قال محافظ صلاح الدين رائد الجبوري: إن عزت الدوري -أبرز شخصيات نظام الرئيس الأسبق صدام حسين التي لم يتم القبض عليها- قتل في عملية عسكرية أمس. وقالت السلطات العراقية: إنها تتحقق مما اذا كانت جثة شخص قتل في معارك مع القوات الامنية، تعود الى الدوري، بحسب ما افاد مسؤولون الجمعة. في المقابل نفى حزب البعث المنحل نبأ مقتل الدوري الأمين العام للحزب. وسبق أن أعلنت وفاة الدوري مرات عدة في الاعوام الماضية، إلا أن الرجل -الذي أدرج اسمه على لائحة اكثر مسؤولي النظام السابق المطلوبين للولايات المتحدةالأمريكية- غالبا ما كان يعاود الظهور من خلال رسائل صوتية او اشرطة. وكان محافظ صلاح الدين قد صرح في مقابلة سابقة مع قناة "العربية" أن "السلطات العراقية قضت على عزة ابراهيم الدوري الجمعة في منطقة حمرين القريبة من منطقة العلم، مؤكدا أن عملية التعرف على الجثة جارية من خلال فحص "DNA"، لكن الصور كافية لتؤكد أن عزة الدوري قد مات". وبحسب رئيس مجلس محافظة صلاح الدين احمد الكريم ان "إحدى جثث القتلى الذين عثر عليهم في جبال حمرين كانت تحمل ملامح الدوري"، لا سيما الشعر الاصهب اللون. وأضاف: "في الساعات القادمة سيتم إثبات هوية الجثة؛ كون الملامح تعود الى الدوري، لكننا حتى اللحظة غير متأكدين من هويتها بشكل نهائي". وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا قيل انها لجثة الدوري. وتحمل الجثة بعض الشبه مع المسؤول السابق، لا سيما لون الشعر، الا انها ذات لحية كثيفة بدلا من الشاربين المشذبين اللذين كان يعرف بهما نائب الرئيس السابق. ويرجح أن "جيش رجال الطريقة النقشبندية" الذي يتزعمه الدوري شارك في الهجوم الكاسح الذي قاده تنظيم داعش في العراق في يونيو الماضي، وأتاح له السيطرة على مناطق واسعة من شمال البلاد وغربها، الا ان التفاصيل عن دور هذا الجيش ومجموعات اخرى يعتقد انها ادت دورا في الهجوم، انعدم منذ ذلك الحين، وبات التنظيم الجهادي هو المهيمن. ويتحدر الدوري من بلدة الدور القريبة من مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين. واستعادت القوات الامنية ومسلحون موالون لها هذه البلدة في مارس، ضمن عملية عسكرية واسعة ادت في نهاية المطاف الى استعادة تكريت، مسقط صدام حسين والتي يتحدر منها العديد من قادة حزب البعث الذي كان يتزعمه. بغداد وبيجي من جهة اخرى، قالت الشرطة ومصادر طبية: إن 27 شخصا على الأقل قتلوا في انفجار سيارتين ملغومتين في العاصمة العراقيةبغداد امس. وقالت المصادر: إن أحد الانفجارين وقع في سوق بحي العامل جنوب غرب العاصمة بينما وقع الآخر في حي الحبيبية شرق العاصمة. كما تواصلت الاشتباكات بين مقاتلي داعش وقوات الأمن داخل أكبر مصفاة نفط في العراق، وتمسك مقاتلو التنظيم بمكاسب حققوها مؤخرا في غرب البلاد. وهاجم مسلحو داعش «بيجي» قبل عدة أيام، حيث شقوا طريقهم مخترقين محيطها وسيطروا على عدة منشآت، منها نقطة توزيع وصهاريج تخزين. وتمكنوا من التشبث بالمناطق التي سيطروا عليها في «بيجي». وقال مصدر في قيادة العلميات العسكرية بمحافظة صلاح الدين التي تقع فيها بيجي: إن كتيبة من الجيش العراقي وصلت للمساعدة في الدفاع عن المصفاة، وإن المتشددين لم يتمكنوا من السيطرة على أي منشآت رئيسية للبنية التحتية. يأتي هذا فيما شنت الطائرات الأمريكية وطائرات التحالف 21 غارة جوية تستهدف تنظيم "داعش" في العراق وسوريا منذ صباح الخميس، وفق قوة المهام المشتركة الجمعة. وقالت القوة: إن التحالف نفذ 13 ضربة جوية في العراق، بينها ضربتان قرب الرمادي أصابت وحدة للمتطرفين، ودمرت مدفعاً رشاشاً ثقيلاً ومركبة وحفاراً، كما نفذت ضربات أخرى قرب الموصل والفلوجة وسنجار وغيرها من المدن. القنصلية الأمريكية وفي أقليم كردستان قتل ثلاثة اشخاص على الاقل واصيب خمسة بجروح في تفجير سيارة مفخخة قرب مقر القنصلية الأمريكية في بلدة عينكاوا بحسب ما افاد مسؤولون اكراد. وأكدت واشنطن أن ايا من طاقم القنصلية او حراسها لم يصب بأذى. وقال موقع سايت الذي يراقب مواقع المتشددين امس: إن تنظيم داعش أعلن مسؤوليته عن التفجير. ونقل الموقع عن حساب على تويتر القول "تمكنت المفارز الأمنية التابعة لولاية كركوك في مدينة أربيل من تفجير سيارة مفخخة مركونة على مبنى القنصلية الأمريكية في المدينة مما أدى لمقتل وجرح العديد منهم". وقال مدير ناحية عينكاوا جلال حبيب في تصريحات للصحافيين في مكان التفجير: إن "الحصيلة الاولية هي ثلاثة قتلى وخمسة جرحى". وأكد المتحدث باسم شرطة اربيل كروان عبدالكريم هذه الحصيلة. في حين قال حبيب: إن التفجير ناتج عن هجوم انتحاري بسيارة مفخخة، اشار عبدالكريم الى ان السلطات تحقق فيما اذا كان التفجير انتحاريا او بسيارة متوقفة. ولم يتضح مباشرة ما اذا كانت القنصلية هي المستهدفة بالتفجير. وقالت المتحدثة بالوكالة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف: إن "عربة مفخخة فجرت قرب مدخل في محيط القنصلية الأمريكية في اربيل". وأضافت: "نقدر التجاوب السريع لسلطات حكومة اقليم كردستان مع هذا الامر وسنعمل معها للتحقيق في الحادث لتحديد الوقائع خلف التفجير". وبقي إقليم كردستان المؤلف من محافظات اربيل ودهوك والسليمانية، في منأى الى حد واسع عن اعمال العنف التي تضرب مناطق اخرى في العراق، لا سيما منها التفجيرات بالسيارات المفخخة. ويعود التفجير الاخير الى نوفمبر، حين قتل اربعة اشخاص على الاقل في تفجير سيارة مفخخة يقودها انتحاري عند حاجز التفتيش الرئيسي التابع لمبنى محافظة كردستان في اربيل.