صعّدت بنغلاديش من ممارسات الاضطهاد تجاه المستضعفين الروهنجيين بعد أن اعتقلت السلطات هناك عدداً من أعضاء المركز الروهنجي العالمي GRC سافروا قبل أسبوعين إليها لتقديم المساعدات الإنسانية للاجئين الروهنجيين المهجرين من الاضطهاد في ميانمار "بورما".
جاءت هذه الاعتقالات بعد أيام قليلة مما رصده مراقبو وكالة "أراكان" من انتزاع أطباء بوذيين بمستشفى تابع للحكومة المركزية في ميانمار، لأحشاء طفل من أقلية الروهنجيا المسلمين، بالإضافة إلى رصد حالة لانتزاع عين شيخ كهل من تلك الأقلية أيضاً، في تزايد واضح لعمليات التطهير والاضطهاد العرقي تجاه أولئك المستضعفين في بورما وبنغلاديش.
وكشفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مطلع هذا الأسبوع ما لا يقل عن 53 ألف شخص غادروا بنغلاديش وبورما هذا العام على متن قوارب تهريب متجهة إلى تايلاند وماليزيا، ولقي نحو 540 شخصاً منهم حتفه في كل رحلة.
من جهته أصدر المركز الروهنجي العالمي (GRC)، وهو الذراع التنفيذي لاتحاد روهنجيا أراكان (ARU)، والمنبثق عن منظمة التعاون الإسلامي (OIC)، بياناً استنكارياً حول ما وصفه بالافتئات الإعلامي الآثم على (ARU) و(GRC) والعاملين، فيهما بصفتهم الاعتبارية في تمثيل الشعب الروهنجي في العالم.
وكشف البيان عن اعتقال حكومة بنجلاديش لعدد من العاملين في الحقول الإنسانية في مجالات الإغاثة والعون المدني وتعزيز التعليم والصحة، مطالباً بحمايتهم ومن في حكمهم من التوقيف والاستجواب والحبس غير المنطقي، والذي يبنى على بلاغات ومعلومات غير موثوقة، قد يكون من ورائها الحكومة البورمية وعملاؤها؛ لإجهاض مشروع المركز والاتحاد القومي، والإضرار بأنشطتهما المشروعة المعتمدة، ومد يد العدوان إلى مشروعهما المؤسسي.
وأكد البيان أن من يواجه الاعتقال حاليا لدى سلطات الأمن في بنغلاديش من منسوبي المركز، هم من فريق التنسيق للأعمال الإنسانية ولا صلة لهم البتة بأي فكر متشدد، بل هم على النقيض تماما، فهم ممن يسعون لمد يد العون والخير للغير دون النظر إلى خلفياته الثقافية والعرقية.
وشدد البيان على أن إطلاق التهم يمنة ويسرة على العاملين المدنيين في المسالك الإنسانية، وتضييق الخناق عليهم يزيد المنظمات الروهنجية قلقا؛ لما قد يكون له آثاره المدمرة على الأوضاع الإنسانية لشعبهم الذي وصفته الأممالمتحدة بأنه أكثر الأقليات اضطهادا في العالم.
وأدان البيان بشدة الاستهداف المشين لكياني المركز والاتحاد الروهنجي، ومحاولات الزج بهما ضمن منظومات متشددة، مشيراً إلى ما وصلا اإليه من النزاهة والصيت العالمي المرموق بفضل الله تعالى أولا، ثم بفضل شراكاتهما الاستراتيجية في الغايات والأهداف المدنية والإنسانية مع منظمة التعاون الإسلامي والحكومات والمنظمات الصديقة حول العالم، لتحقيق رؤيتهما نحو التكريس للاستقرار والسكينة لشعب الروهنجيا المظلوم، وإعادة حقوق المواطنة والعيش بسلام، وذلك بواسطة البرامج السلمية كخيار أوحد، والعمل الإنساني الهادف بهدف تخفيف وطأة المعاناة عن الروهنجيين في كل مكان.
وأضاف البيان: "إن العالم بأسره يعلم اليوم ما يعانيه شعب الروهنجيا في أركان - بورما من اضطهاد منظم من قبل سلطات بورما لأهداف راديكالية وعنصرية صرفة، ومحاولاتها لحرمان شعب بأكمله من حق العيش في وطنه الأصلي بكرامة كالآخرين، وقد آن الأوان لجميع حكومات العالم ومنظماته الإنسانية والأمنية، أن يقفوا معنا جنبا إلى جنب ويدا بيد، في سبيل إخراج شعبنا من النفق المظلم إلى حيز الأمن والاستقرار وحمايته من المظالم غير المبررة من قتل وتهجير".