انتهت مشاركة اللاعبين في فترة التوقف الدولي، وفي الشارع السعودي الرياضي توقف المشاركات لا يعني توقف سهام النقد. فما بين مانشيني وضربة جزاء سالم، والمستوى الباهت للمنتخب( ويا قلب لا تحزن) ، أشبع النقاد منتخبنا ضرباً وجلداً، وكل ذلك لأيام وبعدها( تستمر الحياة). عاد اللاعبون إلى أنديتهم، وبدأت المشاركات المحلية، وأخذت المباريات تُعطي من نفسها شيئاً، وخير مثال على ذلك مباراة النصر والشباب التي وفت بكل وعودها. ومع كل هذا الصخب الكروي، ترك الشارع الرياضي كل المباريات وتحليلها وعنفوانها، وانشغل بصورة سالم التي قام بعرضها للجمهور بعد تسجيله هدفاً في مرمى الفيحاء. ولعلي هنا سأتوقف قليلاً.. لا شك أن سالم الدوسري نجم كبير، ولن يختلف معي الكثير بأنه أفضل لاعب سعودي في السنوات الأخيرة، ولكن التعامل مع الضغوط من ركائز نجاح النجوم، ولهذا وُجِد ما يسمى الخبرة في كرة القدم. من حق سالم أن يدافع عن نفسه، ولكن، ليس بهذه الطريقة، فعرض صورة ( أفضل لاعب آسيوي) لا تعني شيئاً للجمهور، فهي في أول الأمر وآخره إنجاز فردي. ولو أخذنا على سبيل المثال(ميسي) سنوات وسنوات، وهو يحقق كل شيء لبرشلونة، ويحصد الكرات الذهبية.. الكرة تلو الكرة، ومع ذلك لم يقدم الأمر مع الجمهور الأرجنتيني ولم يؤخر، فهم يطالبون بإنجاز للوطن، لا لنفسك، وعقلانية ميسي تتمثل في أنه لم يبادلهم رد الفعل ويقول: أنا أفضل لاعب في العالم، ولدي كذا وكذا، صمت طويلاً، وفي آخر الأمر أتى الإنجاز تلو الإنجاز للأرجنتين، وكان لميسي اليد الطولى في ذلك. هكذا يكون الرد. لا يُشكك عاقل في أن سالم الدوسري قدم للمنتخب السعودي الكثير، وهو بالطبع لاعب كبير في نادي الهلال والمنتخب، وما قدمه في مباراة العين الإماراتي الأخيرة كان كفيلاً بالرد على الجميع، فالملحمة التي قدمها سالم أمام العين أثبتت للجميع أن سالم الدوسري نجم سعودي فوق العادة؛ لذلك أقول: ليتك يا سالم ركزت على مثل هذه الطريقة في الرد، وتركت الإنجازات الفردية جانباً.