئين القادمين من صربيا بالعبور. كارتر ودعا الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر ألمانيا إلى أخذ زمام المبادرة في حل أزمة المهاجرين إلى أوروبا وهو وضع شبّهه بتدفق اللاجئين الفيتناميين والكولومبيين إلى الولاياتالمتحدة أثناء رئاسته. وأشار كارتر إلى أن الولاياتالمتحدة استقبلت نحو 12 ألفا من اللاجئين من جنوب شرق آسيا شهريا في أواخر السبعينيات بعد حرب فيتنام، آملا بأن يكون في ذلك قدوة للدول الأخرى. وكان كارتر يتحدث في مؤتمر سنوي في مركز كارتر الذي أسسه في أتلانتا. وقال كارتر -الذي كان رئيسا للولايات المتحدة بين عامي 1977 و1981- عن الاستجابة لآلاف اللاجئين الذين فروا من سوريا التي تمزقها الحرب ويصلون إلى أوروبا: «أرجو أن يكون هناك تجاوب مماثل ربما بقيادة ألمانيا». وأضاف إن الحل النهائي لأزمة المهاجرين مرتبط بإنهاء الحرب في سوريا وحث الولاياتالمتحدة على تكثيف التعاون مع روسيا وإيران لإنهاء الحرب. وطالب كارتر أيضا بتحرك أمريكي أكثر قوة ضد تنظيم داعش. وقال: «لا أؤيد -على الأقل علانية- إرسال قوات برية (إلى سوريا). لكني أعتقد أنه من الممكن أن يكون هناك استطلاع أفضل لعملياتنا للقصف الجوي وتحليل أفضل لما يجري هناك». دعم الولايات الألمانية وفي سياق أزمة المهاجرين، تعتزم الحكومة الاتحادية الألمانية تعزيز دعمها إلى الولايات الألمانية ال16 فيما يتعلق باستقبال وتوزيع عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يدخلون البلاد عبر جنوب أوروبا. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عقب اجتماع استغرق أربع ساعات مع رؤساء وزراء الولايات: «الأمر المهم حاليا هو إطلاق عملية منظمة وشفافة للتعامل مع العدد الكبير للاجئين». وأضافت إن الحكومة الاتحادية توفر 40 ألف مكان للذين وصلوا في البداية. وسيتم إنشاء مراكز توزيع. وتابعت: «هناك حاجة لمثل تلك النقاط المحورية». وأضافت إن البلاد ككل يجب أن توفر دفعة هائلة للتعامل مع الأزمة. تزايد الأعداد وتزايدت أعداد اللاجئين الذين وصلوا إلى الحدود الألمانية-النمساوية مجددا بشكل واضح حتى منتصف الليلة قبل الماضية في اليوم الثاني من فرض الرقابة على الحدود. وذكر متحدث باسم الشرطة الاتحادية في مدينة روزنهايم الواقعة في مقاطعة بافاريا العليا بولاية بافاريا الألمانية أن نحو 3500 لاجئ وصلوا إلى الحدود مع النمسا حتى منتصف ليلة أمس. وأضاف المتحدث إنه تم إلقاء القبض على 13 مهربا للبشر. من جهته، قرر مجلس الوزراء الاتحادي في ألمانيا توسيع نطاق مهمة الجيش الألماني ضد مهرّبي اللاجئين في البحر المتوسط. وتقرر السماح لعدد من جنود الجيش الألماني يصل إلى 950 جنديا باعتراض سفن عصابات تهريب اللاجئين في المستقبل وتدميرها. يشار إلى أن المهمة العسكرية الأوروبية في مكافحة المهربين تتمثل حتى الآن في جمع معلومات وإنقاذ اللاجئين. دمج اللاجئين وتعهّدت وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية يوهانا فانكه بتقديم مساعدة للجامعات في دمج اللاجئين في المنظومة العلمية. وقالت فانكه لصحيفة -دي تسايت الألمانية الأسبوعية التي تصدر الخميس من كل أسبوع-: «نسعى إلى أن تشارك الجامعات في الدمج. وتعتزم الحكومة الاتحادية دعم ذلك». وأضافت وزيرة التعليم الألمانية إن وزارتها قررت حزمة من الإجراءات التي من شأنها تسهيل الالتحاق بالجامعات للاجئين الحاصلين على المؤهلات اللازمة لذلك. ولتحديد المعرفة اللغوية والقدرة الدراسية للاجئين وتقديم الدعم لهم بشكل مبكر، أوضحت فانكه أنه سيتم ترجمة اختبار اللغة إلى لغات اللاجئين كاللغة العربية مثلا بأموال مقدمة من الحكومة. وشددت الوزيرة الألمانية على ضرورة إتاحة إمكانية تأدية الاختبار «بمرونة في مواقع الجامعة المركزية» للاجئين. رفد سوق العمل وفي السياق، رأى رئيس البنك المركزي الألماني أمس أن الهجرة تشكل فرصة للتعويض عن نقص اليد العاملة في ألمانيا، بينما نشر المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية تقديرات لعدد اللاجئين الذين سيصلون إلى سوق العمل. وقال ينس فايدمان رئيس البنك المركزي لصحيفة سوددويتشه تسايتونغ إنه «على ألمانيا بذل جهود كبيرة للسيطرة على تدفق اللاجئين». لكنه أضاف إن «هذه الهجرة تؤمن أيضا فرصا أكبر إذا تمكنا من استيعاب هؤلاء الأشخاص في المجتمع وفي سوق العمل». وتابع فايدمان: «بسبب التطور الديموغرافي، تحتاج ألمانيا إلى يد عاملة إضافية لتتمكن من حماية ازدهارها». من جهته، نشر المعهد الألماني للأبحاث الاقتصادية تقديرات لعدد الواصلين إلى سوق العمل هذه السنة والعام المقبل المرتبطين بتدفق اللاجئين المتوقع. إجراءات الدمج وحذّرت وزيرة الدولة لشؤون الهجرة واللاجئين والاندماج بالحكومة الألمانية أيدان أوزوجوز من اختزال التحديات التي يتم مواجهتها في سياسة اللجوء في مجرد توفير أسرة وموظفين فحسب. وقالت ممثلة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج أمس الأربعاء في العاصمة الألمانية برلين: إنه لابد من التوقف بين حين وآخر، على الرغم من كل المشاكل العاجلة، وطرح السؤال التالي: «ماذا يصنع ذلك لنا، ماذا يصنع ذلك لألمانيا؟» وأشارت إلى أن المجتمع يتكون في هذا الشأن من ثلاث مجموعات، إحداها صغيرة وتتسم بقدر كبير من التطرف والرفض للاجئين، والثانية تضم عددا أكبر من المواطنين الذين يشعرون بقدر كبير من الحماس لقدوم اللاجئين، بينما تقف المجموعة الثالثة في منتصف الطريق بين كلتا المجموعتين، ولا تزال في وضع ترقب جزئيا. وشددت أوزوجوز على ضرورة توفير إجراءات دمج يتم تنسيقها جيدا لطالبي اللجوء وتضم أفقا مستقبلية لهم إلى جانب الإسراع من العمل على إجراءات اللجوء ذاتها. وأبرزت ممثلة الحكومة لشؤون الاندماج الجانب الإيجابي للاستعانة المخطط لها بفرق متحركة من المكتب الاتحادي للهجرة وشؤون اللاجئين في مراكز الاستقبال الأولية للاجئين والمقرر بدؤها اعتبارا من شهر أكتوبر القادم.