منذ تأسيس المملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز -طيّب الله ثراه- ومن بعده أبناؤه الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله وغفر لهم جميعاً- واليوم الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- وسياسة المملكة راسخة واضحة جليّة لا تتلّون ولا تجابه ولا تتدخّل في شئون الدول الأخرى إلا بالخير والعون داعية إلى الأمن والاستقرار لشعوبها وبلدانها. المملكة العربية السعودية بقادتها وشعبها يسجّل لها التاريخ القديم والحديث بحروفٍ من ذهب تغاضيها وابتعادها عن مهاجمة الغير هذا ديدنها، بل تدافع عن عقيدة ووطن شعبها المسالم فقط عندما يحاول أعداء الأمّة المساس أو الاقتراب من حدودها، ولنا مواقف ووقفات وتجارب لن ينساها أو يتناساها أو التقليل منها مع الكثير من الدول إلا غافل أو ناكر للجميل لما لهذا البلد الآمن بفضل الله من عزيمة وقوّة ومكانة لن ينكرها إلا جاحد وحاقد وحاسد. وقبل أيام أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله وأعانه وأمدّه بصحته وعافيته- (عاصفة الحزْم) والتى سوف يكتبها له تاريخ الأمة الإسلامية؛ لإنقاذ شعوب وأوطان تكاد تسقط بفعل فاعل! وبالرغم من عواصف الغيلة والتخوين والادعاء بأنه تدخّل من المملكة وانتهاك سيادة إلا أننا نحمد الله أن هذه الأصوات الضلالية والتى لا تريد للمملكة ولا لشعبها بل حتى لأبناء اليمن ولا لشعوب المنطقة الخير معروفة ومكشوفة للقاصي والداني أصوات مأجورة تتحدّث بلسان أعجمي وتناست عروبتها وأن الدم السعودي سال واختلط بدماء عربية لتحرير الأوطان والشعوب من أعداء الدين هدفها بل حلْمها اليائس والبائس أن تتحوّل المملكة ودول الخليج واليمن لبؤرة ارهابية لمجموعة من قطّاع رقاب وطرق لا إيمان لهم وتلبّسوا -ويا للأسف- بلباس التقوى وهم والله منه براء. أطلق ملكنا وقائدنا وبحكمة وبعد تفكير حكيم عاصفة هدفها واضح وضوح الشمس في رابعة النهار نبيل ألا وهو رفع الظّلم عن المظلوم، والحفاظ على أمن وحدود بلد الحرمين ومهبط الوحي ومنبع الرسالات من كيد كل غادر وأحمق يهددّ ويتوعد ليل نهار بمسحها من الخارطة!!! عاصفة الحزم لم تنطلق بعبثية وتهوّر من أجل الحرب، بل من أجل تحقيق السلام ووقف هذا النّزف الدموي وقتل أرواح بريئة وأن يتم ضمّ عاصمة عربية ودولة مجاورة لنا لأن تكون الامبراطورية الرابعة، وكما أعلنت ذلك إيران بعد ثلاث دول عربية شقيقة العراق وسوريا ولبنان والتى وللأسف تحكّمت في دولها وسلخت منها أصولها العربية التى كنا نفخر بها لدورها الكبير والريادي بالمنطقة أعاد الله لها أمنها واستقرارها. عاصفة الحزم بإذن الله وبتوحيد الكلمة والتي تجلّت في مساندة دول الخليج وبعض الدول العربية والإسلامية لدعوة خادم الحرمين الشريفين لتحالف عربي ودولي للمشاركة فيها لعودة الأمن والسلام والقيادة الشرعية لليمن الشقيق والأهمّ هو عودة الهيبة للأمة العربية بعد أن فقدتها منذ زمن وتركت لإيران والمجموعات الارهابية الموقع والتدّخل ثورةً وارهاباً وزرع الخوف والفرقة بين شعوبها وتشتيتها حتى أنها فقدت هيبتها ومكانتها بين شعوب العالم. وأصبح الإسلام دين إرهاب وكل عربي قاتلا. ان عاصفة الحزم والتي ندعو الله لها بالاستمرار حتى تحقق نتائجها والتى بإذن الله متى تحققت فانها بإذن الله سوف تُعيد للأمة العربية هيبتها ومكانتها وتحسب ألف حساب لها وخاصة لو تم ولادة القوة العربية المشتركة من خلال الجامعة العربية والتي نادى بها الرئيس المصري وستكون عاصفة الحزم الأساس القوّي والمساند لها. إن المساندة الشعبية من كل الأطياف لهذه العاصفة مهما طالت -وهذه عادة الحروب- وسعادتهم بها دليل واضح وجلي للاحتقان الكبير لمعاناتهم، بل اليأس الذي أحاط بهم نتيجة هذا الاسترخاء والاحباط، كلّ هذا بدأ يتبددّ ويتلاشى بعودة روح التضامن والتكاتف لنصرة الحقّ ونصرة المظلوم في أي مكان كان. وحسم خادم الحرمين الشريفين الحزْم والعزْم بأن عاصفة الحزم (سوف تستمّر حتى تحقق أهدافها) وكرر الرئيس اليمني الشرعي مطالبته باستمرارها حتى تحقق الهدف وإعادة الشرعية وتسليم المقرّات والأسلحة للقيادة المنتخبة من الشعب اليمني. وأيّد أمين جامعة الدول العربية هذه الخطوة الحاسمة والتي أسسّت لتعاون عربي يقف أمام التطورات التي تشهدها الساحة العربية.. هذا خارجياً، وفي المملكة قالت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء (إن قرار المملكة وأشقائها دول مجلس التعاون والدول المشاركة معهم ببدء العملية العسكرية عاصفة الحزم في اليمن الشقيق لحماية حكومته الشرعية والدفاع عن الشعب اليمني العزيز والذي يتعرّض لاستباحة أرضه وتخريب ممتلكاته وزعزعة استقراره من قبل الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى اقليمية ذات مطامع ومشروعات تخريبية بالبلاد العربية قرار موفَّق وحكيم وتؤيده المصالح العليا لبلاد الحرمين الشريفين المملكة العربية السعودية ودوّل الخليج والمنطقة العربية والعالم الإسلامي الذي يعنيه استقرار اليمن ووحدته ويهمّه أمن بلاد الحرمين الشريفين والذي هو أمن لكل العالم الإسلامي ويعيش في وجدان كل مسلم. والمسلمون في كلّ بلاد العالم ضدّ من يحاول المساس بأمنه والتّعرض لمقدراته). من هنا يتوجّب علينا كشعب واحد أن نقف صفّاً ويداً وكلمة واحدة أمام هذا المدّ الصفوي الذي لا يتمنى لهذا الوطن الخير ولشعبه الأمن والاستقرار، وأن ندرك أن عاصفة الحزم التي أطلقها وليّ أمرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز جاءت بعد محاولات ودعوات للحوار بما فيهم أتباع إيران وعملاؤها الذين يسعون في الأرض فساداً وأن يتفهمّوا الرسالة جيداً وأن الصبر نفد ووصلت كما يُقال (للرقبة) لاحتلال عاصمة عربية متاخمة لبلادنا وتهديد فاضح ومكشوف لحدودنا ونارها لو استمرّت في الاشتعال سيصل شرر ارهابها لكل دول المنطقة ولن تستثني أحدا من هذه الأمّة. الدعاء من كل قلوبنا لقيادتنا وشعوب منطقتنا وكل من يساند بلد الحرمين ولجيوشنا الباسلة على خط النار ولطيارينا البواسل بالنصر والثبات والقوة والمنعة وأن يسددّ رميهم وأن يدحر عدونا عدو الإسلام والمسلمين يارب. خاتمة اليوم يوم العزّ والفعل والحزم أبشر بعزّك في اللقا ياوطنّا حنّا لها حنّا هل البأس والعزم آليا نتخينا مالها غير حنّا يا أبو فهد لبّيه في الحرب والسّلم بمشيئة الله كلمتك ما تثنى