كشف خبراء عاملون من مجال الحوسبة السحابية في المملكة عن توجه الشركات لتطبيق خدمات التخزين السحابي في بنياتها التحتية لتوفير تكاليف البنى التحتية وزيادة إنتاجية الشركات، وتوفير خدمات الدخول إلى أنظمة المعلومات من أي مكان باستخدام الاتصال بشبكات الإنترنت، إلا أنهم أكدوا أن استقرار شبكة الإنترنت في المملكة يقف كأكبر المعوقات لتطبيقها. وأشار عبدالغفور الشيخ المدير العام لشركة تقنية معلومات إلى أن السبب الرئيسي الذي يدفع الشركات لتطبيق خدمات الحوسبة السحابية هو توفير تكاليف البنية التحتية خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة والتي قد تصل إلى 70 بالمائة سنوياً، أما بالنسبة للشركات الكبيرة فقد تكون مكلفة أكثر في حال استخدام الخوادم من شركات خارجية. خدمات الانترنت تحتاج إلى وقت كي تتحسن بالنسبة لقطاع الأعمال وهي غير مستقرة وتكاليفها مرتفعة وقد يكون ذلك من أهم المعوقات كون أن تطبيق الحوسبة السحابية مرهون باستقرار الإنترنت. وأكد الشيخ أن أهم المعوقات التي تواجهها الشركات قبل تطبيق خدمات الحوسبة السحابية في أنظمتها هي أن البنية التحتية وسرعة الانترنت تلعب دوراً مهماً في سرعة تنقل المعلومات وهذا عائق كبير لأن الوقت يساوي المال بالنسبة لقطاع الأعمال في العالم، إضافة إلى وجود شركات تقدم الخدمة وضمان استمرارية هذه الشركات أحد المعوقات الرئيسية, مما يشكل عائقاً آخر لأنه كما يعلم الكثيرون أن هناك كثيراً من الشركات في مجال تقنية المعلومات في السوق السعودي أغلقت أبوابها.
وقال: « للأسف، خدمات الانترنت تحتاج إلى وقت كي تتحسن بالنسبة لقطاع الأعمال وهي غير مستقرة حتى الآن إضافة إلى تكاليفها المرتفعة، وقد يكون ذلك من أهم المعوقات كون أن تطبيق الحوسبة السحابية مرهون باستقرار الإنترنت لكن هذا التوفير يكون على المدى القريب وليس على المدى البعيد». وأضاف « هناك الكثير من الشركات الكبيرة تخشى تخزين معلوماتها على خوادم خارجية خوفاً على أمن سرية المعلومات، وهذا العامل قد يسبب عائقاً لاستخدام التقنية السحابية بالمملكة». ومن جانبه، قال حسام المدني مدير عام شركة للتقنية « إن تكلفة البنية التحتية لقطاع الاتصالات تعتبر مرتفعة لخدمات الإنترنت، إضافة إلى غياب الوعي بمفهوم التقنيات السحابية في المملكة، وهذه من المؤشرات التي قد تعوق نسبة نمو واعتماد خدمات الحوسبة السحابية، ومن أسباب تحول الشركات من خدمات تقنية المعلومات التقليدية الى خدمات التقنيات السحابية هي توفير مالي في مصاريف ادارة وصيانة قطاع تقنية المعلومات إضافة إلى ارتفاع نسبة الحماية وسهولة الوصول، وسهولة تبني واستخدام تطبيقات برمجية في المحاسبة وإدارة الموارد وتحليل البيانات بمرونة عالية عبر الخدمات السحابية». وأشار إلى أن خدمات الإنترنت لقطاع الأعمال شهدت تطورا كبيرا في الأعوام الماضية، إلا أنه مازال أمامه الكثير من الفرص لتحسين سرعة الخدمة المقدمة وجودة أدائها وتوفير دعم تقني وخدمة عملاء أفضل بأسعار أقل، وبتوفر هذه العوامل سيتجنب كثير من رجال وسيدات الأعمال، خصوصا في الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى التحول من خدمات تقنيات المعلومات التقليدية الى الحوسبة السحابية. وأكد المدني أن قلة الوعي بقطاع خدمات التقنيات السحابية وعدم توافر عدد كاف من مقدمي الخدمات هما من الأسباب المهمة التي تعيق انتشار الخدمة، كما أن هناك اعتقادا سائدا عند العديد من رجال الأعمال أن الحفاظ على بيانات شركاتهم في خوادم خاصة مرتبطة بالشبكة داخل الشركة يحافظ على سريتها وخصوصيتها بنسبة أكبر من تواجدها في خوادم سحابية، وهذا الاعتقاد خاطئ لأن نسبة تعرض الخوادم المرتبطة بالإنترنت لعمليات هجوم وفايروسات أكبر وقدرتها على مواجهة هذه الخدمات أقل بكثير من قدرة الخدمات المقدمة من شركات كبيرة في قطاع التقنيات السحابية وبتكلفة أقل. وقد أظهر استطلاع أجرته «إي.إم.سي» أن الشركات تتطلع على نحو متزايد إلى الحوسبة السحابية لمساعدتها في تطوير أعمالها، حيث ذكر 57 في المائة منها أنها تعتبرها كأولوية بالنسبة إلى مؤسستها، كما يعتقد 75 في المائة من المؤسسات في جميع القطاعات أن بنية الحوسبة السحابية ستحل محل البنى التحتية التقليدية لتقنية المعلومات خلال السنوات الثلاث القادمة، وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 84 بالمائة في قطاع الاتصالات، ويبدو واضحاً من هذا الاستطلاع أن الحوسبة السحابية تلعب دوراً حاسماً في مساعدة الشركات على تحويل عملياتها التجارية.
وأظهر الاستطلاع أن هناك وعيا متزايدا بأن ظهور الحوسبة السحابية وتحليلات البيانات الكبيرة اللذين يعتبران من أكثر التقنيات التطويرية في هذا العقد، سيؤدي إلى ظهور وظائف جديدة داخل أقسام تقنية المعلومات، كما ذكرت أكثر من 77 في المائة من الشركات أنها تعتقد أن الحوسبة السحابية ستخلق وظائف ومسؤوليات جديدة لموظفي تقنية المعلومات خلال السنوات الثلاث المقبلة. وأشار أن 63 بالمائة منها الى أن البيانات الكبيرة ستقوم بالشيء نفسه، وسوف يشمل ذلك وظائف مهمة مثل مهندس السحب وعلماء البيانات. ويذكر أن الشركات في السعودية على ثقة من جهوزيتها لاستيعاب هذا المشهد المتغير، حيث أشار 80 بالمائة من الشركات أنها واثقة من أن مؤسسة تقنية المعلومات الخاصة بها تملك حالياً المهارات والمعرفة الكافية لتحقيق أولوياتها المرتبطة بتقنية المعلومات بنجاح.