تعددت فصول معاناة مسلمي «الروهنجيا» في إقليم أراكان، غربي ميانمار (بورما سابقاً)، ما بين التهجير، والاضطهاد، والطمع بالثروات، معاناة أسبابها عرقية ودينية، كما لخصها عبدالله بن سلامة معروف، رئيس المركز الروهنجي العالمي. قال معروف إن البوذيين في اتحاد ميانمار، يقولون إن المسلمين دخلاء، وجاءوا من بنغلادش وهي دولة مجاورة، فيما الأخيرة ترفض ذلك، لأنها بالأصل دولة تُعتبر حديثة حيث استقلت عن باكستان، ولغتها مختلفة. وأضاف: السبب الرئيس للاضطهاد هو التطهير العرقي، وهو ما صرح به الرئيس الأمريكي باراك أوباما، حين زار ميانمار مرتين، وتحدث عن القضية، وعن ضرورة إعادة المواطنة المسلوبة لشعب أراكان المسلم. وتابع: الرهبان البوذيون وبخاصة منظمة 696 التي أُنشئت بدعم من الحكومة لتطهير المسلمين، يصرحون بأنهم لا يريدون أي مسلم على أرض أراكان. وبحسب معروف، تُشكل الثروة الاقتصادية الطبيعية في أراكان، هي الأخرى مطمعاً، حيث الطبيعة والأنهار، وخشب التيك الشهير، والشلالات التي لو تم استثمارها لتوليد الكهرباء ستزود ميانمار كلها بالطاقة، فضلاً عن وجود البترول والغاز الطبيعي، وأشياء كثيرة تريد الحكومة السيطرة عليها. وعن الوضع الحالي في الإقليم، ومأساة الروهنجيا، ذكر معروف، أن 14 حقاً من حقوق الإنسان كلها منتهكة في أراكان، وشعب مُتاجر به، ويُباع في الأسواق، وجعلت الفيضانات التي ضربت الإقليم، المسلمين يعانون، ناهيك عن نسبة الوفيات بين الأطفال والتي تصل إلى 5 يومياً، والمجاعة، ومياه الشرب الملوثة. واستطرد: عندما يعيش نحو 1600 لاجئ في مدرسة بها مرحاض واحد، من الطبيعي أن تنتشر الأوبئة وتفتك بهم. ومضى قائلاً: بسبب هذه المعاناة، الشعب مقهور جداً، هؤلاء ينبغي أن يعيشوا كما غيرهم من البشر، هم أرواح، وليسوا أشباحاً. أما المساعدات التي تقدمها الحكومة لأبناء الروهنجيا، فتذهب سُدى، وفق معروف الذي قال إن المساعدات الدولية التي تأتي إلى ميانمار بعد أن ضربتها الفيضانات الأخيرة (أواخر يوليو الماضي)، تتصرف بها الحكومة، وتوزعها للبوذيين، فيما تُلقي بالمساعدات للمسلمين في أراكان من المروحيات، مما يجعل مادة الأرز تغرق بالمياه، ولا يُستفاد منها. رئيس المركز، اعتبر أن قضية هؤلاء المسلمين ستبقى وصمة عار على جبين المجتمع الدولي، غير أنه لفت إلى أملٍ لدى هؤلاء بغدٍ أفضل. وفي هذا الصدد قال: الأمل يغير مصطلح أكثر الشعوب اضطهاداً، لأكثرها كفاحاً، ويمكن ذلك بالإرادة القوية، ووقوف الأصدقاء، ووسائل الإعلام، لافتا إلى أنه افتتح قبل أيام في إسطنبول بتركيا، جمعية لدعم الروهنجيا، متمنيا دعمها والقيام بالواجب تجاه المسلمين.