اتفقت الرئاسات العراقية الثلاث (رئاسات الجمهورية والحكومة والبرلمان) على توحيد الخطاب الوطني، ووضع خطط عملية لإنجاز المصالحة الوطنية في العراق بمدة زمنية ملموسة. وقالت رئاسة الجمهورية العراقية في بيان أمس: إن "الرئاسات الثلاث عقدت في بغداد اجتماعًا بحضور رئيس مجلس القضاء الأعلى ونواب رئيس الجمهورية تم خلاله استعراض مجمل التطورات السياسية والأمنية". واتفق خلال الاجتماع على ضرورة وضع خطط عملية لإنجاز المصالحة الوطنية ضمن مدة زمنية ملموسة، واستكمال الاستعدادات اللازمة للنجاح في دحر الإرهاب، ووضع خطط كفيلة بتسليح مقاتلي محافظتي نينوى والأنبار في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي. وحثت رئاسة الجمهورية العراقية أجهزة الإعلام على لعب دور مسؤول بما يخدم تعضيد الوحدة الوطنية، محذرةً من الدعايات المغرضة من بعض الأجهزة الإعلامية وبعض وسائل التواصل الاجتماعي التي تهدف إلى إضعاف الحالة النفسية لأفراد قواتها المسلحة وتحريض العراقيين على النزوح من ديارهم. وأشارت الرئاسات الثلاث إلى أهمية عودة النازحين إلى مناطقهم الأصلية ليسهموا في تحسين أمن مدنهم. ميدانيا، عثرت قوة أمنية على جثث ثلاث رجال مجهولي الهوية قضوا رميًا بالرصاص، ملقاة خلف علوة الرشيد لبيع الخضار بمنطقة الدورة جنوبيبغداد، وقال مصدر أمني: إن آثار طلقات نارية في الرأس والصدر وجدت على الجثث. وأضاف: إن شرطيًا قتل فيما أصيب ثلاثة آخرون بجروح؛ إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم بمنطقة الدورة جنوبيبغداد، فيما سقط 11 شخصاً بين قتيل وجريح في انفجار سيارة مفخخة في منطقة البياع جنوب غربي العاصمة. كما أعلن مصدر أمني مقتل سبعة عراقيين في حوادث متفرقة شهدتها محافظة صلاح الدين شمال بغداد. وقال لوكالة الأنباء الألمانية: إن ضابطا برتبة عقيد ورجل شرطة قتلا اليوم الاثنين في هجوم شنه عناصر من تنظيم داعش على قرية المزرعة جنوبي بيجي (200 كم شمال بغداد). وأضاف المصدر: إن أربعة أفراد من عشيرة خزرج قتلوا ايضا في هجوم لمسلحين على قرية الشباب جنوب شرقي الدجيل (70 كم شمال بغداد)، فيما قتل شخص واختطف أربعة من النازحين في حي الطين بقضاء طوز خورماتو (170 كم شمال بغداد). في هذه الأثناء، ذكرت الشرطة أن قواتها وبمشاركة رجال العشائر وطيران الجيش العراقي صدت هجوما لتنظيم داعش للسيطرة على مركز شرطة الجزيرة شمالي الرمادي مركز محافظة الانبار (118 كم غرب بغداد). وقالت لوكالة الأنباء الألمانية: إن تنظيم داعش نفذ أمس هجوما للسيطرة على مركز شرطة منطقة الجزيرة شمالي الرمادي، وان قوات الشرطة تساندها قوات أبناء العشائر وطيران الجيش العراقي صدت الهجوم، مشيرا الى مقتل 14 مسلحا وتدمير ثلاث عجلات دفع رباعي وهروب الآخرين. وقد قتل 30 عنصرا من الشرطة العراقية خلال اسبوع من المعارك مع تنظيم داعش في مدينة الرمادي ومحيطها في محافظة الانبار (غرب) التي يسيطر التنظيم على اجزاء واسعة منها، بحسب ما افاد مسؤول امني. وقال قائد شرطة الانبار اللواء الركن كاظم محمد الفهداوي لوكالة فرانس برس: "قتل 30 شرطيا وأصيب مائة آخرون (...) خلال المواجهات التي وقعت بين قواتنا وتنظيم داعش خلال الفترة من 18 الى 25 نيسان/ابريل". ويسيطر التنظيم المتطرف على اجزاء من الرمادي، مركز محافظة الانبار، منذ مطلع العام 2014، قبل اشهر من هجومه الكاسح في العراق في حزيران/يونيو، الذي أتاح له السيطرة على مناطق واسعة من البلاد. وكثف التنظيم الدموي خلال الاسبوعين الماضيين هجماته في الرمادي، إضافة إلى شن هجمات أخرى في المحافظة الحدودية مع الأردن وسوريا. وكان من ابرز هذه الهجمات، ثلاثة تفجيرات انتحارية عند معبر طريبيل الحدودي مع الاردن السبت، أدت بحسب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، الى مقتل سبعة اشخاص. كما اعلن العبيدي في مؤتمر صحافي الاحد مقتل 13 عسكريا، بينهم ضابطان كبيران، في هجوم للتنظيم على سد صغير يعرف باسم ناظم التقسيم شرق الرمادي. وأثار هذا الهجوم ضجة واسعة في العراق، إذ تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي انباء عن وقوع "مجزرة" بحق الجنود، متحدثين عن مقتل قرابة 140 في منطقة ناظم الثرثار، مطالبين بمحاسبة وزير الدفاع. إلا أن العبيدي نفى هذه التقارير الاحد، مؤكدا ان الحصيلة هي 13 عسكريا فقط، ومشيرا الى ان الهجوم وقع عند ناظم التقسيم الواقع على مسافة نحو 30 كلم الى الجنوب من ناظم الثرثار. وشدد على ان هذا الاخير لم يتعرض لأي هجوم من تنظيم داعش. وتخوض قوات الجيش والشرطة الاتحادية ومقاتلون من أبناء العشائر السنية مواجهات في مناطق متفرقة في الانبار، كبرى محافظات البلاد. ووسع التنظيم سيطرته خلال الأشهر الماضية في المحافظة رغم الضربات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن.