إن كنت مثل تفكيري فأحسن الله عزاءك وعوضني وإياك ربي خيرا! الإدمان في التفكير قد يلوث أحلامك ويشوه مستقبلك المشرق! لا تتعجب! قد لا تكون مثلي وإن كنت.. فدعني أواسِك فإن المصائب يجمعن المصابينا! لطالما فكرت كثيرا حينما كنت في بداية دخولي للجامعة وأقول لنفسي المصدقة وعقلي اللا وعي: لماذا تجتهد وتتعب نفسك ولا تتلذذ في ليلك الزاهي مع الأصدقاء، فالموت أمامك فهل تصدق تلك الأفكار بأنك ستستلم وثيقة التخرج؟ سيحول بينك وبين ما تتمنى ذلك الموت الزؤوم! قل الاجتهاد ونمى ذلك الحافز المشجع وهو الموت القاطع.. لماذا التعب ونهايتك ربما قريبة لا تستمتع بها! ومع استلام الوثيقة أمشي وقد أثقل ممشاي تلك الجبال التي أحملها على ظهري. عينت معلما، الخيال المسبق لا يصدق الواقع المقبل، متسائلا: كيف يكون شكلي ولوني وحياتي.. معلما للأجيال!..ربما لا يتحقق ذلك الحلم لأن الحروب ستأخذ أحلامك وتدفنها في قعر المقابر! فمضت ثلاث سنوات على وظيفتي وأبشرك أنني لم أمت بعد والحرب لم تضع أوزارها! لا تهيئ كفني ما متُّ بعد لم يزل في أضلعي برقٌ ورعدُ انظر أحيانا إلى أطفالنا يضحكون ويمرحون ويضجون بالحياة من حولي، وعين على أمي والأخرى على أبي! وأقول كيف سأغادركم وأنتم هنا فربما لا أجد الشخص الذي يفهمكما جيدا مثلي، اخشى أن تطاردكم النوائب وغوائل الدهر ولم أكن حيا آخذ بأيديكما إلى بر الأمان. حينما أفكر لمشروعي الناجح لمدة عشر سنوات قادمة تكثر تلك الأفكار. وأما الآن فالحمد لله لقد استتب الأمن وهدأت الخواطر ورحمة ربي تحيطني من كل جانب. ومضة: إذا وضعت مشروعك وهدفك إلى أمد بعيد فلا تخش الصوارف كثيراً.. لأنها أفكار لا تقع وأكثر المخاوف لا تقع.. اعمل وحدد هدفك وإن سقطت فانهض من جديد مع حسن ظنك بالله، فإن لم يتحقق ذاك المجد الدنيوي فهناك مجد أخروي أسمى وأحلى وأطرب!
