دعا الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، أمس، الأحزاب السياسية، بعد أربعة أيام من الانتكاسة التي مني بها حزبه في الانتخابات، إلى تشكيل حكومة ائتلافية "في أسرع وقت ممكن"، وقال في خطابه العلني الأول منذ الانتخابات التي خسر فيها حزب العدالة والتنمية الأغلبية المطلقة في البرلمان: "على الجميع أن يضعوا مصلحتهم الشخصية جانبا، ويشكلوا حكومة ائتلافية في أسرع وقت ممكن"، وعبر حزب كردي، أمس، استعداده لقبول جميع الخيارات المتعلقة بتشكيل حكومة ائتلافية، على ألا تضم حزب العدالة والتنمية الحاكم، فيما أعلن داود أوغلو، أن حزبه سيبدأ مشاورات مع المعارضة بهدف تشكيل ائتلاف حكومي، مؤكدا أن كل الخيارات مطروحة، وأن حزبه لن يعطي أولوية لتشكيل ما وصفه بائتلاف حكومي مسرحي. وقال اردوغان، إن نتائج الانتخابات "لا تعني بالطبع أن تركيا ستبقى بلا حكومة" وأضاف، إنه يأمل أن تفضل الأحزاب السياسية "الحل بدلا من الأزمة". وأضاف خلال حفل تسليم الشهادات لخريجين أجانب في مقر غرفة التجارة في أنقرة: "لا يمكننا أن نترك تركيا بدون حكومة، بدون رأس (...) من يحرمون تركيا من حكومة سيدفعون ثمن ذلك (...) أدعو كافة التشكيلات السياسية إلى التحرك بهدوء وتحمل مسؤولياتها لكي تتمكن بلادنا من تجاوز هذه الفترة بأقل الأضرار الممكنة". وقال أردوغان: إن نتائج الانتخابات "هي مشيئة الله. على الجميع احترام رغبة الأمة. على الأحزاب السياسية أن تقرأ المشهد السياسي جيدا". من جهته، قال دمرداش، إن زعيم حزب العمال الكردستاني السجين عبد الله أوجلان مستعد لإطلاق دعوة لإلقاء السلاح، وإن عملية السلام مع جماعته يجب أن تسير بخطى أسرع. من جهته، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، إن التاريخ أظهر عدم ملاءمة الحكومات الائتلافية لتركيا لكن حزبه الحاكم مستعد لجميع الاحتمالات. وقال أوغلو خلال اجتماع للمسؤولين المحليين في حزب العدالة والتنمية الحاكم من جميع أنحاء البلاد: "لقد استخدمنا نماذج الحكومات الائتلافية في السبعينيات والتسعينيات كأمثلة لنبرهن أن الائتلافات ليست مناسبة لتركيا وسنتمسك بهذا الموقف." وتابع: "لكن وسط المشهد السياسي الحالي فالحزب الوحيد الذي يمكن أن يقدم حلولا واقعية هو حزب العدالة والتنمية... نحن منفتحون على أي احتمالات في تركيا تستند على التطورات الأخيرة. وأكد داود أوغلو أن حزبه يحترم إرادة الشعب التركي، ولا يلومه على النتائج التي حصل عليها في الانتخابات البرلمانية، مشيرا إلى أن حزبه هو القادر على قيادة ائتلاف حكومي. وبيّن رئيس الوزراء المكلف بتسيير الحكومة أنه سيلتقي كل أحزاب المعارضة، وسيتحدث معهم بكل إخلاص، وأضاف "نحن مستعدون للتحدث عن أي شيء، ومستعدون لإجراء كل الحوارات والمباحثات أمام الرأي العام، شرط ألا تنتهك المبادئ السياسية الرئيسية لحزب العدالة والتنمية". وشدد على أن هذا الحزب وحده يمكنه قيادة تحالف، وأن الناخبين منحوه مسؤولية تشكيل حكومة جديدة رغم خسارته الأغلبية البرلمانية، موضحا أنه إذا تعذر تشكيل حكومة ائتلافية فلا مناص من إجراء انتخابات مبكرة.