أحدث قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السماح بدخول آلاف المهاجرين إلى ألمانيا ممن تقطعت بهم السبل في المجر انشقاقاً أمس بين جناحها المحافظ عندما اتهمها حلفاؤها في بافاريا بأنها بعثت «بإشارة خاطئة تماماً» إلى أوروبا. وتفجَّر الخلاف عندما فتحت النمساوألمانيا حدودهما على مصراعيها أمام آلاف من المهاجرين منهوكي القوى الذين نقلتهم الحكومة اليمينية إلى حدود المجر التي ارتبكت بسبب ضخامة الأعداد وعزوفها عن استقبالهم. وتتوقع ألمانيا تدفقاً قياسياً يصل إلى 800 ألف مهاجر ولاجئ هذا العام وهو ما يمثل حتى الآن أكبر عدد بين دول الاتحاد الأوروبي. وتم تسجيل أكثر من 100 ألف طلب للجوء في شهر أغسطس وحده فيما يجتذب أكبر وأغنى اقتصاد في أوروبا كثيراً من المهاجرين ممن لديهم بالفعل أقارب يعيشون هناك. وقال متحدث باسم الحكومة الألمانية إن ميركل والرئيس المجري فيكتور أوربان اتفقا في اتصال هاتفي على قرار بالسماح للاجئين -ومعظمهم من الفارين من الحرب الأهلية في سوريا- بعبور الحدود وذلك في إجراء مؤقت لدواع إنسانية. لكن يواكيم هيرمان وزير داخلية بافاريا في ألمانيا -الذي يمثل حزبه الاتحاد الاجتماعي المسيحي الشقيق الإقليمي لحزب ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الائتلاف الحاكم بالبلاد- اتهم ميركل بأنها اتخذت قرارها دون التشاور مع الولايات الاتحادية الألمانية التي ستضطر للتعامل مع تدفق اللاجئين. وقالت صحيفة بيلد أم زونتاج الواسعة الانتشار إن هورست شيهوفر رئيس وزراء ولاية بافاريا وزعماء آخرين في حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي اتفقوا خلال مؤتمر على أن الضوء الأخضر الذي صدر من ميركل للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في المجر «قرار خاطئ من جانب الحكومة الاتحادية». وفي فرنسا أظهر استطلاع أمس أن غالبية الشعب الفرنسي يعارض تخفيف القواعد للحصول على صفة لاجئ حتى مع نزول آلاف إلى الشوارع للتعبير عن تضامنهم مع المهاجرين الذين يسعون للجوء في أوروبا. وخرج نحو 8500 شخص في مسيرة بباريس السبت حاملين لافتات كتب عليها «مرحباً باللاجئين» بينما خرجت مظاهرات أخرى في عدة مدن عبر البلاد. لكنَّ استطلاعاً أجرته مؤسسة أودوكسا لصالح صحيفة يومية أظهر أن 55% من ألف شخص شملهم الاستطلاع يعارضون تخفيف القواعد بالنسبة للمهاجرين الذين يطلبون وضع اللاجئ ومن بينهم السوريون الذين يهربون من الحرب. ورأى 33 % أن فرنسا أقل ترحيباً بلاجئي الحرب من ألمانيا التي فتحت أبوابها لعدة مئات من الآلاف من المهاجرين في الشهورالأخيرة بينما يعتقد 44 % أن فرنسا ترحب بالمهاجرين مثلها مثل ألمانيا. وفجَّرت صور الطفل السوري أيلان كردي الذي كان عمره ثلاثة أعوام وحملت الأمواج جثته إلى شاطئ منتجع بوضروم التركي، تعاطفاً وغضباً تجاه ما يعتقد أنه تقاعس من الدول المتقدمة عن مساعدة اللاجئين. وقال رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إن الصور أظهرت ضرورة التحرك العاجل من أوروبا للتعامل مع الأزمة. وقالت صحيفة لوموند في موقعها على الإنترنت السبت نقلاً عن مصادر رفيعة لم تنشر أسماءها، إن فرنسا تدرس الآن الانضمام إلى تحالف ينفذ ضربات جوية ضد تنظيم «داعش» في سوريا. وقال رئيس الوزراء الفرنسي الأسبق والمرشح المحافظ للرئاسة آلان جوبيه إن من المرجح أن يحظى مثل هذا القرار بتأييد سياسي واسع النطاق.