شهدت المدن الأحوازية تصعيداً في الانتفاضة ضد الاحتلال الفارسي كرد فعل على جرائم الصفويين تجاه العرب السنة من أهل الأحواز، وبالتزامن مع حملة "عاصفة الحزم". وفي المقابل، صعد الكيان الصفوي حالات القتل الجماعي والإعدام خارج القانون ضد الناشطين الأحواز. وعندما تنفّذ الدولة الفارسيّة جريمة الإعدام ضد النشطاء الأحوازيين رمياً بالرصاص، تجبر أسر الشهداء على دفع ثمن الرصاص الذي قتلت به أبناءهم مدّعية أنه من بيت المال، وهو المال الذي تنهبه ممّا تدرّ عليها أرض الأحواز من عائدات ضخمة من نفط وغاز ومعادن ومنتجات فلاحيّة؛ نظراً لخصوبتها ووفرة المياه فيها. حملات اعتقالات وتعذيب غالباً ما تشنّ سلطات الاحتلال الفارسيّة حَمْلة اعتقالات واسعة النطاق تشمل ذوي من تعدمهم وأقاربهم ورفاقهم ونشطاء آخرين، مؤثرين على الشارع الأحوازي، فتخضع المعتقلين للتعذيب النفسي والجسدي وتدير ظهرها لكافة المناشدات المتأتية من المنظمات الحقوقيّة الدوليّة للإفراج عنهم. وأشارت المصادر إلى أن الحكومة الإيرانية وسياستها تعمل على تضييق أبواب الرزق على الشعب الأحوازي، بدلاً من أن توفر لهم الوظائف وحل أزمة البطالة التي وصلت في الأحواز إلى ال50 ٪ بين الشباب؛ الأمر الذي واجهه ناشطون بإطلاق حملة "كلنا_يونس" وما تبعها من انطلاق مظاهرات في عدة مدن أحوازية؛ تنديداً بسياسة الحكومة المتعمدة في تفقير الشعب الأحوازي، قبل تصعيد العمليات المسلحة ضد الاحتلال الإيراني. منع السنة من بناء المساجد وكشف صلاح أبو شريف الأحوازي، الأمين العام للجبهة الديمقراطية الشعبية الأحوازية، ونائب رئيس المنظمة الوطنية لتحرير الأحواز (حزم) أن إيران تمنع وجود أو بناء مساجد خاصة بأهل السنة بشكل مطلق، وأوضح أن من يؤم المصلين في صلاة الجمعة هو نائب ولي الفقيه لديهم، وممثل الاحتلال الصفوي في الأحواز. ونقلت "صحيفة الشرق" عن أبو شريف قوله: إن هناك عدة عوامل ساعدت على احتلال فارس دولة الأحواز إقليمياً ودولياً، وأكد أن طموحات إيران في استعادة إمبراطوريتها التي خسرتها قبل نحو 1400 عام أمام العرب المسلمين، وهو ما شكل عاملاً مهماً في احتلال الأحواز، إضافة إلى الوصول إلى مياه الخليج العربي. مواصلة الجهاد وأكد أن الشعب العربي الأحوازي سيواصل جهاده ونضاله ضد الاحتلال الصفوي وممارساته التي لا تقل بشاعة وإجراماً عن ممارسات إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني. وذكر الموقع الإلكتروني لحركة "النضال العربي لتحرير الأحواز" أن شباناً أحوازيين بدؤوا بالفعل ثورة مسلحة ضد ما وصفوه ب"قوات الاحتلال الفارسي" في المناطق ذات الغالبية العربية شمال غربي إيران. وأفاد موقع "أحوازنا" بأن "المقاومين" استهدفوا مؤخراً مقر المباحث، بالإضافة إلى مركز أمني في مدينة الخفاجية قرب مدينة الأحواز، مشيرين إلى أن حجم الخسائر التي وقعت مجهولة، ولم تفصح الشرطة الإيرانية عنها بعد. وأضاف الموقع أن "المقاومين" أطلقوا النار قبل يومين تجاه مخفر للشرطة في حي "أبوذر" أحد أهم أحياء مدينة الخفاجية. ونقل موقع "أحوازنا" على لسان "الثوار الأحوازيين" قولهم إنه: "في ظل استمرار قوات الاحتلال الفارسي بارتكاب الجرائم ضد الشعب العربي الأحوازي، فإن عمليات المقاومة الوطنية الأحوازية ستتصاعد وتيرتها أكثر من السابق، وستكون قوات الاحتلال الفارسي كافةً في مرمى بنادق الثوار المرابطين في أرض الأحواز الطاهرة". وبثت قناة "أورينت" السورية لقطات مصورة من بعض العمليات المسلحة التي قام بها "الأحواز" خلال الأيام الماضية، التي أعقبت اعتداء الشرطة الإيرانية على مشجعين أحواز عقب حضورهم لمباراة الهلال السعودي، وفولاذ الإيراني، والتي ارتدى فيها "الأحوازيون" اللباس العربي، وشجعوا الفريق السعودي. نداء لإيقاف الجرائم الإيرانية وعادةً ما تتكتم الجهات الأمنية في إيران والمواقع الإخبارية على خسائرها؛ نتيجة المناوشات المستمرة بين قوات الأمن الإيرانية والفصائل البلوشية المسلحة، وعلى رأسها "جيش العدل"، وحركة "أنصار الفرقان". ووجهت جماعات المعارضة نداء استغاثة للعالم الحُرّ، والمنظمات التابعة لمراكز حقوق الإنسان للتدخل العاجل، وإيقاف الجرائم الإيرانية بحق المتظاهرين المسلمين بالأحواز. وأفادت المعارضة بحدوث حالات تسمم تعرض لها العشرات من المتظاهرين؛ نتيجة إطلاق قوات مكافحة الشغب الغازات المسيلة للدموع عليهم في العديد من المناطق. وذكرت "المصادر" أن المصابين بسبب تخوفهم من الاعتقال رفضوا الذهاب إلى المستشفيات.