أعلنت مفوضية الاتحاد الأوروبي أن دول الاتحاد اتفقت على إعادة نقل وتوطين ستين ألف مهاجر غير نظامي قدموا عبر المتوسط من أفريقيا إلى أوروبا، وسط خلافات بشأن الإلزام بالاستضافة وحصص التوزيع. وقال رئيس المفوضية جان كلود يونكر -في كلمته بالقمة الأوروبية المنعقدة في بروكسل- إن القرار يعتبر جهدا متواضعا بالنسبة لحجم مشكلة المهاجرين غير النظاميين. وأشار إلى أن استغراق قادة الاتحاد ساعات للاتفاق على النظام الذي سيطبقونه يثبت أن أوروبا لا ترقى إلى الطموحات التي تتشدق بها في كل مناسبة، وفق تعبيره. ونص الاتفاق على أن قادة الاتحاد الأوروبي "يمنحون موافقتهم على إعادة توزيع -في غضون عامين- أماكن إقامة أربعين ألف شخص وصلوا إلى إيطاليا واليونان وبحاجة إلى حماية مؤقتة وعلى إعادة تمركز عشرين ألف لاجئ". وقال مصدر أوروبي لم تسمه أن النص لا يجبر الدول الأعضاء على الاستضافة، بعكس ما كانت تريد المفوضية الأوروبية، لكن الصيغة تساوي تعهداً ملزماً. وبحسب معلومات سربت من داخل الاجتماع، اقترحت إسبانيا على الدول الأوروبية آلية لإرجاع المهاجرين إلى أوطانهم. يشار إلى أن انتقادات كثيرة وجهت لسياسة الاتحاد الأوروبي في استقبال المهاجرين غير النظاميين، بعد غرق أكثر من ألفي مهاجر في مياه البحر المتوسط حاولوا الوصول إلى البر الأوروبي. من جهته، وجه رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي انتقادات حادة إلى شركائه من قادة الاتحاد الأوروبي بعد رفضهم حصص توزيع إلزامية للمهاجرين غير الشرعيين وسط انقسامات حول سبل وقف موجات الهجرة الكثيفة إلى شواطئ أوروبا الجنوبية. وكشفت مصادر دبلوماسية عن توتر شديد في عشاء متأخر، في إطار القمة الأوروبية التي انتهت، أمس، ببروكسل، حيث اتهم رينزي المجتمعين بأنهم لا يبالون إلا بمصالحهم الخاصة. وقال للقادة ال27: "إن كانت هذه فكرتكم عن أوروبا، فيمكنكم الاحتفاظ بها لأنفسكم"، على ما كشفت مصادر إيطالية لفرانس برس. وأضاف: "إذا كنتم غير متضامنين، فلا تضيعوا وقتنا"، بحسب المصادر. كما أفاد مصدر أوروبي، أن رئيسي مجلس أوروبا دونالد توسك والمفوضية الأوروبية جان كلود يونكر اختلفا في الاجتماع، الأمر الذي نفاه المسؤولان. وصرح يونكر في مؤتمر صحافي مشترك مع توسك أمس:"لا تصدقوا من يغرد ويسرب المعلومات. عندما نواجه صعوبات نناقشها فيما بيننا". "لكن المهم هو إقرار قادة الاتحاد الأوروبي عدد طالبي اللجوء الذين سيعاد توطينهم عملا باقتراح المفوضية"، حسب قوله. وتابع: "لا يهمني إن تم الأمر بشكل تطوعي أم لا، لأن الأهم هو اتفاقنا على إقرار رقم 60 ألفا". ويونكر هو صاحب اقتراح قبول 40 ألف لاجئ سوري وأريتري سبق أن وصلوا إلى أوروبا، وإعادة توطينهم بموجب نظام إلزامي. كما سيعاد توطين 20 ألف سوري يقيمون حاليا في مخيمات خارج أوروبا، داخل الاتحاد الذي يضم 28 دولة. وأكد توسك، رئيس الوزراء البولندي السابق الذي اقترحت بلاده نظام الحصص، أن "المهاجرين الذين لا يحق لهم بالقانون دخول الاتحاد الأوروبي سيتم ترحيلهم" وسيتم تسريع المفاوضات مع دولهم الأصلية لإعادتهم.