كشف مختصون واقتصاديون عن ارتفاع حدة السلوك الاستهلاكي للاسر السعودية بعد مضاعفتها حجم الانفاق الى ان يصل حتى 200 بالمائة خلال مواسم الاعياد الامر الذي يتطلب تفعيل الدور المناط بجمعية حماية المستهلك والتي بدورها تتبنى زيادة الوعي للأسر والتثقيف للمستهلكين بثقافة الادخار المهمة. وأوضح المختصون والاقتصاديون خلال حديثهم ل «اليوم» ان الميزانية الرئيسية للاسرة السعودية خلال فترة العيد تنفق اكثر من 50 بالمائة على الانفاق الاساسي اليومي لها لما تتطلبه تلك المناسبات والأعياد وقد اسهم ذلك الأمر في اتجاه بعض الأسر السعودية إلى قروض بنكية من البنوك التجارية في السوق المحلي. في البداية أوضح الخبير الاقتصادي واستاذ الاقتصاد بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور حبيب الله تركستاني ان إنفاق الأسر السعودية يتضاعف في فترة العيد إلى أن يصل إلى 200% وذلك بسبب السلوك الاستهلاكي المعتاد في الأعياد وتقديم المعايدات من رب الاسرة ولكن من جانب اخر يشكل هذا الإنفاق عبئا اقتصاديا لفترة على الأسر وهو تغطية تكاليف الإنفاق خلال فترة العيد, وننصح باعتدال في الإنفاق وشراء المستلزمات الضرورية فقط والابتعاد عن الإسراف والتبذير وشكر الله وحمده على إتمام صيام وقيام شهر رمضان المبارك. من جهته اوضح الخبير الاقتصادي الدكتور عبدالله المغلوث أن المناسبات الاجتماعية تعد احد العوامل التي تزيد من الإنفاق الاقتصادي على مستوى الأسر السعودية ومن ضمن هذه المناسبات موسم الأعياد التي يصل الى أن تصرف الأسر أكثر من دخلها ليتجاوز أكثر من 50% زيادة على الدخل, وذلك لما تتطلبه تلك المناسبات والأعياد وقد أدى ذلك الأمر إلى اتجاه بعض الأسر إلى اخذ قروض من البنوك التجارية تجاوزت حجم التمويل الاستهلاكي الى 350 مليار ريال بشكل عام, وهذا الإنفاق المبالغ فيه يثقل كاهل الأسر السعودية بعد موسم الأعياد لأنها سوف تتكفل بتغطية مصاريف الإنفاق المبالغ فيها, إذ إن اغلب الأسر ليس لديها ثقافة الادخار وهي تعد ذو أهمية كبرى, اذ يمكن لهذه الثقافة لو استغلت بشكل جيد ونفذت لأنفقت الأسر بشكل معتدل وتم تغطية مصاريف الإنفاق دون اللجوء إلى القروض, حيث ان المجتمع الأوروبي والأمريكي تعد ثقافة الادخار من أهم المميزات التي تميزه. وأفاد المغلوث بأن ثقافة ترشيد الاستهلاك يجب أن تعمم في المجتمع ونصح بأن تستهلك الأسر قدر حاجتها دون النظر نهائيا إلى الشكليات والمجاملات التي تضع عبئا على الأسر اقتصادياً. وبين المغلوث أن اشهر الصيف والأعياد وشهر رمضان المبارك تعتبر من الأشهر التي يرتفع فيها حجم إنفاق الأسر السعودية لما تتمتع به من طقوس معينة مثل السفر في الصيف سواء داخليا أو خارجيا وشراء المستلزمات المعروفة في الأعياد وما يأتي بعد العيد من التجهيز للمدارس وغيرها. وأضاف المغلوث أهمية دور جمعية حماية المستهلك التي بدورها تتبنى زيادة الوعي للأسر والتثقيف للمستهلكين بثقافة الادخار المهمة بالاضافة إلى تشجيع والحث على استهلاك المنتجات الوطنية المحلية لما لها من دور في دعم الاقتصاد الوطني. وأشار المغلوث إلى ان هناك 30% من الأسر السعودية لديها ثقافة الادخار الذي أتمنى أن تنتشر إلى شرائح المجتمع المختلفة مع العلم أن ديننا الحنيف يحثنا على الترشيد والحفاظ على الأموال وعدم التبذير. المناسبات الاجتماعية احد العوامل التي تزيد من الإنفاق الاقتصادي