وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - رسالة إلى مؤتمر الرياض "من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية"، أكد فيها حرص المملكة على ألا يكون اليمن الشقيق مرتعاً للمنظمات الإرهابية و"سنستمر بتقديم المساعدات الإغاثية"، وذلك في كلمة تلاها في ختام أعمال المؤتمر أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، وجاء فيها: "إننا نحمد المولى سبحانه أن هيأ لكم المشاركة في هذا المؤتمر في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية، استجابة لدعوة فخامة الأخ الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتحت مظلة مجلس التعاون لدول الخليج العربية. إن مؤتمركم هذا يأتي في منعطف تاريخي ليس لليمن الشقيق فحسب بل للمنطقة بأسرها، ولقد قررتم تجشم المخاطر لحضور هذا المؤتمر ممثلين عن الشعب اليمني الشقيق لتحددوا المسار الذى يعبر عن إرادة الشعب اليمني العزيز. وإننا، إذ نهنئكم جميعاً ونهنئ من خلالكم الشعب اليمني الشقيق على ما حققتموه من إنجاز كبير تمثل في مخرجات هذا المؤتمر، لعلى ثقة أن ما أظهرتموه للعالم أجمع من تلاحم وإصرار وتصميم على رسم مستقبل اليمن سيؤتي ثماره بحول الله، لينعم الشعب اليمني الشقيق بالأمن والاستقرار . أيها الإخوة والأخوات .. لا يخفى على الجميع ما توليه المملكة ودول التحالف من حرص كبير واهتمام بالغ بالشأن اليمني الذى يأتي انطلاقاً من العلاقات التاريخية والأخوية التى تربطنا أخوة وأشقاء . لقد جاءت استضافة المملكة لهذا المؤتمر في مرحلة تاريخية وحاسمة والذي اكتسب أهمية بالغة انطلاقاً من كونه يضم مختلف مكونات وأطياف الشعب اليمني الذين التقوا في هذا المكان حاملين معهم آمال الشعب اليمني في التوافق والتصالح لبناء الدولة الحديثة وتدعيم أسس السلام والحوار وتحقيق الأمن والاستقرار في اليمن الشقيق . أيها الإخوة والأخوات .. لقد شرعت المملكة ودول التحالف بالاستجابة الفورية لطلب الحكومة اليمنية الشرعية الممثلة في فخامة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي بإنقاذ اليمن وحماية شعبه وشرعيته وفقاً لمبدأ الدفاع عن النفس لحماية مكتسبات الشعب اليمني وإنجازاته التي تضمنتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل والمدعومة بقرار مجلس الأمن رقم 2216 ، وهو الأمر الذي يأتي في سياق حرصنا واهتمامنا باليمن وسيادته وسلامة أراضيه، والحفاظ على عروبته واستقلاله، وحتى لا يكون مصدراً للتهديد وزعزعة الاستقرار في المنطقة ومرتعاً للمنظمات الإرهابية . وامتداداً لهذا الدور جاءت عملية إعادة الأمل التي نتطلع أن تسهم في تكاتف الأشقاء والأصدقاء في تحقيق الاستقرار تمهيداً لبدء المشروع التنموي في اليمن الشقيق . وحرصاً منا على تحسين أوضاع المقيمين في المملكة بصورة غير نظامية من أبناء اليمن الشقيق فقد أصدرنا أمرنا للجهات المختصة بتصحيح أوضاعهم والسماح لهم بالعمل، وذلك لتخفيف الأعباء عليهم ولتمكينهم من كسب العيش بكرامة بين أهلهم وإخوانهم، كما أننا سنستمر في تقديم المساعدات الإغاثية والإنسانية وتسهيل وصولها إلى الشعب اليمني الشقيق، ووجهنا بتخصيص المبالغ اللازمة لتسهيل عودة الأخوة اليمنيين العالقين إلى ديارهم . إن العالم أجمع يترقب تفعيل نتائج هذا المؤتمر المبارك، فمسؤوليتكم التاريخية والأمانة الملقاة على عواتقكم تحتم عليكم بذل قصارى الجهد لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني الشقيق . وفي الختام، فإننا نؤكد لكم استمرار وقوف المملكة العربية السعودية إلى جانب الشعب اليمني الشقيق، ليستعيد، بإذنه تعالى، موقعه الطبيعي في محيطه العربي. والله أسأل أن يوفقكم ويسدد خطاكم ويحقق لليمن الشقيق الأمن والاستقرار والازدهار". كما ألقى الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي كلمة وصف فيها هذه المناسبة ب "اليوم الاستثنائي" وأكد "نحن ننتصر لشعبنا ولمقاومته الباسلة ولتضحياته العظيمة ولحقه الأصيل في العيش الكريم ". وأعلن أن مداخلات وملاحظات المشاركين كانت على قدر عال من المسؤولية الوطنية،نقلت معاناة الشعب اليمني في الداخل والخارج، مجددًا توجيهه للحكومة بتكثيف جهود الإغاثة الإنسانية بما يخفف من معاناة الشعب في الخارج . وأكد أن ما تم التوصل إليه من قرارات إلزامية في وثيقة الرياض التاريخية سيشكل رافعة مهمة لإنقاذ الوطن واستعادة الدولة وعلى جميع القوى السياسية والاجتماعية أن تلتزم بهذه المقررات وتعمل صادقة وجادة قولاً وعملاً على تنفيذها، محييًا بكل شموخ وعزة المقاومة الصامدة الصادقة التي كانت روحها وتضحياتها حاضرة ومخيمة على أعمال المؤتمر، وقال :" نشد على أيديها بالثبات والتماسك وسنكون معهم دائماً ولا شك لدينا بانتصار إرادة الحق على الباطل وأهله ". وأعرب الرئيس اليمني باسم اليمن قيادة وشعباً عن عظيم الثناء والتقدير والامتنان للمملكة العربية السعودية قيادة وشعبًا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على ما قدمه من دعم، ولدول مجلس التعاون الخليجي ودول التحالف ولكل أحرار العام. وشدد على أن «إعلان الرياض» يعد أحد المرجعيات الأساسية الناظمة لعملية التحول السياسي في اليمن التي سبق وأن أكد عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ووثيقة مخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216، مفيدًا أنه سيتم إيداع هذه الوثيقة في الأممالمتحدة لتضاف لجملة المرجعيات السابقة. وجدد موقف الحكومة اليمنية الداعم لأي جهد دولي والملتزم بالمرجعيات التي أجمع عليها كل اليمنيين، وحظيت برعاية ودعم الإقليم بل والعالم أجمع. وقال: «كنا وما زلنا مع الحوار وجسدنا ذلك في أحلك الظروف ودفعنا وما زلنا ندفع ضريبة قناعتنا بأن الحوار هو الأساس»، مؤكدًا في هذا الصدد أن الأولوية اليوم هي للتنفيذ الفوري لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2216 دون انتقائية ،وعد السير في تنفيذه هو الخطوة الصحيحة في إيجاد أرضية خصبة لحل القضايا كافة. وقال: «لقد قرأت مليشيات الحوثي وصالح الهدنة قراءة غير صحيحة بل وراحوا لأبعد من ذلك، فأوهموا أنفسهم أنها تعبير عن الضعف وتحقق ذلك بوضوح في الانتهاكات المستمرة للهدنة، فاستمروا في القتل والتدمير، ومنع إيصال الإعانات الإغاثية، متناسين البعد الإنساني للهدنة، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن كل قطرة دم بريئة، ولن يسمح لهم مطلقًا بمزيد من أعمال القتل والتدمير، وفي هذا الشأن أثمن مجددًا الدور الحازم الذي تقوم به دول التحالف العربي في مجابهة تلك الخروقات». وقال: إن الحق هو المنتصر وإن الحوثيين لا يشكلون أكثر من 10 % من محافظة صعدة التي يقدر عدد سكانها ب470 ألف، وذلك لا يجب أن يفرض نظرية جديدة، حيث قام الحوثيون بتجنيد الأطفال وإيهامهم بأن الرصاص لن يقتلهم إذا ما ألبسوهم تلك الدروع المزيفة، وأكد: إننا عائدون وسيرتفع العلم الجمهوري، وأن الحق حق والباطل باطل، وإننا منتصرون والعالم والأشقاء والشعب اليمني معكم. وقدم الرئيس اليمني شكره للأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ممثلة بالأمين العام الدكتور عبداللطيف الزياني ومبعوثه الخاص باليمن وبجهود الهيئة الاستشارية لمؤتمر الرياض واللجان العاملة، ولممثل الأمين العام للأمم المتحدة في اليمن وجهود المجموعة الدولية الداعمة للعملية السياسية. وأكد للأشقاء والأصدقاء برغم كل التحديات والصعاب سنمضي بكل جدية وصدق بتوفيق من الله أولًا، ثم إرادة أبناء الشعب اليمني لاستعادة الدولة من قبضة الميليشيات، وبناء اليمن الاتحادي الجديد ليفخر به شعبه ويكون عمقًا وسندًا لأشقائه، وداعمًا لأمن المجتمع الدولي وعاملًا لاستقرار العالم كله. وقال: «إذا كان اليمنيون قديمًا قد بنوا أحد أكثر الحضارات تطورًا وإبهارًا في العالم فإنهم اليوم سيستعيدون دولتهم، وسيبنون وطنًا جديدًا ومصيرًا مشتركًا بعد أن نتخلى عن معاول الهدم وننطلق إلى ورش البناء والتشييد وإعادة الإعمار لكل ما دمره الانقلابيون وهذا هو مؤشر نجاحنا الحقيقي وتلك هي معركتنا الأساسية»، مهنئًا ابناء الشعب اليمني بالذكرى الخامسة والعشرين للوحدة اليمنية. وصادق رئيس الجمهورية اليمنية والمشاركون في ختام أعمال المؤتمر على بيانه الختامي. الرئيس هادي يلقي كلمة المؤتمر شهد حضورا كثيفا من كافة القوى السياسية اليمنية