بحر متلاطم من الأمواج .. وساحة تستعر فيها الخلافات .. ومحطة ضجيج يعلو فيها الصراخ .. لم تعرف الهدوء منذ وقت طويل .. تتحول فيها الحبة إلى قبة كما يقولون .. !! هي القادسية التي تقطن في أجمل مدن الخليج وأكثرها تنظيما ونظافة .. هي القادسية التي أصبحت أكثر الأندية بيعا لعقود النجوم .. والأكثر دخلا ما بين الأندية حتى أنها نافست رجال الأعمال بالخبر من كثرة الملايين التي تتداول في الإعلام عن صفقات بني قادس ..!! لا أعرف السر وراء قوقعة أجمل الأندية السعودية أناقة في بحيرة المشاكل .. والتي غرق فيها القادسية برجاله كبارهم وصغارهم .. تاجرهم وفقيرهم .. حتى تخلى الكبار عن ناديهم فلم نسمع بأسمائهم في المشهد الحالي .. الذي لعب فيه الممثلون الصغار على خشبة المسرح دور الكمبارس ولم ينجحوا في تأدية دور البطولة ( لأن فاقد الشيء لا يعطيه ) ..!! طوال الفترة الماضية لم يجد أبناء قادس النص المناسب لهم .. بل أصبح نصهم ودورهم تماما كما هي نصوص ومسلسلات الخليج العربي في رمضان .. كوميديا فاقدة للهدف والفائدة .. وتهريج للضحك ليس إلا .. والفرق بينهما أن مسلسلات الخليج تنتهي بنهاية الشهر الفضيل .. ومسلسلات القادسية مستمر عرضها طوال الموسم ..! مل الجمهور من مسرحية القادسية .. وابتعد المحبون الذين عشقوا ناديهم .. وحفروا بالصخر حتى أصبح لكيانهم قصة جميلة في الكرة السعودية ..!! نعم نعترف أن الماضي لقادسية الخبر كان محطة للصراع بين الكبير أحمد الزامل والذهبي علي بادغيش .. وكل جناح يزخر بكفاءات وكوادر إدارية ناجحة أمثال الصوفي والمهيزعي والياقوت وغيرهم .. ولكن كانت لعبتهم لعبة الكبار .. وتنافسهم لتقديم الأفضل .. والبذل المالي في صراعهما وصل للمدى البعيد .. وذلك قبل موجة الملايين التي دخلت خزينة النادي .. بمعنى أن صراع الكبار بدون أموال من بيع عقود النجوم وصلوا للقمة ..!! بصراحة أكثر .. كان صراع القادسية في الماضي جميلا لأنه يخلق المنافسة بين الموالاة والمعارضة في تبادل الأدوار .. المعارضة تشتد في الانتقاد .. والموالاة يصححون ويبدعون وينجحون .. والحق يقال كان بادغيش ومجموعته قمة في النجاح في لعبة كرة القدم .. والزامل ومجموعته قمة في النجاح في الألعاب المختلفة والأنشطة الثقافية والاجتماعية ..!! أذكر في ذلك الزمن الجميل للقادسية .. وفي أوج الصراع بين قطبي الخبر في الرياضة الزامل وبادغيش .. أن الأخير كان رئيسا للنادي .. وأن مجموعة الزامل ومن معه الياقوت والقرون والعلي يديرون بالخفاء ألعاب السلة واليد وألعاب القوى وغيرها وكان باغيش يعلم ذلك جيدا .. لكنه يتجاهل الأمر والتصادم لأنه يعلم أن خصمه أكفأ منه في إدارة الألعاب المختلفة .. وأن النهاية ستكون لمصلحة ألعاب ناديه .. ألم أقل لكم أن كبار القادسية أجادوا قراءة النص وفهمه وتقديمه بشكل جيد على مسرح القادسية .. ولكن هذه المرة بدور البطولة وليس بدور الكمبارس .. !! في القادسية أشياء كثيرة تغيرت .. حتى اللاعبين في الساحة القدساوية على المستوى الإداري في السنوات الأخيرة لم يسبحوا في بحر الخبر ..ولم يلعبوا بالقرب من ( فرضة ) الخبر .. ولم يترعرعوا في حارات المدينة الجميلة .. ولم يرموا حقائب مدارسهم في المرحلة الابتدائية وقت الظهيرة ليذهبوا لناديهم للعب والتشجيع .. لذلك لا غرابة أن يصل هذا النادي لما وصل إليه في الوقت الراهن ..!! أعيدوا لنا أيها القدساويون صراعكم القديم .. لكن بنكهة الكبار .. بنكهة رئاسة بادغيش في الوقت الذي يذهب فيه معارضيه الزامل والياقوت والقرون والعلي لحواري وأندية الظل في الإحساء لجلب النجوم للفريق الأول لكرة القدم لدعم بادغيش .. والأسماء كثيرة لا يتسع المقام لذكرها .. وهذه الأسماء ساهمت في تحقيق الإنجازات في عهد إدارة بادغيش .. إنها لغة الكبار ..!! أيها القدساويون أعيدوا لنا ذلك التاريخ .. أعيدوا لنا صراع الموالاة والمعارضة بنكهة ( الزامل وبادغيش ) ..!! اليوم الجمعية العمومية لقادسية الخبر .. أيها الكبار احضروا لدعم هذا النادي معنويا .. لا تتركوه يغرق ..!!