ما أروع "المبتسمين"، وما أجمل "الابتسامة"؛ فهي جواز سفر إلى القلوب، وأقل تكلفة من "الكهرباء"، وأكثر إشراقاً من الضوء، وطالما هي كذلك فلم لا نبتسم؟! من لا يرى من الناس ومن حوله ما يستحق الابتسامة فليغمض عينيه لدقائق معدودات، ثم ليفتحها وليعلم أن رؤية العالم ورؤية النور والأشياء وحدها تستحق الابتسامة. فالمطلوب أن تبتسم فتكسب أجراً، وربما تكسب "قلباً"! نحن نحتاج الابتسامة، لنسعد أنفسنا ومن حولنا، ولنواجه ونقهر بها ضغوط الحياة اليومية التي جلبت الكثير من الأمراض: كالسكري، والضغط، والقلق والهموم، فعدد العضلات التي نحتاجها في الابتسامة 17 عضلة، فابتسم يتحسن مزاجك وينخفض إجهادك. نحتاج الابتسامة؛ لنزيد رصيدنا من الحسنات، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «تبسمك في وجه أخيك صدقة»، وقال: «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، نبتسم عند وجود المشكلات والهموم فإن ذلك من أعظم الحلول لها، يقول السعدي "رحمه الله": الحياة قصيرة فلا تقصرها بالهموم". وللراحل إبراهيم الفقي -عليه رحمة الله- قوله: إذا رأيت من تحب فابتسم سيشعر بحبك، وإذا رأيت عدوك فابتسم سيشعر بقوتك، وإذا رأيت من تركك فابتسم سيشعر بالندم، وإذا رأيت من لا تعرفه فابتسم فلك الأجر والثواب. إذا ذُكرت الابتسامة يقفز إلى الذهن أبيات "إيليا أبو ماضي"، تأملها فقد "تهزك" لتصبح الابتسامة جزءاً من حياتك تسعد بها نفسك ومن حولك، وتقهر بها خصومك وهمومك وشانئيك! قال السماء كئيبة! وتجهما قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما! قال: الصبا ولى! فقلت له: ابتسم لن يرجع الأسف الصبا المتصرما !! قال: التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنما خانت عهودي بعدما ملكتها قلبي.. فكيف أطيق أن أتبسما! قلت: ابتسم واطرب فلو قارنتها لقضيت عمرك كله متألما قال: التجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما أو غادة مسلولة محتاجة لدم.. وتنفث كلما لهثت دما! قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها وشفائها.. فإذا ابتسمت فربما أيكون غيرك مجرما. وتبيت في وجل كأنك أنت صرت المجرما؟ إلى أن قال.. قال: الليالي جرعتني علقما قلت: ابتسم ولئن جرعت العلقما فلعل غيرك إن رآك مرنما طرح الكآبة جانبا وترنما أتُراك تغنم بالتبرم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما؟ يا صاح.. لا خطر على شفتيك أن تتثلما.. والوجه أن يتحطما فاضحك فإن الشهب تضحك والدجى متلاطم.. ولذا نحب الأنجما! ولكم تحياتي مهتم بالشأن الثقافي والاجتماعي