تنامت شكاوى الناس من عدم توافر مقاعد لوجهات السفر التي يرغبونها وإلغاء بعض الرحلات وتأخرها عن مواعيد الإقلاع وذلك كله بسبب العاصفة الرملية التي ضربت معظم مناطق المملكة وتوقفت فيها حركة الطيران لانعدام الرؤية حفاظاً على سلامة الركاب وهذا إجراء مُتبع في كل دول العالم وتحرص على تطبيقه منظمة الطيران الدولية ( ICAO) التي تعمل على تنظيم عمليات الملاحة بين الدول وعمليات عبور الحدود وتسهيلها ومنع المخالفات وهي التي تعرف وتضع أنظمة التحقيق في الحوادث الجوية، كما يهتم الاتحاد الدولي للنقل الجوي (IATA) بالتأكد من أن الطائرات تقوم برحلاتها بأقصى درجة من الأمان، والراحة، والكفاءة، في ظل إجراءات وقواعد محددة تحديداً واضحاً ويسهل فهمها على مستوى عالمي، وهذا هو عمل الاتحاد الفني. إذا لا اعتراض على الإلغاء أو التأخير في مطارات المملكة التي تأثرت من جراء العاصفة الرملية التي دخلت القصور والبيوت لمدة 24 ساعة ولكن الاعتراض والحنق هو عدم تواصل الخطوط السعودية وشركة ناس مع عملائها هاتفيا أو عبر رسائل ال SMS أو عبر الايميل المسجل في بيانات الحجز وطمأنتهم وإبلاغهم بمقدار وقت التأخير أو الإقلاع أو منحهم خيارات أُخرى كاختيار ناقل آخر إذا كانت الرحلات دولية أو إعادة التذاكر مجاناً في حساباتهم، أما التجاهل وتركهم يفترشون في المطارات لساعات طوال فهذا عمل غير احترافي ولا أخلاقي ويتنافى مع القيم الإنسانية حتى ان بعض المسافرين أبلغني بأن الوجبات التي قدمت لهم هي ساندويشات وعصير وماء ولهم في المطار أكثر من 15 ساعة، هذه الأزمة أعطت لنا انطباعاً أن الخطوط السعودية العملاقة لم تتمكن من إدارة الأزمة واحتوائها وجعلت الناس عالقين في المطارات لأربع وعشرين ساعة أو أقل وقد يتساءل البعض ماهو دور إدارة المطارات؟ إدارة المطارات تمثل هيئة الطيران المدني في تطبيق اللوائح والأنظمة المرعية ومنها إنشاء وإدارة وتشغيل وصيانة وتطوير المطارات المدنية، ودعمها بالتجهيزات الأساسية والإشراف على العاملين في المطارات وتطبيق اللائحة التنفيذية لحماية المستهلك على أي من المشغلين في حالة تعليق الرحلات أو تأخرها أو إلغائها وتعويض المستهلك مادياً، ويبدو لي والله أعلم أن موظفي الشركات الناقلة في المطارات ومنها السعودية وناس التي تضرر ركابها من توقف الإقلاع والهبوط بسبب العاصفة الرملية لم يتعاملوا مع المسافرين الذين تضرروا حسب لائحة حماية المستهلك من حيث قيمة تذاكر السفر والخدمات المُقدمة لهم، وهنا دور المستهلك بالمطالبة بحقوقه عبر إدارة حماية المستهلك بالهيئة العامة للطيران المدني على الرقم 0126847164،0126847175،0126847196 خلال الدوام الرسمي من الساعة 8 صباحا إلى الساعة 4 عصرا أو على موقعهم على تويتر @CP_GACA لا ألوم الناس المتضررين من تذمرهم لأن بإمكان أي شركة طيران، شعارها احترام المسافر، أن تُلبي رغبات عملائها من خلال الجودة والدقة العالية في المواعيد والتعامل المثالي مع المسافر فبعضهم مريض وراح عليه موعده في المستشفى والبعض الآخر مرتبط بمهمة عمل أو دراسة أو تجارة وكان أقل ما تقدمه شركات النقل ومنها السعودية استقبال الناس وطمأنتهم والتواصل معهم بدلاً من الهروب وقلة أعداد الموظفين وإغلاق مكاتبهم في المطارات مما سبب لإدارات المطارات المتضررة إحراجا مع المسافرين وذلك من خلال المنظر غير الحضاري بالافتراش في الصالات وإن كنت لا أُعفي إدارات المطارات المتضررة من المسؤولية فواجبهم هو تطبيق الأنظمة على الناقلات الجوية وعدم ترك الحبل على الغارب لشركات الطيران! خاتمة: حمى الله بلادنا ونصر جنودنا البواسل ورحم شهداءنا وعافى المصابين في حربهم ضد الحوثيين في عاصفة الحزم. إعلامي وكاتب سعودي - متخصص في قضايا الشأن العام