مع اقتراب العيد.. نقتربُ من ارتفاع درجة حرارة الاستفزاز الشوكولاتي، ستسقط الحمية سقطتها المريعة بعد شهر رمضان المبارك، وستتهاوى الخطوط الحمراء لمعدلات الكاكاو وحبّات الشوكولا الغنية، تلك الحبات الشهية التي تشبه في تأثيرها ذلك الحبيب الوفيّ، الذي ينتظرك في كل الأوقات وأصعبها، يذوب بين يديك، يربّت عليك كلما داهمتك نوبة حزن أو كآبة أو حتى تغيّر سخيف في المزاج. لسوء الحظ فإن الشوكولا ليست فقط ذلك الطعم الذائب والآسر، بل هي كذلك الدهون والسكريات والمواد المتهمة بأنها تساعد على فقد الرشاقة سريعاً، خاصة إن لم تكن تحتوي على نسبة كافية من الكاكاو الخالص، أقصد تلك المخلوطة بالحليب والقشدة والمنكهة بالبندق مثلاً، تماماً كالذي تحتوي عليه تلك العلبة الفاتنة المسمّاة بال «نوتيلا». نعم «النوتيلا» كريمة البندق القابلة للدهن، والتي كادت تتسبّب قبل أيام في أزمة حقيقية بين فرنساوإيطاليا، حين أغضبت وزيرة البيئة الفرنسية «ماري رويال» شركة «فيريرو» الإيطالية التي تصنّع حلوى النوتيلا، وذلك بعدما دعت الفرنسيين إلى الامتناع عن أكلها لأن أحد المكونات الرئيسة التي تدخل في تركيبها هو زيت النخيل، الذي يؤدي استخراجه إلى قطع الأشجار، ثم ارتفاع درجة حرارة العالم وتدمير كوكب الأرض تدريجياً، وهي الدعوة التي تسببت في ردة فعل شديدة للشركة المصنّعة، حسب ما ذكرت صحيفة «ناشيونال بوست». يشار إلى أن فرنسا حاولت من قبل فرض ضريبة بقيمة 300 بالمائة على زيت النخيل، ولكن بعد عام واحد فقط ألغي القانون الذي أطلق عليه اسم «قانون النوتيلا»، بينما انتقدت وزيرة البيئة الايطالية نظيرتها الفرنسية جرّاء تصريحاتها على موقع «تويتر» قائلة «لتترك سيجولين رويال المنتجات الايطالية وشأنها.. وفي المساء سنتناول خبزاً مغمّساً بالنوتيلا». كما أن الوزيرة الفرنسية ذاتها تراجعت عن تصريحاتها وقدمت اعتذارها عن الدعوة التي اطلقتها لمقاطعة «النوتيلا» وذلك لتفادي أزمة دبلوماسية محتملة مع إيطاليا، خاصة حين ظهرت زوجة رئيس الوزراء الإيطالي رداً على تلك التصريحات وهي تتناول شكولاتة «نوتيلا» في المعرض الدولي لمدينة «ميلانو». يعني بالعربي، إلّا «النوتيلا» يا فرنسا، يكفي أننا ودعنا مستر «فيريرو» صاحب الشركة المصنعة الذي غادرنا هذا العام، والذي نشكره على الطعم الحلو الذي أضافه على حياتنا وأمزجتنا، شكراً على هذا الإدمان الشوكلاتي دون أي احساس بتأنيب الضمير، وشكراً على كل الدهون التي تراكمت على أجسادنا بسبب علبته الفاتنة. أتمنى لكم عيداً سعيداً مقدماً، ولا تنسوا أن القوة الحقيقية كما تقول «جوديث فيورست» هي أن تقسم لوح الشوكولاته إلى أربع قطع، ثمّ تتناول منها قطعة واحدة فقط. ماجستير تربية خاصة - مدرب معتمد