وضع علي بادغيش الرئيس الذهبي السابق لنادي القادسية وعضو شرفه الفعال خارطة طريق لتثبيت الفريق الكروي الصاعد هذا الموسم في دوري جميل، وقطع الطريق على معادلة (طالع نازل) التي كانت عنوانا لقدم القادسية في العقد الأخير.وقال بادغيش في تصريح مطول ل «الميدان»: «علينا في البداية أن نعترف بأن محافظة الخبر أرض ولادة للنجوم، ومعينها لا ينضب في تفريخ المواهب، وهذه المعادلة تؤكدها الأرقام والإحصائيات بعدد النجوم المنتقلين من القادسية للأندية الكبيرة، ووصولهم للمنتخبات، بل وقوة تأثيرهم على المنتخبات، والفرق الكبيرة في المستويات والنتائج». واستعرض الرئيس الذهبي للقادسية، العديد من الأسماء التي قدمها القادسية للكرة السعودية، وانتقلت للأندية الكبيرة في مقدمتهم: ياسر القحطاني وسعود كريري وسعيد الودعاني وياسر الشهراني وصالح العمري ومحمد السهلاوي وخالد الغامدي وحكمي وغيرهم الكثير، مشيرا إلى أن الانتقالات في عصر الاحتراف أمر عادي، شريطة أن يستفيد النادي من المردود المالي بطريقة مثالية تضمن له استمرارية التفوق.وأضاف: «مشكلة القادسية فيما مضى أنها روجت وسوقت لانتقالات لاعبيها بشكل جيد، ولكن الخطأ عدم الاستفادة من المردود المالي الكبير الذي دخل خزينة النادي، مما نتج عنه انهيار الفريق وهبوطه للأولى مرة أخرى، وتكرر هذا السناريو كثيرا للأسف الشديد، دون أن يجد القائمون على القادسية الحلول الناجعة لهذه العملية المستمرة التي يجب أن تُقنن أولا، وإذا حدث تكرار سيناريو لانتقال لاعب أو أكثر لسبب أو لآخر، يجب أن تستثمر المبالغ العائدة من ذلك الانتقال في الفريق من عدة أوجه، بمعنى أنه لا يُسمح لذلك الانتقال بإدخال الضعف الفني على خارطة الفريق. وشدّد بادغيش على أن الانتقال في عالم الاحتراف وارد، خصوصا عندما يصرّ اللاعب على الانتقال، ولم يتبق من عقده إلا مدة قليلة، فإذا أصرت إدارة النادي على عدم الانتقال فإنها ستخسر اللاعب وقيمة انتقاله؛ لأنه فيما بعد سينتقل «ببلاش»، والشواهد كثيرة والمقام لا يتسع لذكرها. وأكّد رئيس القادسية الأسبق، علي بادغيش أن إدارة القادسية الحالية واعية لمثل هذه الأمور وهي محترفة، وأغلب لاعبي الفريق صغار في السن، وارتباطهم مع الفريق لا يقل عن ثلاث وأربع سنوات، وهي سياسة ممتازة للحفاظ على المواهب وتدعيم صفوف الفريق وتقويته والاعتماد على الضخ من الفئات السنية، وهي طريقة ايجابية ولا تؤدي إلى الهدر المالي، بالاعتماد على التعاقدات مع نجوم ولاعبين من خارج أسوار النادي. وحول الخارطة التي تحدث عنها لضمان بقاء القادسية في دوري جميل وعدم تكرار مسلسل الصعود والهبوط، قال: «الخبر مدينة تجارية، بها الكثير من العوائل التي تمتلك شركات كبرى، ليس فقط على مستوى المنطقة الشرقية، بل على مستوى المملكة والخليج، والجميع يعرف أن كرة القدم أصبحت حاليا محطة كبيرة للإعلان والتسويق، لذلك فإن القادسية من الممكن أن يكون النادي رقم واحد في المملكة، من حيث الرعاية والموارد المالية لو تعاونت معه الشركات والمؤسسات الكبرى المتواجدة في الخبر بتوقيع عقود الرعاية مع النادي، لاسيما وأن هذه الشركات والمؤسسات ورجال الأعمال سيسوقون لأعمالهم وتجارتهم من خلال النقل التليفزيوني وقمصان اللاعبين. باختصار، فإن الوضع الحالي يختلف عن أيام زمان، فالقضية أصبحت مصلحة مشتركة، بعكس الماضي الذي كان فيه رجل الأعمال والشركات بمثابة بقرة حلوب للأندية دون أن يكون هناك مردود مالي لها.وشدد باغيش على أن مدينة الخبر مهيأة للقيام بهذا الدور على أكمل وجه، خصوصا وأن الشركات والمؤسسات وأسماء العوائل التجارية بها كثيرة، وتحقيق هذا الهدف، وأعني به أن يكون نادي القادسية من أكثر الأندية السعودية دخلا، ليس ببعيد ولا بمستحيل، بل هو هدف في متناول اليد، إذا أراد من أحب الخبر أن يكون ناديها في الطليعة.وتساءل بادغيش: لماذا نجعل إدارة القادسية تضطر لبيع عقود لاعبيها من أجل المادة؟ والخبر مدينة تجارية تستطيع أن تدعم ناديها بدون مشقة أو عناء، ولا أريد هنا أن أعلن عن عدد الشركات والمؤسسات التي يمتلكها أبناء الخبر في الخبر وليس خارجها، فالعدد مهول جدا، ولو كل شركة قدمت للنادي مليون ريال سنويا مقابل الإعلان والتسويق لها في كل مشاريع النادي، لأصبح نادي القادسية من أغنى الأندية السعودية. وطالب بادغيش أبناء الخبر، أن يفكروا مليا بمشروع القادسية، فهو مهيأ ليكون نموذجا في الجانب المالي، شريطة أن تكون هناك نتائج ايجابية تظهر في دوري جميل من قبل الفريق الكروي الذي كان يوما ما بطلا لقارة آسيا في بطولة كأس الكؤوس للأندية. وفي موضوع آخر، شكك بادغيش أن تطل المشاكل من جديد على سور القادسية، مؤكدا أن إدارة النادي الحالية نجحت بشكل كبير في تخفيف وطأة الاختلافات، وساهمت في لمّ الشمل، والمطلوب من الجميع دعمها والوقوف معها. وهذه الوقفة لا تتم بالدعم المعنوي فقط، بل أيضا بالدعم المادي الذي سيعود على رجل الأعمال أو الشركات بالمردود الإعلاني.واختتم بادغيش حديثه، ل «الميدان» بالإشارة إلى جانب مهم -حسب رأيه- وهو أن إدارة القادسية الحالية عملت على تفوق جميع الألعاب وليس فقط كرة القدم، مبينا أن هناك ألقابا في الألعاب الفردية مثل الجودو ولعبة كرة الماء وغيرهم من الألعاب المختلفة والفردية سجلت فيها القادسية إنجازات على المستوى المحلي والخارجي، ما يجعل الجميع متفائلا بأن الإدارة الحالية تعمل من أجل القادسية والخبر فقط، بعيدا عن البهرجة الإعلامية.