توقعت شركة جارتنر لأبحاث السوق أن يتجاوز سوق الحوسبة السحابية في المملكة سقف 290 مليون ريال بنهاية العام الجاري، مرتفعاً بنسبة 53.8 % عن العام الماضي. وأشار متخصصون إلى أن المشكلة التي تواجه الشركات تكمن في تقبل فكرة الحوسبة السحابية كبنية تحتية، إضافة إلى سيطرة قطاع الاتصالات على سوق الحوسبة السحابية في المملكة، الأمر الذي يصعب من المنافسة وقد يمنع المستثمرين الصغار من الدخول لهذا السوق الذي لا يزال متواضعا ومتعطشا لعديد من المستثمرين في الوقت ذاته. وقال الرئيس التنفيذي لشركة عرض السحاب للاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله آل مساعد ان سوق الحوسبة السحابية يعتبر سوقا مفتوحا لا يمكن التنبؤ بمن سيكون المستفيد الاكبر في هذا العالم الكبير فالمبدع صاحب الافكار الجديدة والتي تخدم المجتمع سواء على الصعيد الشخصي او التجاري هو من سيكسب الرهان، ولكن هناك امورا لا غنى عنها في سوق الحوسبة السحابية والتي يحتاج اليها كل من يقوم بدخول هذا السوق كمطور للخدمات السحابية واهمها خدمات الانترنت وسرعة الاتصال ومراكز المعلومات والتي تسيطر عليها شركات الاتصالات في المملكة دون منافسة تذكر. وحول حجم الاستفادة من الخدمات السحابية قال آل مساعد «كمطورين لهذه الخدمات يمكن أن اختزل جميع ذلك في أن حجم الاستفادة من هذه الخدمات يأتي بمقابل جيد بالنسبة للاسعار وحجم الانفاق ولكن بشرط وهو تقبل المجتمع على الصعيد الشخصي والتجاري لهذه الخدمات، لاننا وحتى الان نرى ان كثيرا من الشركات والمؤسسات بكل احجامها ما زالت تعتمد الطرق التقليدية في تعاملاتها الالكترونية ويحتاج ذلك الى الوقت لإيصال فكرة هذه الخدمات لنسبة كبيرة منهم، ولكن في الوقت ذاته لا اعني ان جميع هذه الشركات او المؤسسات لا تعي ثقافة خدمات الحوسبة السحابية بل هناك نسبة ولكن الى حد الان تعتبر ضئيلة بالنسبة للسوق السعودي». من جانبه قال المدير العام لمؤسسة أرض السحاب فهد القحطاني «تتنافس شركات الاتصالات لتزويد عملائها بخدمة السحابة العامة، أما شركات العتاد فتقدم خدمات السحابة الخاصة، وشركات البرمجيات تقدم برمجياتها التقليدية كخدمة برسوم ابتدائية زهيدة، هذا يبين ان الشركات الكبيرة سيطرت على سوق الحوسبة السحابية في المملكة منذ نشأته بل وساهمت في تطوير آلياته، وذلك لوجود اقسام البحث والتطوير في هذه الشركات الكبرى التي ساعدتها في التنبؤ بهذا السوق الجديد والمساهمة في تحقيقه، وبسبب سيطرتها على هذا السوق فان رسوم تقديم الخدمات مرتفعة لعدم توافر منافسين جدد مثل المتواجدين لدى الشركات العالمية، كما أن المؤسسات المحلية الصغيرة تحاول بشدة مجاراة الشركات المحلية الكبرى في تقديم خدمة السحابة العامة ولكن بالطبع فان تكاليف انشاء منتج مثل «البنية التحتية كخدمة» مرتفعة جداً ولا يمكن لغالبية المؤسسات الصغيرة تحملها وذلك لضرورة توفر مركز بيانات عالي الأداء يمكن من المنافسة المجدية، إضافة إلى ارتفاع تكاليف اشتراكات الدوائر الخاصة، وخاصة انها مقدمة من شركات الاتصالات التي تقدم نفس خدمة السحابة العامة، اضافة الى أن جميع الفوائد المالية العائدة للمستخدم النهائي من هذا المنتج تتحول لتكاليف على مزودي خدمة «البنية التحتية كخدمة» ولكن يمكن تغطيتها عند الوصول الى حجم عملاء أكبر، أما بالنسبة لخدمات السحابة العامة الأخرى مثل المنصة كخدمة والبرمجيات كخدمة وخدمة السحابة الخاصة فيمكن منافسة الشركات الكبرى، وذلك لعدم وجوب توافر مركز بيانات عالي الأداء لتقديم هذه الخدمة، بل تعتمد على خدمات تحويل مراكز البيانات الى سحابة خاصة أو بناء سحابة خاصة جديدة وخدمات الادارة والتموين والصيانة والتشغيل». وحول فارق التكاليف في تطبيق الحوسبة السحابية للشركات مقارنة بالتقنيات التقليدية قال القحطاني «الأسعار المعروضة لخدمات الحوسبة السحابية مجدية تماماً للمستخدم النهائي، اضافة الى احتمالية الاستغناء عن تكاليف قسم تقنية المعلومات بالكامل من خلال التعهيد لمزودي الخدمة بتولي ادارة السحابة وحمايتها، وهنا يمكن للشركات التركيز على تخصصها الاساسي فتكون الاصول التقنية هي حواسيب شخصية واشتراك في خدمة انترنت فقط». وفي سياق متصل أشارت «IDC» إلى أن سوق الاستعانة بخدمات المصادر الخارجية والخدمات الإدارة وخدمات مراكز المعلومات في المملكة يتوقع أن يصل إلى إجمالي 570 مليون دولار بنهاية العام الجاري وسينمو بمعدل سنوي يبلغ 16.2 % نتيجة لتزايد الإنفاق على الاستعانة بمصادر خارجية لتوفير خدمات الشبكات وسطح المكتب، وخدمات استضافة البنى التحتية، وسيسجل سوق خدمات الحوسبة السحابية بشكل خاص أداءً قوياً نتيجة لتزايد نضج سوق الاتصالات وتقنية المعلومات في المملكة والزيادة في عدد الشركات التي تستفيد من خدمات الحوسبة السحابية، كما أن سوق الحوسبة السحابية العامة في المملكة سينمو بمعدل نمو سنوي مركب 40.37 % حتى العام 2018، بينما يتوقع أن تنمو خدمات الحوسبة السحابية الخاصة بمعدل 40.7 % وخدمات الحوسبة السحابية الخاصة الافتراضية بمعدل 67.7 % خلال الفترة نفسها.