كشف ل "اليوم" مصدر من داخل الأحواز العربية عن إصابة نحو 600 شخص إثر انفجار عبوة من غاز الكلور المضغوط تزن 100 كيلوغرام قام برميها مجهول وسط تجمع سكاني في ساعات متأخرة من مساء الجمعة في بلدة قلعة كنعان التابعة لقضاء كوت عبدالله. وبين المصدر أن عددا من سكان البلدة الواقعة شرق العاصمة الأحوازية (الأحواز) قاموا بنقل المصابين بسياراتهم الخاصة بعد تأخر وصول سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث، ما أدى إلى تدهور حالات بعض المصابين، حيث تحولت إصاباتهم إلى الخطيرة. وقد منعت السلطات الأمنية ذوي المصابين من زيارتهم، إضافة إلى قيامها بمصادرة هواتف ذوي الضحايا المحمولة. وأضاف المصدر أن بلدة قلعة كنعان البالغ عدد سكانها نحو 30 ألف نسمة تعتبر من المناطق الساخنة، حيث تواجه السلطات الأمنية الإيرانية نشاط الأحوازيين بأساليب قمعية. ويوم أمس أعلنت السلطات الإيرانية أنها ألقت القبض على شخص وجهت إليه تهمة تفجير عبوة الغاز، ومساء، كشفت عن أنه من متعاطي المخدرات، ولم يكن في وعيه. في حين أنها لم تكشف عن هويته حسب صحيفة (آفتاب) الإيرانية الصادرة باللغة الفارسية، حيث قامت بنقل الخبر، وقلل البيان الحكومي من عدد المصابين، حيث قال: إن عدد المصابين لا يتعدى مائة شخص. وفي السياق نفسه قال ل "اليوم" هاتفيا، عضو اللجنة التنفيذية لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز سعيد منصور حميدان : إن ما جرى يعد جريمة حرب يعاقب عليها القانون الدولي، والأحوازيون يحملون الاحتلال مسؤولية ما سينتج عن هذه الجريمة التي وصفها بالإجرامية. وأضاف عضو اللجنة التنفيذية الأحوازية أن حالة التكتم والتخبط من جانب الاحتلال - فيما يتعلق بالكشف عن مرتكب الجريمة - تؤكد أن من يقف وراء هذا الفعل الشنيع هم رجال المخابرات العدو بهدف إشاعة حالة من الرعب والذعر بين سكان البلدة التي طالما أبكت الاحتلال وأزلامه. وأوضح سعيد منصور أن المقاومة الوطنية الأحوازية لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الجرائم والأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت، وجرائم الاحتلال لن تمر دون رد. من جهة أخرى، كشف ل «اليوم» مصدر مطلع من داخل الأحواز العربية، عن قيام مقاومين أحوازيين باستهداف دورية للشرطة الإيرانية، فجر السبت، في أحد أحياء مدينة القنيطرة الواقعة شمال الأحواز العاصمة. وقال المصدر في اتصال هاتفي مع "اليوم": "إن أفراداً ًمن المقاومة الشعبية نصبوا كميناً في إحدى الطرق لاستهداف دورية للشرطة الإيرانية"، وأضاف المصدر نفسه، بأن "المقاومون فاجأوا دورية الأمن في تمام الثالثة من، فجر السبت، وقاموا بإطلاق النار باستخدام أسلحة رشاش أصابت أربعة أفراد من الشرطة الإيرانية كانوا في الدورية، في حين أن مصير أفراد الشرطة لم يتم الكشف عنه بعد نقلهم بسيارات إسعاف إلى مستشفى المدينة".وأضاف المصدر بأن العملية استمرت لمدة 10 دقائق طوقت بعدها قوات الأمن الإيرانية المنطقة، وفرضت حالة الطوارئ للبحث عن منفذي العملية الذين لم يصاب منهم أحد، ولم تكشف السلطات الإيرانية عن أي معلومات عن العملية أو عن مصير أفراد الشرطة المستهدفين في محاولة للتقليل من شأن المقاومة حسب تعبير المصدر. وجاءت هذه العملية بعد أيام من عملية نفذتها إحدى كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر، الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يوم الخميس قبل الماضي، حيث قامت الكتيبة باستهداف أنابيب نفط في مدينة أرجان، وقد سبقت العملية بساعات مبكرة من نفس اليوم، عملية أخرى قامت بها المقاومة الأحوازية الشعبية في الأحواز باستهداف مبنى لمركز الشرطة الرئيسي في حي الثورة الواقع غرب العاصمة الأحواز. وفي بيان صادر عن الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز، توعد البيان المحتل الفارسي بالمزيد من العمليات العسكرية ضده. وفي تصريح ل "اليوم"، قال عضو وأمين سر حركة النضال العربي لتحرير الأحواز حبيب أسيود: إن المقاومة الوطنية الأحوازية قد حذرت العدو الفارسي في أوقات سابقة من مغبة سياسة القمع والتنكيل ضد الشعب العربي الأحوازي، ولكن العدو استمر بنفس أسلوبه العدواني، وأضاف أمين سر الحركة بأن ما يحدث اليوم من عمليات هي ردا على الاحتلال الفارسي وما يرتكبه من إجرام في الأحواز. وأكد أسيود، أن المقاومة مستمرة بدفاعها عن الشعب الأحوازي وثرواته وممتلكاته، ولن تقف مكتوفة الأيدي ومتفرجة على ما يقوم به الاحتلال في الأحواز، ودعا الدول العربية إلى اتخاذ موقف أكثر حزماً وصرامة تجاه الدولة الفارسية. وأضاف: إن "كتائب الشهيد محيي الدين آل ناصر الجناح العسكري لحركة النضال العربي لتحرير الأحواز مستمرة في تحديها للعدو الفارسي المتغطرس، وسوف تضاعف عملياتها ضده، وستضربه بيد من حديد"، مذكراً بمسؤولية الدفاع عن الوطن، باعتبارها مسؤولية جماعية تقع على عاتق جميع أبناء الأمة. ذوو الضحايا يتابعون حالاتهم في المستشفى